أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن قرار الحكومة بزيادة أسعار أسطوانات الغاز السائل (البوتوغاز) بنسبة 50% لا يكفي لتغطية حجم الدعم الذي تتحمله الدولة.
وأوضح مدبولي أن مصر تستهلك نحو 280 مليون أسطوانة سنويًا، وأن التكلفة الحقيقية للأسطوانة تبلغ حوالي 340 جنيهًا، بينما تباع حاليًا بسعر 150 جنيهًا، مما يعني أن الدولة تدعم كل أسطوانة بنحو 200 جنيه.
وفي مؤتمر صحفي عقده الخميس، أشار مدبولي إلى أن الحكومة تهدف إلى تقليص الخسائر الناتجة عن الدعم، خاصة في مجال الطاقة والمحروقات.
وأضاف أن الدعم سيبقى موجودًا في الموازنة، ولكن ضمن حدود معينة، حيث يتطلب استدامة الخدمة مشاركة المواطن في تحمل جزء من التكلفة. وأكد أن الدولة قد تحمّلت الجزء الأكبر من فاتورة الدعم على مدى السنوات الماضية.
تزامنت زيادة أسعار غاز الطهي مع اقتراب موسم المدارس والجامعات، الذي يبدأ الأسبوع المقبل، وجاءت بعد سلسلة من الزيادات في فواتير استهلاك الكهرباء، مياه الشرب، الغاز الطبيعي، وأسعار بطاقات القطارات، مترو الأنفاق، المواصلات العامة، ورسوم الطرق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية ومشتقات الوقود مثل البنزين والسولار.
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إن مصر حققت تحسناً ملحوظاً في توفير الأدوية الناقصة بالسوق المحلية، حيث وصلت نسبة الأدوية المتوفرة إلى حوالي 90%. كما أشار إلى خطط الدولة لاستثمار مليارات الجنيهات خلال الفترة القادمة لتطوير العديد من خطوط الإنتاج في الشركة القابضة للأدوية (حكومية).
وشهدت أسعار الأدوية المحلية والمستوردة في مصر ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تراوحت الزيادات بين 80% و150%، نتيجة لارتفاع تكلفة الإنتاج والتشغيل، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار.
وتواجه مصر احتياجاً شهرياً يصل إلى 100 مليون دولار لتوفير مستلزمات الإنتاج والمواد الخام المستخدمة في صناعة الدواء، مما أدى إلى أزمة نقص حادة في الأدوية الأساسية. توقفت العديد من الشركات عن إنتاج نحو ألف صنف دوائي، ما أثر على توافرها في الصيدليات خلال الأشهر الماضية.