شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الدوافع الحقيقية وراء تشكيل قوة عربية مشتركة

الدوافع الحقيقية وراء تشكيل قوة عربية مشتركة
دعا قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي، الدول العربية إلى تشكيل قوة مشتركة "لمواجهة التهديدات...

دعا قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي، الدول العربية إلى تشكيل قوة مشتركة "لمواجهة التهديدات الأمنية المحيطة بدول المنطقة"، حسب قوله.

 

إلا أنه ربما تحمل الدعوة بين طياتها تخوفًا من تزايد النفوذ الإيراني. فهل تصمد هذه القوة أمام الخلافات العربية؟

 

أقر وزراء الخارجية العرب، يوم الخميس الماضي، مشروع قرار ينص على "تشكيل قوة عربية مشتركة، تضطلع بالتدخل السريع لمواجهة التهديدات الأمنية، التي تتعرض لها دول عربية، وتشكل تهديدًا مباشرا للأمن القومي، بما في ذلك التهديدات الإرهابية". 

 

يأتي ذلك بعد يومين من العملية العسكرية (عاصفة الحزم)، التي تشنها دول عربية، بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد ميليشيات الحوثيين في اليمن.

 

وينص القرار على تكليف الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بالتنسيق مع رئيس القمة الحالية بمصر، بدعوة أركان القوات المسلحة، خلال شهر من صدور القرار، لدراسة كافة الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة المشتركة، وتشكيلها وعرض نتائج أعمالها في أقرب وقت، في اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك.

 

ورغم أن صاحب الدعوة هو السيسي، إلا أن هناك دولًا عربية أخرى، يحتمل أن تكون لها مصالح مختلفة، وأن لا ينسجم هدفها مع الهدف المصري، لذا فإن أبرز تحد يواجه هذه القوة؛ هو تضارب مصالح الدول العربية، والخلافات بينها.

 

فمن جانبه، عبر العراق على لسان وزير خارجيته، عن تأييده لدعوة السيسي، تشكيل قوة عربية مشتركة، لكنه في الوقت نفسه، رفض التدخل العسكري في اليمن، انطلاقًا رفض التدخل في شؤون أي دولة.

 

وناقش إبراهيم محمود النحاس، أستاذ ورئيس العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بالرياض، في مقالة بصحيفة الرياض؛ توقيت هذه المبادرة، إذ يقول: "بحسب الجامعة العربية، هناك معاهدة الدفاع العربي المشترك التي أقرت في 1950 من دول عربية. والآن هناك رغبة لتفعيلها بصورة جديدة في قوة عربية مشتركة".

 

إلا أن ما فكّر فيه، خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، قد لا يتناسب بالضرورة مع مجريات الأحداث السياسية العربي في عام 2015. الكاتب السعودي، يشرح ذلك بقوله، إن "الإيديولوجية القومية العربية، كانت في ذلك الوقت في ذروة اندفاعها، نتيجة لحداثة استقلال بعض الدول العربية، بالإضافة إلى أن التركيز كان على مواجهة إسرائيل".

 

خطر الإرهاب أم الخطر الإيراني؟

قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة نواكشوط بموريتانيا، ديدي ولد السالك، في تصريحات لدويتشه فيليه، إن قرار القوة العربية، "جاء بطيئًا ومتأخرًا"، موضحًا: "فإيران بدأت تتمدد بشكل كبير مستفيدة من غياب المواجه الاستراتيجي العراق، بعد احتلاله في عام 2003، ما خلّف فراغًا استراتيجيًا في المنطقة، كان على الدول العربية التحرك بسرعة لسده".

 

ويشير الخبير الموريتاني إلى أن الدول الخليجية أصبحت ترى في تزايد نفوذ إيران تهديدًا حقيقيًا ومباشرًا لأمنها القومي، مفسرً ذلك بقوله: "اليوم نرى أن العراق وسوريا ولبنان تحولت إلى ولايات إيرانية، وإذا انضمت إليها اليمن وتمكنت إيران من السيطرة على مضيق باب المندب الإستراتيجي، فقد تجد الدول الخليجية والعربية نفسها في المستقبل القريب تحت سلطة إيران".

 

"ولد السالك" يعتبر أن إيران لم تعد تتصرف كدولة قوية في المنطقة فحسب، بل كإمبراطورية لديها تأثير في عدة دول، مؤكدًا أن هذا هو الدافع الأبرز لتشكيل هذه القوة، وليس التهديدات الإرهابية كما تروج الدول العربية.

 

وأضاف: "الحوثيون كان لديهم نشاط ويتمددون منذ سنوات والإرهاب أيضًا ليس بالأمر الجديد، إنما الجديد والخطر الأكبر هو تزايد النفوذ الإيراني بشكل كبير".

 

هل تصمد القوة أمام الخلافات العربية؟

يعتقد الأكاديمي الموريتاني، أن هذه القوة لن تصمد كثيرًا، أولًا بسبب الأوضاع المعقدة التي تعيشها دول عربية عديدة، بعضها منهار تمامًا كسوريا والعراق وليبيا واليمن، وأخرى منشغلة بمشاكلها الداخلية كبعض دول المغرب الكبير. السبب الثاني يعود لتضارب المصالح العربية، والخلافات الكبيرة بين بعض هذه الدول. 

 

 

ويبيّن ديدي ولد السالك: "كما قلت، هي بالأساس مبادرة سعودية، تهدف لحماية مصالح السعودية بالدرجة الأولى، بما أنها المعنية الأولى بالحرب الإقليمية ضد إيران"، لكن وبالرغم من تخوف الدول العربية من النفوذ الإيراني، إلا أن الخلافات بينها ستكون أكبر من أن تبقى متحدة بسبب خطر إيران، بحسب اعتقاد "ولد السالك".

 

ويرى "ولد السالك" أن إحدى نقاط ضعف هذه القوة، تكمن في أن قائدتها (السعودية) تفتقد إلى الخبرة العسكرية الكافية، فحسب رأيه فإن "السعودية تفتقر إلى جيش متطور، والمقوم الوحيد لهذه القوة سيكون الإمكانيات المالية للسعودية".

 

في هذا الصدد، يرى الخبير السعودي، النحاس أن النقطة الإيجابية الوحيدة لهذه المبادرة، قد تتمثل في إرضاء الرأي العام العربي، الذي قد يثني على السياسة العربية ويرى في هذا الاتفاق نجاحًا ولو مؤقتًا، حسب قوله.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023