التليفزيون المصري الرسمي (ماسبيرو) ينتقل من فشل إلى فشل ومن سقوط إلى سقوط ومن فساد إلى فساد، فكثيرًا ما ضم هذا المبنى العملاق القابع على ضفاف نهر النيل بقلب العاصمة والذي يعتبر وبحق أكبر قلعة للفلول والفاسدين والمفسدين كان هذا المبنى شاهدًا على الآلاف من قضايا الفساد والرشاوى والمحسوبية، فلكي تعمل به لابد أن تدفع المعلوم أو تجيد العمل كقواد أولديك واسطة لا يجب أن تقل عن وزير، أو ضلع في الحكومة، أكثر من 35 ألف من العاملين بهذا المبنى يتقاضون ملايين الجنيهات بلا عمل( بطالة مقنعة)، في الوقت الذي أكد فيه الخبراء أن الذين يعملون بشكل حقيقي لا تتجاوز أعدادهم 15 ألف شخص موزعين على مختلف القطاعات ما بين موظف وعامل .

وكما تعودنا فشل التليفزيون فشلًا ذريعًا في تغطية أحداث رفح مقارنة بتغطية الفضائيات العربية والأجنبية وحتى الإسرائيلية للأحداث فكان العالم في وادي والتليفزيون المصري في وادي كما كان الحال أيام الثورة.

حيث كشف مصدر من داخل ماسبيرو إن وزير الإعلام قام بتحويل الإعلامي "خيري حسن" الذي كان يصف ملامح الحزن على وجه الرئيس خلال تشييع جنازة الشهداء في الوقت الذي لم يحضر فيه الرئيس أصلًا، وهي فضيحة بكل المقاييس وأيضًا تقدم المحامي "سمير صبري" ببلاغ للنائب العام ضد الإعلامي خيري حسن وضد التليفزيون بسبب تلك الواقعة وسوف يتم البدء في التحقيقات قريبًا.

أما الفضيحة الثانية التي تضاف إلى سلسلة فضائح التليفزيون تتمثل في استضافة قناة النيل للأخبار المحلل السياسي الاسرائيلى "أليد عليمة" للتعليق على أحداث رفح وكما كان متوقع انتهز المحلل الاسرائيلى الفرصة للدفاع عن بلده إسرائيل وتوجيه الاتهامات للعدو الأول لإسرائيل المتمثل في حركة حماس.

وأيضًا قام وزير الإعلام بتحويل تلك الواقعة للتحقيق، وأكد المصدر أن هناك حالة من عدم القبول والخوف والقلق من وزير الإعلام الإخواني صلاح عبد المقصود، وخاصة من جانب قيادات الفلول الذين يخشون من عملية التطهير التي أعلن عنها عبد المقصود، وأيضًا مراجعة بعض الملفات المالية والإدارية وإعادة هيكلة التليفزيون ومحاسبة الفاسدين، وكان عبد المقصود رفض السلام باليد على بعض المذيعات المتبرجات في ماسبيرو، الأمر الذي أصابهن بالغيظ الشديد والخوف على مستقبلهن في قلعة الفساد. وأثبت التليفزيون فشلا ذريعًا في تغطية أحداث رفح الأخير كما هو متعارف عليه وعلى عكس ما كنا نتوقع أن تتبدل الأحوال ويعود التليفزيون إلى الشعب إلا أن ذلك لم يحدث وما زال المسئولين بالتليفزيون مصرين على الفشل في تغطية الأحداث.

خيرى حسن وفضيحته المهنية

"عبدالله السناوي" الكاتب الصحفي الكبير يرى أن الفضائيات العربية كانت في قلب الحدث وفي العريش ومتابعة للمستشفيات وكذلك المواقع الإسرائيلية بعكس التلفزيون الحكومي الذي كان كعادته متأخر في كل شئ، ويكفي أن التلفزيون كان يركز فقط بواسطة مذيعه خيري حسن علي وصف تعبيرات وجهه رئيس الجهورية د.محمد مرسي في جنازة لم يكن موجود فيها، إنها فضيحة كبرى يجب التحقيق بواسطة لجنة خاصة فيها، وكذلك إقالة وزير الإعلام الجديد ورئيس القناة لأنه يظهر من هذا الموقف تعليمات الوزير، لذا اجتهد خيري حسن في وصف تعبيرات وجه الرئيس ويرى أن التلفزيون الرسمي يأخذ مساحات كبيرة لأخبار الرئيس سواء كانت أخبار مهمة أو غير مهمة لذا يرى أن التلفزيون الرسمي هو تلفزيون النظام ولكن بأشخاص آخرين.

لا يوجد اعتبار لأرواح الشهداء أوالحداد

"شادي غزالي حرب" الناشط السياسي يرى التأخر الشديد في رد فعل التليفزيون في الحداد على الشهداء وكان مستفز جدًا الاستمرار في عرض البرامج الرمضانية والمسلسلات دون اعتبار لأرواح شهداء الوطن والواجب ولكن يرى بعد الحداد تغير قليل، ولكنه يرى بصفة عامة أن الأعلام يميل إلى تسييس القضية دون انتظار التحقيقات سواء من يقف مع الرئيس أو من يعارضه، فنجد الآن الهجوم على حركة حماس وفلسطين لإحراج د.مرسي ونجد الإخوان يلقون القضية على إسرائيل لذا يحاول كل تيار تعبئة الناس لاتجاه معين بناء على أدلة الإعلام، ولم يتناول بمنطقية بؤر الارهاب الموجودة من أيام المخلوع بسيناء وضاعت الحقيقة خلال الصراع بين الأطراف

التغطية تحتاج لتطوير

"محمد خراجة" رئيس تحرير الأهرام المسائي يرى أن شهداء الواجب هم شهداء حقيقيين ونحسبهم في جنة الخلد ويأمل أن يقوم د. مرسي بإطلاق أسماء هؤلاء الشهداء على شوارع  مصر، ويرى إن تغطية التلفزيون الحكومي قام بتغطية جيدة وبحيادية، ولكنه يعتقد أن التلفزيون المصري يحتاج إلى تطوير أكثر، ويرى أن ذلك قد يتحقق مع وزير الإعلام الجديد صلاح عبد المقصود، ويتمنى أن يكون التطوير شاملا حتى يكون الحدث والخبر أولًا على التلفزيون المصري.