دائما ما تخرج الثورة والحماسة من قلوب الشباب ، فعلى مر العصور كان لهم الدور الأكبر فى التغيير ، حيث لعبت الحركة الطلابية المصرية طوال تاريخها دورا مؤثرا في الحركة الوطنية ومن أبرز هذه الأدوار كان في يوم 21 فبراير من عام 1946والذى أطلق عليه "يوم الطالب العالمي".
نضال من أجل الجلاء
يمثل ذلك اليوم علامة مهمة في تاريخ النضال الوطني، والحركات الطلابية ،حيث دعت اللجنة الوطنية للطلبة، والعمال إعلان هذا اليوم يوما لجلاء المحتل الإنجليزي، فخرجت المظاهرات الحاشدة يومها من جامعة القاهرة متجهة إلى ميدان التحرير للمطالبة بإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي 1899 الخاصتين بالسودان، وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا، وانطلقت رصاصات الاحتلال لتقتل شهداء الحركة الطلابية، كما تم فتح كوبري عباس والطلاب فوقه ليسقط بعضهم في النيل، دون أن تسفر حادثة فتح كوبرى عباس فى 1946 عن شهيد واحد، وإنما تساقط الشهداء من الثانوي والجامعة فيما يقارب من 8 شهداء في ميدان الإسماعيلية "التحرير الآن" نتيجة استخدام الشرطة العنف وإطلاق النار ودهس بعض الطلاب بمدرعات الجيش البريطاني.
احتجاجات عارمة
بدأت الاحتجاجات منذ يوم 9 فبراير عام 1946 حيث خرجت من جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليًا" أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية، فعبرت شارع الجامعة، ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس، وكانت المظاهرات تسير في نظام تام دون اعتداء على أحد ، ودون التعرض للممتلكات أو جنوح نحو التخريب، فإذا ببعض السيارات العسكرية البريطانية المسلحة تخترق الميدان وسط الجماهير فجأة لتدهم بعضهم تحت عجلاتها. وما إن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبري عليها وبدأ الاعتداء على الطلبة فسقط البعض في النيل، وقتل وجرح أكثر من مائتي فرد، وفي ذات اليوم حدثت مظاهرة في المنصورة أصيب فيها 7 شاب و3 جنود، واعتقل أربعة، كما اعتقل عدد من الشبان في أسوان، وفي اليوم التالي عمت المظاهرات القاهرة والأقاليم، وفي يوم 11 فبراير صادرت الحكومة الصحف التي كانت تنشر أخبار المظاهرات وحوادث الاشتباك مع البوليس، ولم يمنع ذلك الهيئات المختلفة من الاحتجاج على القمع الحكومي للمظاهرات، فأعلن الاحتجاج اتحاد خريجي الجامعة واتحاد الأزهر وكلية أصول الدين .
وفى عام 1972 و 1973 انتفض الطلاب واستمر هذا الهتاف «إحنا زى ما إحنا يا فبراير» داخل الجامعة لرفض ما عرف بحالة الـ"لا سلم" والـ"لا حرب" بين مصر وإسرائيل، ثم تجددت هتافات الطلاب فيما عرف بالانتفاضة الشعبية فى يناير 1977 التى كان من قادة هذه الحركة محمود محيى الدين، مثلما قاد عمه فؤاد محيى الدين الحركة الطلابية فى ١٩٤٦.
وفي فبراير عام 1986 وقعت احتجاجات موسعة التي شارك فيها الطلاب احتجاجا على الأحكام المخففة للمحكمة العسكرية على ضباط سلاح الطيران المتهمين بالإهمال أثناء الحرب.
واستمرت احتفالية الطلاب بهذا اليوم إلى الآن ولكن كلما مرت السنين وازداد قمع الحكام عانى الطلاب الكثير من أشكال القهر المادي والمعنوي وكبت نشاط الطلاب السياسي، فكان النظام الحاكم فى العقود الثلاث الأخيرة يحظر نشر اى مواد سياسية او تنظيم احتجاجات ، كما كان يقوم باعتقال النشطاء بالجامعات وطرد اخرين وفصلهم من دراستهم .
الطلاب والثورة
ولا يمكن إغفال دور الشباب المصري من الطلبة في المشاركة والمساهمة في نجاح الثورة المصرية التي استمرت 18 يوم، وحرص الطلبة علي تنظيم مسيرات حاشدة من الجامعة متجهة للميادن.
ويحي اليوم عدد من طلاب الحركات السياسية بالجامعات ذكرى يوم الطالب العالمي وذلك بالخروج في مسيرة حاشدة من أمام جامعة القاهرة، في اتجاه كوبري عباس بالجيزة، للمطالبة بالقصاص لشهداء الثورة وشهداء الطلاب، وإلغاء المحاكمات العسكرية والإفراج عن المعتقلين، بالإضافة إلى إقرار تشريع يضمن مجانية التعليم.