زعمت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أنها حصلت على حوار مع مسؤول سياسي مصري رفيع ذي صلة بالمفاوضات الجارية حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب الكاتبة المختصة بالشؤون العربية في الصحيفة العبرية، سمدار بيري، فإن المسؤول المصري، الذي رفض الكشف عن هويته، برر انفتاحه على الصحيفة بأنه يريد “فقط توضيح الموقف المصري للجمهور الإسرائيلي، بما في ذلك الأشخاص الذين يشغلون مناصب مهمة”.
وتركز الحوار على محور فيلادلفيا الذي يصر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على البقاء فيه ما يهدد بنسف المفاوضات.
أوضح المسؤول المصري: “لن نوافق على وجود عسكري إسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا. هذا هو موقفنا منذ بداية المفاوضات، ونحن لا ننوي تغييره”.
ومع ذلك، قال المسؤول المصري الذي يواكب المحادثات مع الوسيطين في المفاوضات: “لن أتحدث عن إدخال أدوات رؤية ومراقبة إسرائيلية على طول الممر”. بمعنى آخر، بحسب بيري، فإنه رفض المسؤول المصري توضيح ما إذا كانت بلاده تنوي الموافقة بصمت على تركيب وسائل إلكترونية لرصد النشاط الإسرائيلي في الممر.
وأشار المسؤول أيضًا إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، الذي حضر هذا الأسبوع محادثات التفاوض في القاهرة إلى جانب رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، أبلغ الأطراف بـ “توصيته الحارة جدًا” بعدم تسريب التفاصيل إلى المصادر التي قد تصل إلى الإعلام. وأثنى بيرنز على وسائل الإعلام المصرية التي تتجنب “التدخل” في المفاوضات.
وأوضح المسؤول المصري أن الولايات المتحدة تصدر تصريحات متفائلة رغم المشاكل المعقدة في الطريق نحو الهدف.
وقال: “النية الأمريكية هي الحفاظ على جو عملي، لكن روح نتنياهو تسيطر على غرفة المناقشات، نحن نعلم أنه يتلقى تقارير من المحادثات في نفس الوقت”.
وأشار المسؤول المصري إلى أن قوات الأمن في بلاده “أغلقت معظم الأنفاق التي كانت تعمل تحت المنطقة العازلة بالمياه وملأتها بالخرسانة لمنع تهريب الأسلحة والبضائع وقطع الغيار”.
وأضاف: “أنا على علم بالشكاوى الإسرائيلية بأن جميع الأنفاق لم تُغلق، وبالتالي يجب أن يكون هناك وجود عسكري إسرائيلي. هذا غير مقبول بالنسبة لنا، كما أنه لن يكون مقبولًا أن تظهر مصر وجودًا إسرائيليًا في معبر رفح”.
وحول الوضع في ممر فيلادلفيا ومعبر رفح إذا ما انسحبت القوات الإسرائيلية، أوضح المسؤول المصري: “من المؤكد أنه يجوز التفكير في إمكانية وجود قوة عربية ودولية”، مضيفا أنه “لا أحد يتحدث الآن عن وجود حركة حماس، بل عن وجود قوة عربية ستتكون من السلطة الفلسطينية، وقوات عربية من الأردن وإمارات الخليج، وربما أيضًا السعودية، وسينضم إليهم مراقبون أوروبيون”.
وفي كل الأحوال، يشدد المسؤول، أن المستويات العليا في مصر ترفض الجهود الإسرائيلية المتواصلة، ولن توافق على وجود “جنود على الأرض” كما يعبر عنه الجيش الإسرائيلي أو أي هيئة أمنية إسرائيلية أخرى على طول محور فيلادلفيا.