شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

2014.. عام انتهى فيه الربيع العربي حيث بدأ

2014.. عام انتهى فيه الربيع العربي حيث بدأ
  "رجعنا مكان ما كنا" و"الربيع العربي انتهى حيث بدأ" و...
 
"رجعنا مكان ما كنا" و"الربيع العربي انتهى حيث بدأ" و "للخلف در".. بتلك العبارات وعلى نسقها كثير؛ عبر الآلاف من الشباب العربي عن إحباطهم وشعورهم بخيبة الأمل عقب عودة جميع بلدان الربيع العربي إلى حيث بدأت، إلى النقطة صفر كما أسماها الشباب.
 
 
فبعد أربعة أعوام منذ بداية أول ثورة في العالم العربي في عام 2011 وما أعقبها من شرارات في العديد من البلدان العربية أطلق عليها "دول الربيع العربي" التي ثارت ضد ديكتاتورية الحكام وطلبا في العدالة الاجتماعية والحرية، عادت معظم تلك الدول كما كانت وللسخرية إلى انتخاب من نادت بإسقاطهم في البدء، وفي هذا التقرير نركز على أهم محطات هذا التحول في بعض بلدان الربيع العربي.
 
 
تونس .. البداية
 
كانت البداية في تونس حيث قام الشاب التونسي البوعزيزي يوم الجمعة 17 ديسمبر عام 2010م بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام الملأ وقالت له: (بالفرنسية: Dégage) أي ارحل (فأصبحت هذه الكلمة شعار الثورة للإطاحة بالرئيس وكذلك شعار الثورات العربية المتلاحقة).
 
 
أدى ذلك لانتفاضة شعبية وثورة دامت قرابة الشهر أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، أما محمد البوعزيزي فقد توفي بعد 18 يوماً من إشعاله النار في جسده. وأضرم على الأقل 50 مواطناً عربياً النار في أنفسهم لأسباب اجتماعية متشابهة تقليدا لاحتجاج البوعزيزي. وأقيم تمثال تذكاري تخليداً له في العاصمة الفرنسية باريس.
 
 
وعقب تغييرات سياسية عديدة خلال الأعوام المنصرمة، أعلن فوز مرشح حزب "نداء تونس" الباجي قايد السبسي بالانتخابات الرئاسية وهو ما تم اعتباره إعلانًا رسميًا عن عودة النظام القديم إلى الحكم بعدما استعمل الإسلاميين واليسار معا.
 
 
18 يومًا أسقطت المخلوع
 
وفي مصر وعقب الإطاحة بـ "بن علي" في تونس، قامت مجموعة من التحركات الشعبية ذات مطالبات اجتماعية وسياسية انطلقت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011، الذي اختير ليوافق عيد الشرطة حددته عدة جهات من المعارضة المصرية والمستقلين، من بينهم حركة شباب 6 أبريل وحركة كفاية وكذلك مجموعات الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر والتي من أشهرها مجموعة "كلنا خالد سعيد" و"شبكة رصد" و"شباب الإخوان المسلمين".
 
 
وعقب 18 يوما من الاشتباكات واعتداءات الشرطة على المتظاهرين أدت إلى تنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عن الحكم في السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011 حيث أعلن نائبه عمر سليمان في بيان مقتضب تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد.
 
 
وخلال أربعة سنوات من التقلبات السياسية وعقب استحقاقات ديمقراطية حصل عليها الشعب وقام من خلالها بانتخاب أول رئيس مدني في مصر، وقام بانتخاب مجلسي الشعب والشورى؛ عاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الظهور مرة أخرى عبر تدبير عدد من أحداث الشغب والعنف وخلق العديد من الازمات التي أسهمت في احتقان عامة الشعب للخروج في تظاهرات ضد الرئيس مرسي، وهو ما اتخذه المجلس العسكري مبررًا للقيام بانقلاب عسكري أعقبه العديد من المجازر والاعتقالات وتقييدات لحريات الرأي في المجتمع المصري.
 
 
إسقاط "مجنون ليبيا"
 
وفي ليبيا حيث ثورة 17 من فبراير، التي اندلعت وتحولت إلى نزاع مسلح إثر احتجاجات شعبية بداية في بعض المدن الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافي، جاء يوم الخميس 17 فبراير عام 2011 م على شكل انتفاضة شعبية شملت بعض المدن الليبية في المنطقة الشرقية، فكبرت الاحتجاجات بعد سقوط أكثر من 400 ما بين قتيل وجريح برصاص قوات الامن ومرتزقة تم جلبهم من قبل النظام. وقد تأثرت هذه الاحتجاجات بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
 
 
قاد هذه الثورة الشبان الليبيون الذين طالبوا بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. كانت الثورة في البداية عبارة عن تظاهرات واحتجاجات سلمية, لكن مع تطور الأحداث وقيام الكتائب التابعة لمعمر القذافي باستخدام الأسلحة النارية الثقيلة والقصف الجوي لقمع المتظاهرين العزّل، تحولت إلى ثورة مسلحة تسعى للإطاحة بمعمر القذافي الذي قرر القتال حتى اللحظة الأخيرة. وفي يومي 21 و22 أغسطس دخل الثوار إلى العاصمة طرابلس المحررة من شبابها بالاحتفال، وقام جميع الثوار بالسيطرة على آخر معاقل القذافي، حيث قتل الأخير في سرت بحلول يوم 20 أكتوبر.
 
