بعد زيارة رئيس الحكومة اللبنانية «سعد الحريري» تركيا نهاية يناير الماضي، تلبية لدعوة رئيس وزرائها «بن علي يلدرم»؛ ألمح موقع «إيلاف»، المقرب من الديوان الملكي السعودي، إلى انزعاج المملكة من الزيارة.
ويمتلك سعد استثمارات متعثرة في تركيا، تتمثل في حصة تقارب 55% في شركة تورك تيلكوم التركية لخدمات المحمول؛ لكنها تعاني من تراكم الديون.
وقال «إيلاف» إنّ مسؤولًا سعوديًا «كبيرًا»، لم يسمّه، اتصل بوزير لبناني وأبلغه بأنّ «هرولة الحريري إلى تركيا ستكلفه ثمنًا باهظًا؛ لأنّ المملكة لم تقصّر معه ومع لبنان بكل أطيافه في شيء»، متوقعًا أنّ «الحريري أخطأ في حساباته؛ بظنّه أنّ السعودية لن تغضب في حال تحالف مع تركيا ضد إيران، واضطر لذلك لشح الموارد المالية لدى تيار المستقبل، والتراجع الكبير في استثماراته الشخصية».
وتابع المصدر أنّ «ما حصل مع الحريري بالاستقالة والعودة عنها أدخله في ورطة ليست سهلة، والانتخابات النيابية المقبلة قد تكون في غير مصلحته؛ خاصة وأنّ الأصوات في تيار المستقبل تعلو من أجل التغيير وإعادة تصحيح المسار ورفض التفاهمات مع حزب الله».
كما نقل «إيلاف» عن مصادر قال إنّها «مطلعة» قولها إنّ سعد الحريري بات على قناعة بأنّ السعودية لن تقدّم له الدعم دون ثمن، موضحة أنه لجأ إلى تركيا كونها ستكون ثقلًا ضد إيران الشيعية.
توسيع الهوامش
وفي السياق، قالت صحيفة الأخبار اللبنانية في عددها اليوم الثلاثاء إنّه بالرغم من التزام سعد الحريري منذ عودته إلى بيروت والتراجع عن الاستقالة بالتحدّث بنبرة إيجابية؛ فالمراجعات التي حصلت أخيرًا بين بيروت والرياض لا تشير إلى أيّ تفهم سعودي لكل محاولات الاقتراب من التيار الوطني الحر (الحليف لحزب الله)، ورئيسه جبران باسيل على وجه التحديد.
وأضافت أنّه بدل التزام «سعد» الحريري الخط السعودي المرسوم له لبنانيًا يحاول توسيع هوامشه، خصوصًا أنه لم يعد لديه ما يخسره في المملكة بعد تصفية معظم أعماله.
وفي 31 يناير الماضي، استقبل رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم نظيره اللبناني سعد الحريري للمرة الأولى منذ عدوله عن قرار استقالته، وغرّد سعد على «تويتر» بقوله إنه استعرض مع نظيره خطة الحكومة اللبنانية لتعزيز الجيش والقوى الأمنية، إضافة إلى خطة الاستثمار في البنى التحتية.
طلبت دعم الحكومة التركية لمشروعيّ تعزيز الجيش والقوى الامنية وخطة الاستثمار في البنى التحتية، وتشجيعها للقطاع الخاص التركي للمشاركة في خطة الاستثمار التي نتوقع ان يشارك القطاع الخاص بنسبة الثلث تقريبا في تمويلها #زيارة_انقرة
— Saad Hariri (@saadhariri) January 31, 2018