شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سياسيون: حزب شفيق سيفشل لأنه منطلق من أرضية فلولية وليست أرضية ثورية

سياسيون: حزب شفيق سيفشل لأنه منطلق من أرضية فلولية وليست أرضية ثورية
  بعد مرور ما يقرب من عامين على الثورة المصرية، والتي قامت للقضاء على نظام "مبارك" بأكمله، لا يزال ما يطلق...

 

بعد مرور ما يقرب من عامين على الثورة المصرية، والتي قامت للقضاء على نظام "مبارك" بأكمله، لا يزال ما يطلق عليهم "الفلول" يحاولون التواجد على الساحة السياسية التي لفظتهم من قبل، على الرغم من فشل أحد كبارهم في الانتخابات الرئاسية، وهو الفريق أحمد شفيق – المرشح الخاسر في الانتخابات الرئيسية – والهارب إلى الإمارات، والذي عاود الظهور من جديد في ثوب آخر؛ للاستحواذ مرة أخرى على الشارع السياسي، ومواجهة ما أسموه بـ«سيطرة التيار الإسلامي» على الحكم في مصر.

مؤخرا عقدت الحركة الوطنية المصرية بقيادة الفريق أحمد شفيق اجتماعات ومشاورات مكثفة؛  لعقد مؤتمر حاشد لتدشينها خلال الأيام المقبلة، والاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة؛ حيث تنتظر الحركة انتهاء الدكتور محمد أبو حامد من إجراءات تأسيس حزبه «حياة المصريين», وذلك للاتفاق فيما بين الحركة والحزب على البحث عن الآليات التي ستقوم بدعم حزب حياة المصريين للحركة الوطنية المصرية، بالإضافة إلى عزم 200 نائب سابق عن الحزب الوطني المنحل لتأسيس تحالف "نواب الشعب"؛ لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وعلى الرغم من ذلك فقد أجمع سياسيون على أن حزب "شفيق" لن ينجح في تحقيق مكاسب تذكر في الانتخابات البرلمانية القادمة، مؤكدين على أن الشعب المصري أصبح لديه الوعي الكافي الذي سيمكنه من إقصاء الفلول التي كانت تعادي الثورة، وأنه وإن أحرز نجاحا فلن يستطيع التأثير على الحياة السياسية.

حزب لن يلقى نجاحا

من جانبه قال الدكتور رفعت السيد أحمد – مدير مركز يافا للدراسات الإستراتيجية -: إن الحزب الذي يعتزم إنشاءه شفيق لن يلقى نجاحا، ولن يجد أرضية في الشارع المصري، معللا ذلك بأن الأجواء الانتخابية ليست كافية لتشكيل أحزاب قوية؛ لأنها لحظة عارضة.

وأضاف "السيد": إن الحزب يغيب عنه الرؤية السياسية والثورية الإسلامية التي يحتاجها أغلبية الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير، لافتا إلى أن الحزب لن يكون قادرًا على مواجهة التيارات الإسلامية، مؤكدا أن الأحزاب القوية تنطلق من أرضية ثورية وليست من أرضية فلولية.

وأوضح "السيد" أنه ليس حتما أن تكون النتيجة التي حصل عليها "شفيق" في الانتخابات الرئاسية، قد تؤهله لدخول مراحل سياسية جديدة، مشيرا إلى أن أغلبية الأصوات التي حصل عليها كانت نكاية في الإخوان؛ بسبب حملات التشويه التي كانت موجه إليهم في هذه الفترة.

فئات قد تنجذب لفريق "شفيق"

وأشار الدكتور محمد سلمان – أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية – إلى وجود العديد من الشرائح على الساحة السياسية قد تنجذب  لحزب "شفيق" أولى هذه الشرائح  هي "الفلول"، والتي بطبيعة حالها ستميل إليه، في محاولة منها للحفاظ على آخر ما لديها، على اعتبار أن "شفيق" هو الورقة الأخيرة التي سيعلقون عليها آمالهم بعد حل الحزب الوطني.

وأضاف "سلمان": إن الشريحة الثانية، هي الطبقة التي شوه الإعلام الصورة لديها، ونجح في صدها عن المشروع الإسلامي، والتي وصلت إلى حال أنها ستقف بقوة مع كل ما هو معاد للتيار الإسلامي.

وأما الفئة الثالثة، فقد  لفت "سلمان" إلى أن "شفيق" سيجذب لحزبه مجموعة من الكتل ككتلة الأقباط المسيسين من قبل الكنيسة، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يكون للكنيسة رؤية خاصة تجاه هذا الحزب.

