وجهت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية ضوءها على المسيرات الأوروبية الحاشدة المنطلقة منذ أمس السبت، في عدد من المدن الأوروبية للتعبير عن تضامنهم مع اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى قارتهم، طلبًا للجوء بسبب الحروب الدائرة في بلادهم.
وأشارت الشبكة في سياق تقرير نشرته اليوم الأحد على موقعها إلى تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لما يُطلق عليه “اليوم الأوروبي لاتخاذ إجراء بخصوص اللاجئين” والذي ضم عشرات الفعاليات التي تمّ تنظيمها بهذا الشأن.
وورد على الصفحة: “لا يمكننا أن نستمر في ترك الآلاف يموتون في سبيل الوصول إلى أوروبا وهم يبحثون عن الأمان والأمل وفرصة الحياة ولو ليوم آخر”.
وأضافت: “لا يمكن أن نظل صامتين أكثر من ذلك في الوقت الذي ينظر فيه الساسة وكذا وسائل الإعلام لدينا إلى هؤلاء الرجال والنساء والأطفال على أنهم لا يمثلون سوى تهديدات وأعباء”.
وتابعت: “لا يمكننا أن ندع حكوماتنا تغلق كل الحدود وتبني الأسوار للحيلولة دون وصول هؤلاء المحتاجين إلى بلادنا. لا ينبغي أن تكون أوروبا على تلك الشاكلة”.
ووصلت إحدى المسيرات التي رفعت شعار “التضامن مع اللاجئين” وسط العاصمة البريطانية لندن وتحديدا “داونينج ستريت” حيث مقر إقامة ومكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي صرح مؤخرًا بأن بلاده ستستضيف حوالي 20.000 لاجئ سوري خلال الـ5 أعوام المقبلة.
وردَّد المشاركون في المسيرة شعارات ترحب باللاجئين، حاملين لافتات مكتوبا عليها “لا تقصفوا سوريا،” و”مرحبا باللاجئين” و”التضامن مع اللاجئين”.
وفي نفس السياق، شهدت بلدان أوروبية أخرى مثل الدانمارك والنمسا ورومانيا واليونان وفنلندا وفرنسا مسيرات مماثلة.
ووفقا لـ”توبياس بليت” الناطق باسم وزارة الداخلية الألمانية، يصل قرابة 10.000 لاجئ سوري إلى ألمانيا يوميًا، في الوقت الذي أكد فيه المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أنهم وضعوا أربعة آلاف جندي ألماني في حالة تأهب للمساعدة في إدارة موقف اللاجئين.
المجر: نعامل اللاجئين جيدًا
وأشار التقرير إلى رفض الشرطة المجرية المزاعم التي تفيد بسوء معاملة رجالها للمهاجرين الذين يدخلون البلاد.
وذكرت المتحدثة باسم الشرط المجرية فيكتوريا سيزر كوفاكس أنه يتم منح المهاجرين الذين يصلون إلى نقاط تديرها الشرطة أو إلى مراكز تسجيل البيانات الواقعة قرب الحدود مع صربيا الرعاية الطبية المطلوبة كما يتم تزويدهم بما يحتاجون من مؤن، واصفة المزاعم التي تتردد بشأن سوء معاملتهم بـ”الأكاذيب”.
كان بيتر بروكيرت المسئول البارز بمنظمة “هيومان رايتس وواتش” المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم قد وصف ظروف المهاجرين في المجر بـ”المروعة”. وقال بروكيرت إنه من غير المقبول أن تتم معاملة الأشخاص مثل الحيوانات على أعتاب أوروبا.
يشار إلى أن عدد الوافدين إلى المجر هذا الشهر بلغ قرابة 22 ألفًا مع وصول أعداد جديدة من المهاجرين واللاجئين الذين يسعون للوصول إلى غرب أوروبا من صربيا عبر المجر.
السعودية: استقبلنا مليونين ونصف المليون من اللاجئين
في الوقت الذي يطالب فيه الأوروبيون قادتهم ببذل المزيد لمساعدة اللاجئين السوريين، تواجه الدول الخليجية انتقادات حادة لعدم استقبالها أعدادا أكبر من هؤلاء النازحين.
ومع ذلك، قال مصدر مسئول بوزارة الخارجية السعودية إن المملكة لم تكن ترغب فى الحديث عن جهودها فى دعم الأشقاء السوريين فى محنتهم الطاحنة، لأنها ومنذ بداية الأزمة تعاملت مع هذا الموضوع من منطلقات دينية وإنسانية بحتة، وليس لغرض التباهى أو الاستعراض الإعلامى، إلا أنه رأت بأهمية توضيح هذه الجهود بالحقائق والأرقام رداً على التقارير الإعلامية وما تضمنته من اتهامات خاطئة ومضللة عن المملكة.
وأوضح المصدر المسؤول أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة تمثلت في استقبال المملكة منذ اندلاع الأزمة في سوريا، ما يقارب المليونين ونصف المليون مواطن سوري، حرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين، أو تضعهم في معسكرات لجوء، حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة التامة، ومنحت لمن أراد البقاء منهم في المملكة الذين يبلغون مئات الآلاف، الإقامة النظامية أسوة ببقية المقيمين، بكل ما يترتب عليها من حقوق فى الرعاية الصحية المجانية والانخراط في سوق العمل والتعليم.
وأضاف أن المملكة احتضنت ما يزيد على 100 ألف طالب سوري على مقاعد الدراسة المجانية، وذلك حسب إحصائيات حملة السكينة الحكومية.
