مع بدء الحديث عن مبادرة أو قمة جديدة، تجمع الدول الخليجية، تلوح في الأفق بادرة أمل، لإنهاء أزمة هي الأطول والأعقد التي تمر بها دول الخليجي العربي، منذ إعلان السعودية والإمارات والبحرين مقاطعة قطر في 5 يونيو الماضي، وفرض حصار بري وبحري وجوي عليها، باتهامها بدعم «الإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة تكرارا.
وطوال فترة الـ8 أشهر الماضية، قدمت الكويت، والتي آثرت أن تكون على الحياد وتقدم نفسها كوسيط، عددا من المبادرات، في محاولة لرأب الصدع الذي عصف بدول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنه حتى الآن لم تحدث انفراجة في الأزمة.
قمة مرتقبة بشروط
ويعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقد قمة، في مايو المقبل، بمنتجع كامب ديفيد، تجمع ممثلين من دول الحصار وقطر، في بادرة لحل الأزمة الخليجية، بحسب ما أوردت وكالة «أسوشيتد برس».
إلا أن الرئيس الأميركي اشترط للمضي قدما في تلك المبادرة «إحراز «تقدّم ملموس» في الأزمة الخليجية» دونه سيقرّر الرئيس الأميركي إلغاء الاجتماع.
وتتضمن مبادرة ترامب، إنهاء فوري للحصار الجوي على قطر.
وقالت الوكالة إن حضور مثل هذه القمة يتطلب من القادة الذين أمضوا الأشهر الـ8 الماضية في ضرب قطر (إعلاميا) وضع كل ذلك جانبا ورسم صور جماعية ودية.
زيارات تحضيرية متتالية
وفي إطار التحضير لانعقاد تلك القمة، ستبدأ الوفود في الحج من أميركا إلى الخليج والعكس، تبدأ لمبعوثين من الإدارة الأميركية؛ هما تيم ليندركينغ، وهو أعلى مسؤول في وزارة الخارجية في شؤون الخليج العربي، إضافة إلى الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، لنقل رسالة الرئيس الأميركي بشأن الاشتراطات المسبقة.
كما تلقّى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأربعاء الماضي، دعوة من ترامب، لزيارة الولايات المتحدة، في إبريل المقبل، والتي من المقرر أن يسبقها زيارة لمحمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والذي يزور واشنطن 19 مارس الجاري، في إطار جولة يبدأها غدا من القاهرة.
وفي نهاية مارس، من المقرر أن يزور ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، واشنطن.
قبول قطري وصمت خليجي
وخلال فترة الأزمة الخليجية، استجابت قطر لكل المبادرات التي طرحتها دولة الكويت بصفتها وسيطا، دون «المساس بسيادة الدولة»، إلا أن دائما ما يأتي رفض كل المبادرات من جانب دول الحصار.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن الولايات المتحدة أعربت عن رغبتها في أن يتم حل الأزمة الخليجية في أقرب وقت ممكن، مؤكدا أن الدوحة استجابت لكل مبادرات حل الأزمة.
على مدار الأشهر الماضية، لم تبد الولايات المتحدة اهتماما واضحا بسعيها لحل الأزمة، التي بدأت بحسب سياسيون، بأيدٍ أميركية، إلا أن أوضاعا إقليمية وأزمات داخلية أميركية، تجعل واشنطن حريصة على تحقيق إنجاز خارجي.
وتعصف بالبيت الأبيض زلازل سياسية، تتمثل في فشل سياسي في الشرق الأوسط، وتقدم للدور الروسي في المنطقة على الدور الأميركي، واتهامات للحملة الانتخابية لترامب بتدخلات روسية بشأن الانتخابات الأميركية الماضية.
ويعقد البيت الأبيض آمالا عريضة على عقد تلك القمة وتحقيق نجاحات، تغطي على أزمات إدارة ترامب.
ويقول الدكتور حزام الحزام، المتخصص في الشؤون السياسية الدولية، تعليقا على المبادرة الأميركية، إنه «في نهايه فترة أوباما أراد إبراز دوره بأنه أتم الاتفاق النووي الإيراني، ويعاود ترامب الكرة ويريد إثبات أن فترته كانت ناجحة بإنهاء الأزمة الخليجية.. بعدما بدأت حياته السياسية على مشارف الانتهاء».
كما تحدثت مصادر أميركية، حول سعي ترامب إلى تحقيق جبهة موحدة أمام النفوذ الإيراني، وحرصه على عدم تفكيك الدول الخليجية في الوقت الحالي ولجوء أحد الأطراف إلى إيران، وذلك مع موعد انقضاء المهلة المحددة للتوصل إلى تعديل للاتفاقية النووية مع إيران والمقرر في 12 مايو المقبل.