وعقب صراعات سياسية ومسلحة بين الشباب الليبي الثائر ضد مؤيدي النظام السابق للقذافي، ظهر اللواء حفتر في شرق البلاد وبصحبة ضباط من الجيش ليعلن عن انقلاب عسكري أطلق عليه عملية "الكرامة"، والتي وصفها بأنها "حرب على الإرهاب في بنغازي"، ليبدأ حربا استعمل فيها لأول مرة – منذ انتهاء الثورة في عام 2011 – الطيران الحربي ضد تنظيم "أنصار الشريعة" ومجموعات ثورية أخرى شاركت في الإطاحة بنظام القذافي إبان عام 2011 مازالت مستمرة حتى الآن.
 
 
مأساة سوريا
 
وفي سوريا بدأت شرارة الثورة في مدينة درعا حيث قام الأمن باعتقال خمسة عشر طفلا إثر كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدار مدرستهم بتاريخ 26 من فبراير 2011. في خضم ذلك كانت هناك دعوة للتظاهر على الفيسبوك في الصفحات السورية استجاب لها مجموعة من الناشطين يوم الثلاثاء 15 من مارس عام 2011.
 
 
وقام بعض الناشطين من المعارضة بدعوات على الفيس بوك وذلك في تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد؛ متأثرين بموجة الاحتجاجات العارمة (المعروفة باسم الربيع العربي)، والتي اندلعت في الوطن العربي أواخر عام 2010 وعام 2011، وخصوصاً الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية.
 
 
كانت الاحتجاجات قد انطلقت ضد الرئيس بشار الأسد وعائلته التي تحكم البلاد منذ عام 1971 تحت غطاء حزب البعث العربي الاشتراكي تحت سلطة قانون الطوارئ منذ عام 1963. قاد هذه الاحتجاجات الشبان السوريون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار: «الله، سوريا، حرية وبس»، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية وميليشيات موالية للنظام (عُرفت بالشبيحة) واجهتهم بالرصاص الحي فتحوّل الشعار إلى «الشعب يريد إسقاط النظام». في حين أعلنت الحكومة السورية أن هذه الحوادث من تنفيذ متشددين وإرهابيين من شأنهم زعزعة الأمن القومي وإقامة إمارة إسلامية في بعض أجزاء البلاد.
 
 
كانت الانطلاقة الحقيقية للثورة السورية في 18 مارس تحت شعار «جمعة الكرامة»، إذ خرجت التظاهرات في مدن درعا ودمشق وحمص وبانياس وقابلها الأمن بوحشية خصوصاً في درعا، فسقط أربعة قتلى على يد الأمن السوري في تلك المدينة، وتحوَّلت التظاهرات لباقي الأسبوع إلى أحداث دامية في محيط المسجد العمري ومناطق أخرى من المدينة، قالت منظمات حقوقية إنها أدت إلى مقتل 100 محتج بنهاية الأسبوع.
 
 
في 25 أبريل أطلق الجيش السوري عمليَّات عسكريات واسعة في درعا ودوما هي الأولى من نوعها، وأدت إلى مقتل عشرات الأشخاص، تقول المنظمات الحقوقية إن معظمهم من المدنيين جراء حصار وقصف المدينتين والقرى المحيطة بهما. وبعدها بأسبوع فقط بدأ الجيش عمليات أخرى في بانياس، ثمَّ بعدها بأيام في حمص، متسبباً بمقتل المزيد من المدنيين.
 
 
في أوائل شهر يونيو وبعد تفاقم حالات الانشقاق في الجيش السوري على مدى ثلاثة أشهر أعلنَ عن تشكيل أول تنظيم عسكريٍّ يُوحد هؤلاء العسكريين، وهو «لواء الضباط الأحرار» تحت قيادة حسين هرموش، وتلاه بشهرين الإعلان عن تشكيل الجيش السوري الحر ….. استمر القتال في سوريا حتى ظهر طرف جديد في الموقف وهو تنظيم الدولة الإسلامية.
 
جدير بالذكر أن نظام بشار الأسد قد تلقى دعما روسيا وإيرانيا بالعتاد والجنود لمساعدة الأسد على قمع المعارضة خلال الثلاث سنوات الماضية والتي تعدى عدد قتلاها حتى الآن 200 ألف شهيد .
 
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023