هناء جمال ضحية جديدة من ضحايا المحسوبيات والبلطجة وسوء استخدام السلطة ضد البسطاء من أبناء الشعب, يتم الآن ترويع أفراد عائلتها, وتجاهل التحقيق في قضيتها حتى تضطر للتنازل عن حقها والتصالح مع من دمر مستقبلها وأراد قتلها.
الضحية تروي ما حدث
تقول هناء جمال: إنها فوجئت يوم 26-6 الماضي في حوالي الساعة الثانية والنصف ليلا أثناء تواجدها في شرفة الشقة بأربعة أشخاص بينهم شخص يرتدي زي شرطة ينزلون من سيارة ملاكي قام اثنان منهم بمحاولة تحريك سيارة والدها فصرخت هي ووالدتها وأختها للاستنجاد بالجيران, ونزلت إلى الشارع ففر ثلاثة أشخاص من الذين كانوا موجودين وتبقى واحد منهم فقط.
وتقول: كان هذا الشخص يحمل مسدسا في يده, وهدد بإطلاق النار علينا إذا لم نتوقف عن الصراخ، وتجمع حولنا سكان الحي وحينها ارتبك هذا الشخص, الذي كان يرتدي زي أمين شرطة, وحاول الهروب, وبدأ في الجري وإطلاق النار في نفس الوقت تجاهي أنا والجيران فأصبت بطلقة في قدمي وغبت عن الوعي, ثم تم نقلي إلى المركز الطبي العالمي بالعاشر من رمضان بعد أن رفضت مستشفى التأمين الصحي استقبالي لسوء حالتي.
وتستطرد هناء قائلة: تم استدعائي من قبل النيابة لسماع أقوالي بعد 18 يوما من الحادثة, فذهبت إلى النيابة في سيارة إسعاف لعدم مقدرتي على الحركة, وطلبت التحقيق معي في سيارة الإسعاف لهذا السبب, ولكن وكيل النيابة تجاهلني ورفض حتى مجرد صعودي إلى المكتب بنقالة الإسعاف, وحتى الآن لم أدل بأقوالي بعد في المحضر, وتم إخباري بأنه سيتم استدعائي بعد انتهاء رمضان لسماع أقوالي.
وتضيف قائلة: أشعر بأن هناك محاولة لإرهابي, وتضييع حقي بعد أن ضاع مستقبلي في ممارسة لعبة الكاراتيه التي حصلت فيها على العديد من المراكز والميداليات, وأنا عملت مؤخرا كمدربة كاراتيه, وكنت أستعد لعدد من البطولات ولكن الجراحة التي أجريتها مؤخرا لاستخراج الرصاصة التي أصبت بها في الحادث ستحول دون هذا كله.
وتقول: يزيد من قلقي وحيرتي أنه تم تحويل القضية ضدي؛ حيث إنه عندما ذهب أخي يوم الحادث لتحرير محضر في القسم بالواقعة فوجئ بأن هناك محضرا محررا ضده من قبل أمين الشرطة يتهمه بأنه هو من أطلق النار عليّ باستخدام سلاح ناري, وتم احتجازه هناك على ذمة التحقيقات, وعندما ذهب أبي إلى مركز الشرطة تم احتجازه هو أيضا بتهمة الاعتداء على السلطات, وتم مساومتهم للتنازل عن المحضر حتى يتم الإفراج عنهم, ولكن النيابة أفرجت عنهم على ذمة القضية.
سبب المشكلة
أما محمد جمال- شقيق المجني عليها- فيقول: كنت قد اتفقت مع أهالي المجاورة التي أسكن بها «المجاورة 54» على عمل أماكن في الباركنج لركن سياراتنا بها خوفا عليها من السرقة , ولنا مكان مخصص في هذا الباركنج, وفي ساعة متأخرة من ليل الحادث وتقريبا في الساعة 11 مساء ذهبت لأركن سيارتي في المكان المخصص لي, والذي يعرفه كل الجيران, فوجدت به سيارة أحد الجيران– مدير إحدى المصانع بالعاشر من رمضان- فذهبت له وطلبت منه أن ينقلها لأضع سيارتي مكانها فرفض ولم يتحاور معي, فأوفدت إليه بعض الجيران ليستأذنوه في نقل سيارته فأصر علي موقفه ورفض, فاضطررت لركن سيارتي أمام سيارته, وإذ بي أفاجأ به بعدها يطل علينا من شباك شقته وهو يتصل على محامي يدعى «عصمت» ويقول بصوت عال أمام الناس: "يا عصمت هاتلي قسم ثان كله هنا دلوقتي".
تواطؤ الشرطة والنيابة
ويستطرد محمد قائلا: مرت ساعات طويلة على هذه الواقعة خرجت بعدها أنا ووالدي وأخي من المنزل وتركنا والدتي وإخوتي البنات, اللائي فوجئن في حوالي الساعة الثالثة فجرا بأمين شرطة من قسم ثان يدعى «محمد أبو الخير» وثلاثه أشخاص آخرين بينهم مخبر يدعى «شحتة» ينزلون من سيارة ملاكي, ويقومون بمحاولة نقل سيارتنا من مكانها وإبعادها, فظنوا أنهم لصوص, وحدثت الواقعة التي روتها أختي, وعندما علمت بالحادثة ذهبت لتحرير محضر رقم 2618 جنح ثان العاشر من رمضان ضد أمين الشرطة في قسم ثان ففوجئت بعدها بأني متهم بإطلاق النار على أختي, وهناك محضر ضدي وضد والدي في القسم بهذا الشأن وبالفعل تم احتجازنا واصطحبنا أمين الشرطة الذي أطلق النار على أختي واضعا الكلبشات في أيدينا إلى النيابة لسماع أقوالنا فيما اتهمنا هو به.
6 أبريل تتبنى القضية
ويعلق حازم إبراهيم – مسئول حركة 6 أبريل بالعاشر من رمضان- على الحادث قائلا: الحركة ترى أنه يوجد تواطؤ من قبل الشرطة والنيابة في التحقيق في هذه القضية, وهذا لن يؤدي سوى إلى زيادة الاحتقان الموجود بين المواطنين والشرطة المتخاذلة عن أداء دورها منذ قيام الثورة وحتى الآن.
ويضيف مسئول حركة 6 أبريل في العاشر من رمضان قائلا: إن الحركة تبنت قضية «هناء جمال» منذ أن علمت بها, وأنها ستبذل كل ما في وسعها حتى لا يضيع حق هناء مثلما ضاعت حقوق الكثير من الأبرياء على يد فئة غير سوية من أفراد الشرطة.
كما أكد حازم أن الحركة اتخذت عدة إجراءات بخصوص قضية هناء منها مقابلة مدير أمن الشرقية الذي كان رده مخيبا للآمال – على حد وصفه – حيث إنهم قالوا: إنه لا يوجد سبب لتدخلهم في الموضوع؛ لأنهم ليسوا طرفا فيه, ونصحوهم بتقديم شكوى للمحامي العام, والنيابة العامة على الرغم من أنهم عرضوا عليه تجاوزات أفراد شرطة قسم ثان العاشر من رمضان لا تجاوزات النيابة.
واستطرد قائلا: إن الحركة تواصلت مع العديد من المراكز الحقوقية لدعم قضية هناء, وأنهم يمتلكون من الأدلة ما يثبت تورط الشرطة في الاعتداء على هناء, وتقاعس النيابة في التحقيق في القضية.