أثار موقف مندوب مصر في مجلس الأمن الدولي، بسحب مشروع قرار قدمه لإدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك لعرقلة طرحه من دول أخرى، الجدل إذ يأتي إستكمالًا لسياسة التطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي التي برزت في عهد عبد الفتاح السيسي، فما هي أبرز ملامح هذا التطبيع.
1- سحب قرار يدين الاستيطان
بشكل مفاجئ سحب مندوب مصر، الجمعة، مشروع قرار قدمته إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك لعرقلة طرحه من دول أخرى، بينما تبنت السنغال وفنزويلا وماليزيا ونيوزيلندا مشروع وقف الاستيطان وطلبت التصويت اليوم.
وصوَّت مجلس الأمن لصالح مشروع قرار لوقف الاستيطان الصهيوني بالأراضي الفلسطينية، وسط امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار.
وكانت ماليزيا والسنغال ونيوزيلندا وفنزويلا قد دعت للتصويت على مشروع القرار عقب سحب نظام السيسي مشروع قرار بهذا الشأن عقب ضغوط من جانب الاحتلال والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وفقًا كشفت هآرتس الصهيونية.
وقال باراك رفيد، المعلق السياسي لصحيفة هآرتس العبرية، إن نتنياهو شرع في حملة اتصالات هاتفية مع السيسي، وأقنعه بالإيعاز لممثله في مجلس الأمن بتأجيل التصويت، مع العلم أن مصر هي من قدمت مشروع القرار وحددت موعد التصويت عليه، مشيرًا إلى أن نظام السيسي برر طلب التأجيل بالحاجة إلى عقد اجتماع للجامعة العربية.
يأتي هذا القرار بعد جدل كبير عقب سحب مصر لمشروع قرار مماثل كان من المقرر التصويت عليه أمس الخميس، ولجأت إسرائيل إلى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي اتصل بقائد بعبد الفتاح السيسي وأقنعه بسحب المشروع، وهو ما قام به السيسي.
من جانبها، اعتبرت الإذاعة العربية الثانية، المعروفة بـ”ريشت بيت”، خطوة السيسي بأنها تمثل “إنقاذا لإسرائيل من ضربة دبلوماسية وسياسية بالغة الخطورة”، خاصة أن قرارات مجلس الأمن قرارات “ملزمة”؛ الأمر الذي يمكن أن يمثل سابقة تلزم المجتمع الدولي بفرض عقوبات ضد إسرائيل لإجبارها على وقف الاستيطان.
وطالبت مصر بتأجيل جلسة التصويت التي كانت مقررة أمس الخميس إلى إشعار آخر، وعللت طلبها بالحاجة لإجراء مزيد من المشاورات مع الشركاء والأطراف، وذلك بعد تلقي عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.
وكان ترمب قد تلقى أيضا اتصالا من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ودعا الأخيرُ الرئيسَ الأميركي المنتخب إلى التدخل لمنع تمرير مشروع القرار، كما أن ترمب حث إدارة الرئيس باراك أوباما على استخدام حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع القرار.
2- التصويت لصالح إسرائيل
وهذة ليست المرة الأولى لتشهد موقف مصري مؤيد للاحتلال، فسبق و صوتت لصالح انضمام دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى عضوية لجنة تابعة للأمم المتحدة، موضحة أن “الالتزام بالدعم العربي كان وراء ذلك التصويت”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، في تصريحات نقلتها وكالة “أنباء الشرق الأوسط” المصرية الرسمية:”إن التزامنا بدعم دول عربية مرشحة للجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي في الجمعية العامة للامم المتحدة كان الدافع وراء هذا التصويت”.
وأضاف:” أن مشروع القرار، الذي تم التصويت عليه في الأمم المتحدة، كان يشمل انضمام ست دول جديدة إلى اللجنة المشار إليها دفعة واحدة، ومن بينها ثلاث دول عربية خليجية”.
3- زيارة شكري لاسرائيل
وزف رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مايو الماضي لأعضاء حكومته، في مستهل اجتماعهم، نبأ لقائه وزير الخارجية المصرية سامح شكري.
ووصف نتنياهو زيارة شكري -الأولي لوزير خارجية مصري منذ عام 2007م- بأنها “مؤشر آخر في توطيد العلاقات بين إسرائيل ومصر”.