وتابع "سلمان": إنه وفقا لقانون تأسيس الأحزاب سيتيح لـ"شفيق" إنشاء حزبه، متوقعا أن المساءلة القانونية التي ربما سيقع فيها "شفيق" في حالة التحقيق معه ستلقي بزمامها على شرعية الحزب.

التحقيق مع شفيق

فيما أكد المستشار حسني السلاموني – نائب رئيس مجلس الدولة – أن "شفيق" لن يتم القبض عليه، إلا في حال إرفاق الأسباب الجدية التي صدر بسببها قرار بالقبض عليه، حتى لا تكون الأسباب سياسية.

وأشار "السلاموني" إلى أنه لا يمكن إثبات ما إذا كانت الجرائم التي ارتكبها الفريق أحمد شفيق سياسية أم جنائية، إلا بعد انتهاء التحقيقات، وعلى هذا الأساس يتم إحضار المتهم والذي من حقه الدفاع عن نفسه وقتها، ويتم وقتها النظر إلى الحزب الذي بصدد إنشائه.

 إسقاطهم من خلال الانتخابات وحملات توعية

وعن آراء الأحزاب في إمكانية إقصاء حزب "شفيق" وباقي أحزاب الفلول من الساحة السياسية.

أكد مصطفى خليفة – أمين التدريب بحزب الوسط – إلى أن الشعب أصبح لديه وعي أفضل، وأن تواجدهم على الساحة السياسة من خلال الانتخابات أو غيرها، لن يشغل بال الكثيرين من الشعب، مؤكدا أن حجمهم أقل بكثير مما يصورهم الإعلام، والدليل على ذلك فشلهم في الانتخابات البرلمانية، وإسقاط الشعب لهم من خلال صندوق الانتخابات، على الرغم مما قاموا به من حيل للفوز.

ورأى "خليفة" أن الأفضل للأحزاب عدم الاهتمام بالحملات التوعوية، وإهدار الوقت والجهد في شيء لا يمثل للناس أهمية؛ لأنهم لا يمثلون أي خطورة،  مشيرا إلى أن الأفضل عمل حملات وقوافل لتعريف الناس بالدستور الجديد وكيفية بناء الدولة وغيرها مما بعد على أجندة الأولويات.

الصندوق هو الحل

وبالمثل ترك عادل عفيفي – رئيس حزب الأصالة – المسألة للشعب في إسقاطهم من خلال الصندوق الانتخابي، مؤكدا بأنهم لن يستطيعوا إحراز  نتائج إيجابية؛ لأن مقدرتهم على الفوز ضعيفة.

ودعا "عفيفي" الأحزاب والقوى السياسية الإسلامية والليبرالية التي تريد سلامة الوطن، ونهضة الأمة إلى أن تتصدى بمواجهتهم بالتوعية الانتخابية وتعريف الناس بخطرهم، وأنهم يسعون لإفساد الحياة السياسية بشتى الطرق.

وفي نفس السياق قال مؤمن رشاد – المتحدث الرسمي باسم حزب غد الثورة بالإسكندرية-: إن هناك إجراءات يجب على الأحزاب أن تقوم بها للتصدي لحزب الفلول، مشيرا إلى أن الدور الحقيقي هو العمل على الأرض، وأن يكون له قضية وبرنامج ينهض بمصر، وعدم الانشغال بالتنازع والتقاتل؛ لأن الحزب الذي ينشغل بذلك هو حزب فاشل – حسب رأيه-".

 لن يؤثر على الحياة السياسية لو أحرز نجاحا

وأشار الدكتور يسري العزباوي – باحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية – إلى أنه في حالة نجاح حزب "شفيق" في الانتخابات البرلمانية، فإنه لن يؤثر هذا النجاح على الحياة السياسية، نظرا لوجود التيارات الأخرى التي ستتصدى لهم، متوقعا أن تشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة تنافسا قويا بين الفلول والتيارات السياسية الأخرى.

وأوضح أن التحالف الشعبي الذي يدشنه الفلول لن يكون له تأثير واضح على النتائج النهائية في الانتخابات البرلمانية.

وفي نفس السياق لفت المهندس علي عبد الفتاح – مدير مركز رؤية للدراسات الإستراتيجية – إلى أن تشكيل الحزب بالاجتماع مع محمد أبو حامد لن يؤثر على الحياة السياسية المصرية.

وأرجع ذلك إلى أن التيارات الأخرى ستقوم بمواجهة المرشحين التابعين للحزب الوطني المنحل والمعروفين بتاريخهم من الفساد، لافتا إلى أن الفلول قد سقطوا من أذهان الشعب المصري، نظرا لما قاموا به في عهد النظام السابق، موضحا أن الشعب سيفرق بينهم، نظرا لتمتعه بدرجة من الوعي السياسي.

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023