«كسب الوقت»، سياسة اتبعتها السلطات الإثيوبية للمضي بعيدًا عن الضغوط وبكل قوة في تنفيذ مشروع بناء سد النهضة، ودون مراعاة لـ«اتفاق المبادئ»، ثم كشفت صور الأقمار الصناعية للسد بدء ملء بحيرة خلفه بالمياه؛ ما يشكّل خطورة كبرى على مستقبل مصر المائي.
في التقرير التالي نستعرض الوسائل التي اتبعتها إثيوبيا لكسب الوقت وإتمام مشروعها:
الخارجية المصرية تتهم إثيوبيا بالمماطلة
في الثالث من يوليو الجاري، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا حذّرت فيه من إضاعة مزيد من الوقت في ملف سد النهضة الإثيوبي، وطالبت بتدخل «سياسي» في الأمر وإزالة العقبات التي قد تعيق إتمام الدراسات الفنية بخصوص احتمالات تأثير السد على حصة مصر من مياه النيل.
صدر البيان بعدما أكدت تقارير صحفية أن إثيوبيا بدأت بالفعل في ملء خزان السد؛ ومن ثم أثير الجدل بشأن تأثّر حصة مصر من المياه وكيف سيكون حجمه.
رفض إشراك مصر في إدارة خزان المياه
في بداية المفاوضات، اتّجهت إثيوبيا إلى تقديم مبررات لرفض اشتراك مصر في إدارة خزان المياه، ولم تقدم مبادرة عملية لمدة تعبئة الخزان لتقليل الأضرار التي تقع على مصر لو عُبئ الخزان في مدة خمس سنوات أو ست؛ حتى لا تفقد مصر 12 مليار متر مكعب سنويًا، وطوال مدة تعبئة الخزان، ولكي تحاول تعبئة الخزان في مدة عشر سنوات أو 12 لتقليل الأضرار.
مدّ فترة إعداد الدراسات
خطوة ثالثة لـ«كسب الوقت»، عندما طلبت إثيوبيا مد فترة إعداد الدراسات التكميلية له من ستة أشهر إلى عام؛ وهنا تأكّد أنها لا تريد حل القضية برضا كل الأطراف.
مرحلة خطيرة
أكّدت نائبة رئيس تحرير جريدة الأهرام «أسماء الحسيني»، المتخصصة في الشؤون الإفريقية، أن قضية سد النهضة وصلت إلى مرحلة خطيرة، والظنون والهواجس حيال المماطلة الإثيوبية في استكمال الدراسات الفنية بشأن السد أصبحت حقيقة واقعة الآن، لافتة إلى إعلان وزير الخارجية المصري أن مصر ستكون المتضرر الأكبر من استكمال بناء سد النهضة بهذه الوتيرة ومن دون التوصل إلى توافق مصري إثيوبي سوداني بشأن سنوات ملء السد وكيفية تشغيله.
وأضافت أن إثيوبيا مندفعة بقوة من أجل إتمام هذا المشروع الذي تعتبره قوميًا، وتحاول الضغط على مصر من أجل تقديم تنازلات، موضحة أن المياه التي تصل إلى مصر، التي يقدر حجمها بـ55 ونصف مليار متر مكعب، لا تكفي بالكاد نصف احتياجات المصريين.
تحركات غريبة
قال أستاذ الموارد المائية والري وعضو لجنة حوض النيل بجامعة القاهرة الدكتور نادر نور الدين إنه أثناء الاجتماعات التي حضرها السيسي في أوغندا بدا أن هناك تحركات غريبة ضد مصر وأن «إثيوبيا تحاول إثبات أن دول النيل العشر في وادٍ ومصر وحدها في وادٍ آخر، وهو ما اكتشفه الوفد المصري واستطاع إجراء اتصالات ناجحة مع دول من منابع النيل الأبيض، وتفهّمت أربع منها الموقف المصري».
وقال إن إثيوبيا لم تبدأ بعد في ملء خزان السد، والسبب يرجع إلى أن الجفاف ما زال يضرب البلاد حتى الآن في الجانب الشرقي؛ حيث النيل الأزرق.