يبدو أن الأزمات بين وزارة الصحة والصيادلة لا تنتهي، خاصة بعد تصريحات وزارة الصحة بعدم شراء ألبان الأطفال من الصيدليات، وشراء الأدوية بسعرين، وأخيرا أزمة الأدوية المغشوشة التي تملأ الصيدليات المصرية، والتي أودت بحياة مئات المصريين، بحسب تصريحات برلمانية.
الشراء بسعرين
تسبب قرار وزير الصحة ببيع أسعار الأدوية بسعرين في حالة من الغضب أصابت الصيادلة، حيث هددوا باتخاذ قرارات تصعيدية تصل إلى حد التوقف عن بيع الأدوية داخل الصيدليات العامة.
ويأتي هذا على خلفية قرار الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، في يناير الماضي، بزيادة أسعار 3 آلاف صنف دوائي، واشترط على شركات الأدوية بيع الموجود لديها في المخازن بالسعر القديم، والمنتج بعد شهر يناير يتم بيعه بالسعر الجديد، ما أوجد سعرين لنفس صنف الدواء في الصيدليات، الأمر الذي يتسبب في أزمات مستمرة بين المواطنين وأصحاب الصيدليات.
وكان آخر هذه الأزمات والتي تسببت في غضب الصيادلة، وفاة مساعد صيدلي بمحافظة الجيزة إثر خلاف على 50 قرشًا في ثمن شريط دواء ريفو، حيث هدد الصيادلة بالإضراب في حالة عدم تراجع وزير الصحة عن قراره.
وعلى الرغم من مخاطبة النقابة العامة لوزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين, لتوحيد سعر الدواء، فإن الوزارة رفضت هذا الأمر، مبررة ذلك بأن الأدوية القديمة لا بد أن تباع بالأسعار القديمة دون زيادة أما الأدوية المنتجة حديثا فيتم تطبيق الزيادة التي سبق وأقرتها الوزارة، وهو ما ترفضه النقابة.
أزمة ألبان الأطفال
تصعيد الصيادلة في أزمة شراء الأدوية بسعرين، يأتي بعد ساعات من أزمة لبن الأطفال، والذي حذرت الحكومة من شرائه من الصيدليات، مطالبة المواطنين بشرائه من منافذ وزارة الصحة، بسبب انتشار الألبان المغشوشة، الأمر الذي أثار غضب الصيادلة، بسبب تكدس ألبان الأطفال لديهم، وقرب انتهاء صلاحيتها، لأنها عام واحد فقط.
وقال حاتم البدوي، سكرتير عام الشعبة الصيادلة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن وزارة الصحة أصدرت بيانا ناشدت فيه المواطنين بعدم شراء لبن الأطفال من الصيدليات الأهلية والتوجه لشراء من منافذ وزارة الصحة، دون التوجيه بنوعية الألبان مدعم أو غير مدعم، موضحا أن حلقة من حلقات اضطهاد وزارة الصحة لأصحاب الصيدليات الذين يعانون من جراء ذلك القرار، مؤكداً أن ذلك القرار جعل الألبان تتكدس في المخازن وصلاحيته هي عام واحد.
وأضاف «البدوي» خلال مداخلة هاتفية لبرنامج آخر النهار، تقديم الإعلامي جابر القرموطي، عبر فضائية النهار، أن هناك تصريحًا آخر للمتحدث بوزارة الصحة يؤكد وجود عبوات كثيرة للألبان بمخازن وزارة الصحة وصلت إلى 5 ملايين عبوة تنتهي أول أكتوبر المقبل، لافتاً إلى أن المكسب في عبوة اللبن المدعم جنيه واحد، وهو يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويجب محاسبة المسؤولين على ذلك القرار لأنه إهدار للمال العام.
وأشار سكرتير عام الشعبة الصيادلة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى أن أصحاب الصيدليات أصدروا بيانا بإعادة كل الألبان المدعمة وغير المدعمة للشركات بدلاً من اتهامنا بأننا نبيع الألبان بالسوق السوداء.
الأدوية المغشوشة
رغم اتفاق الصيادلة على وجود أزمة أدوية مغشوشة بالسوق، إلي أنهم اتهمو وزارة الصحة بالتسبب فيها، بسبب نقص الأدوية من السوق، الأمر الذ تسبب في انتشار ظاهرة «غش الأدوية».
وحذرت وزارة الصحة من تداول عبوات مغشوشة من الأدوية الخاصة بعلاج أمراض سرطان الثدي والرئة والمبيض المتقد وعلاج ضغط الدم، بالإضافة إلى تحذيرات مركز الحق في الدواء من انتشار عدد كبير لعبوات مغشوشة من دواء الألبومين في السوق الدوائي المصري الفترة الماضية.
يأتي هذا بعد إعلان الوزارة عن تطبيق منظومة التعقب الدوائي لكل أطراف الصناعات الدوائية والاستيراد والتوزيع والبيع لمنع تداول الأدوية المهربة والمغشوشة في يونيو 2018، للقضاء على ظاهرة تهريب وغش الأدوية.
وفتحت لجنة الصحة في مجلس النواب قضية انتشار الأدوية المغشوشة والمنتهية الصلاحية في الأسواق في الفترة الأخيرة، في محاولة لإجراء تعديل تشريعي لتغليظ العقوبة، مطالبة وزارة الصحة بسرعة سحب تلك الأدوية من الصيدليات وإعدامها، حفاظاً على صحة وأرواح المواطنين.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه وكيل اللجنة الدكتور أيمن أبو العلا عن وفاة مئات من المواطنين ممن تناولوا تلك الأدوية من دون أيّ معرفة بأسباب الوفاة.
وطالب أبو العلا بوضع عقوبات رادعة على من يرتكب تلك الجرائم، وإغلاق أي صيدلية أو شركة أو مخزن أو مصنع يثبت تورطهم فيها.
كذلك، شدد على ضرورة إسراع وزارة الصحة في سحب جميع الأدوية المنتهية الصلاحية في مختلف الصيدليات على مستوى الجمهورية، نظراً لخطورتها على صحة المواطنين خصوصاً الذين لا يجيدون القراءة والكتابة.