وأوضح المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن زيارة شكري جاءت بتعليمات من عبدالفتاح السيسي، الذي أعلن مبادرة للسلام بين الفلسطينين والإسرائيلين، في 17 مايو العام الماضي، بعد يومين اثنين من ذكرى النكبة الفسلطينية.
4- زيارته للعزاء في شيمون بيريز
وبعد 3 أشهر زار شكري الكيان الصهيوني للمشاركة في عزاء رئيس الاحتلال شيمون بيريز، الأمر الذي أثار حينها غضب العرب.
5- مدح السيسي لنتيناهو
وكشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلة عن تصريحات لقادة تنظيمات يهودية أميركية، نقلوا من خلالها عبارات مدح أدلى بها عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه معهم في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيها: “إن نتنياهو قائد ذو قدرات قيادية عظيمة، لا تؤهله فقط لقيادة دولته وشعبه، بل هي كفيلة بأن تضمن تطور المنطقة وتقدم العالم بأسره”.
وكان السيسي قد أدلى بتلك التصريحات، بعد قرار إغراق أنفاق غزة، وتشديد السلطات المصرية إجراءاتها على عبور الفلسطينييين عبر معبر رفح الحدودي.
وصرح سفير الاحتلال الإسرائيلي بالقاهرة، إن بلاده تحترم عبدالفتاح السيسي، لأنه رئيس منفتح يريد الاستقرار للمنطقة عامة، ومصر خاصةً، مشيرًا إلى أن السيسي يدرك جيدًا أن معالم الشرق الأوسط تغيرت، ويفهم ما تمر به مصر و”إسرائيل.
وتابع :”أن التعاون الإسرائيلي مع مصر يسير بشكل جيد، في ظل وجود مصالح مشتركة بين القاهرة وتل أبيب، والعالم العربي أجمع، كالسعودية، والأردن، وكل دول الخليج العربي”.
وأضاف :”نحن لا نستطيع أن نتعاون من الناحية الأمنية فقط، لكن يجب إنشاء علاقات اقتصادية وثقافية، وأيضًا علاقات استثمارية مع رجال الأعمال المصريين، ويجب أن نزرع هذا الفكر منذ الصغر من خلال المدرسة، ومن المهم تدريس اتفاقية “كامب ديفيد”، لقد تغير الزمن ويجب على الزعماء تغيير أنفسهم للتأقلم مع الحقبة الجديدة”.
6- التطبيع في التعليم
كما كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، عن تدريس اتفاق السلام “كامب ديفيد”، والذي تم توقيعه بين مصر و”إسرائيل” عام (1979م)، فى الكتب المدرسية المصرية، وذلك للمرة الأولى، كما أشارت إلى أنه سيتم التقليل من مساحة دور حسني مبارك فى حرب أكتوبر عام (1973م)، وكذلك حذف الأجزاء التى أضيفت خلال فترة حكم جماعة الإخوان لمصر.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن إذاعة الجيش الإسرائيلى، أن الكتاب المدرسي الجديد، الذى يتناول تاريخ مصر الحديث، يتضمن فصلاً عن اتفاق السلام ويصفه بأنه اتفاق أمر واقع، دون تحيز أو أى محاولة لتقديم “إسرائيل” فى شكل سلبى.
وتابعت:”مؤلفو الكتاب المقرر تدريسه فى المرحلة الاعدادية، ذكروا 8 بنود من الاتفاقية، وردت فى الكتاب حرفيًا، ومنها “إنهاء الحرب بين مصر وإسرائيل، وعلى كل جانب احترام سيادة واستقلال الجانب الآخر”.
7- تحالف اقتصادي
وكشف المحلل الإسرائيلي العسكري إليكس فيشمان، المقرب من الأجهزة الأمنية بالكيان الصهيوني، في مقال نشره بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن التحالف الاقتصادي الجديد بين “إسرائيل”، واليونان، وقبرص، سيضم أيضًا مصر، وبشكل غير مباشر الأردن.
وأكد أن اليونان ستتعاون مع “إسرائيل” في إمدادها بالمعلومات الاستخباراتية وتنفيذ مناورات مشتركة، وأوضح أن زيارة الأخيرة لليونان كانت تناقش هذه الأمور.