شهدت قرية بلانة بمحافظة أسوان احتجاجات وغضب للأهالي، وصلت إلى إغلاق طريق «أسوان-القاهرة» أمام نجع الرتاج بمركز دراو؛ بسبب انهيار حوض في محطة صرف القرية الثلاثاء الماضي، ومناشدة المسؤولين طيلة هذه الفترة دون استجابة؛ ما أدى إلى غرق عشرات الأفدنة الزراعية ومنازل ووصول مياه الصرف إلى ترعة وادي النقرة التي تشرب منها جميع قرى مشروع وادي النقرة.
وبعد تصعيد الاحتجاجات وقطع الأهالي الطريق الزراعي، وصل محافظ أسوان اللواء مجدي حجازي واتفق مع الأهالي على تشكيل لجنة تضم أهالي من قرية الجعافرة للقائه في ديوان عام المحافظة يوم الخميس المقبل؛ لبحث مشكلة مياه الصرف الصحي الناتجة من محطة صرف بلانة.
جذور القضية
لم يكن غضب الأهالي وليد اللحظة؛ ففي 12 سبتمبر من عام 2013 انهار جسر في حوض صرف صحي بمحطة بلانة؛ ما أدى إلى غرق عشرات الأفدنة من الأراضي الزراعية وإتلافها، إضافة إلى عدد من المنازل والمقابر بقرية أدندان. وفي اليوم نفسه، زار القرية اللواء مصطفى يسري، محافظ أسوان الأسبق، وقرر إحالة العاملين بمحطة الصرف الصحي إلى التحقيق الإداري بسبب الإهمال.
لكن، يبدو أن الأمر كان أكبر من مجرد إهمال عاملين بمحطة الصرف الصحي أو حتى ضعف إمكانيات شركة المياه والصرف الصحي.
وقبل مرور أسبوع كامل من الحادث، وصل إلى أسوان المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان وقتها، وزار المحطة واتخذ قرارات بزيادة الأراضي المخصصة للغابة الشجرية، التي تروى بمياه الصرف الصحي، وتدعيم جسور الأحواض، ووعد بألا تُكرر المشكلة مرة أخرى.
ورغم وعود الحكومة، تكرر الأمر مرة ثانية يوم 2 مارس 2016، عندما استيقظ أهالي بلانة والقرى المجاورة لها على انهيار جديد لجسر حوض وغرق مئات الأفدنة الزراعية مرة أخرى بقرى بلانة وأبي سمبل وأدندان وجزء من قرية عنيبة، بجانب غرق جزء من مقابر قرية أدندان النوبية بمياه الصرف الصحي.
وكالعادة، زار المحافظ والمسؤولون القرية وقرروا صرف تعويضات للأهالي، إضافة إلى تخصيص أراض لإنشاء مقابر جديدة؛ في تكرار للوعود السابقة نفسها باتخاذ جميع التدابير والاحتياطات اللازمة لمنع تكرار المشكلة، لكن السيناريو حدث بالفعل للمرة الثالثة يوم الثلاثاء 18 يوليو 2017، عندما انهار حوض في محطة صرف البلانة وغرق عشرات الأفدنة الزراعية ومنازل ووصول مياه الصرف إلى ترعة وادي النقرة التي تشرب منها جميع قرى مشروع وادي النقرة.
إضرار عدد كبير من القرى
وفي تصريحات للصحف، أكّد أهالي القرية أن انهيار الجسر لا يضرّ أهالي قرية بلانة فقط؛ بل يصيب عددًا كبيرًا من أهالي القرى المحيطة بها بضرر كبير، «فعندما تُحوّل مياه الصرف الصحي إلى ترعة وادي النقرة يقطع مسؤلو شركة مياه الشرب المياه عن قرى وادي النقرة بالكامل، ويستمر ذلك أيامًا؛ ما يجعلنا نعاني من العطش ونضطر إلى شراء المياه بمبالغ كبرى».
إهمال المسؤولين
وقال الأهالي: «طالبنا المسؤولين أكثر من مرة بتفقّد المحطة وتقوية الجسور ورفع كفاءتها؛ لكن دون جدوى، وأكدنا أنه لا بد من إنشاء غابة شجرية تستوعب كميات الصرف كله؛ حتى لا تغرق منازلنا للمرة رابعة».
وأضاف مزارع أن إهمال المسؤولين هو سبب الكارثة التي يعيشها أهل البلد على مدار خمسة أعوام، مطالبًا بمحاكمة مسؤولي محطة الصرف الصحي وكل المسؤولين الذين سبق وزاروا القرية ووعدوا بألا تكرر المشكلة، وهذا لا يحدث أبدًا.