أرجع الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة سبب إلغاء معرض “لومارشيه للأثاث” إلي وجود أزمة بين منظم المعرض “طارق نور” والداخلية، مؤكدا أن تصفية الحسابات أهم من الخسائر الاقتصادية التي سيتكبدها التجار.
كتب حسني علي صفحته الشخصية “فيس بوك” :” تزامن أزمة “لو مارشيه” طارق نور مع الداخلية، مع أزمة البرلمان مع فضائية “القاهرة والناس” وإبراهيم عيسى الذى احتجب الليلة ليعاد بث لقاء قديم له مع الدكتور زياد بهاء الدين، لا يمكن أن يكون مصادفة إلا فى أذهان بعض المعتوهين الذين مازالوا يرون الملك يرفل فى أبهى لباسه رغم أن أطفال القرية كلهم يصرخون بكل براءة الملائكة بأنهم يرون الملك عاريا !”
وأضاف :” هذه الأساليب الفجة التى يمارسها النظام مع خصومه، ومع من لا يسير مع القطيع، إنما تفضح ميوله الديكتاتورية التى ظل يحاول جاهداً إخفاءها وراء أحاديث “نور العيون” ومظاهر الأدب والتقوى المفتعلة التى لا يخلو منها حديث من أحاديث السيسى ! … لم يكن الأمر مفاجئاً، فمنذ ما قبل جلوسه فى قصر الرئاسة والرجل يسعى بدأب نحو إسكات أى صوت يغرد بما لا يحقق له طموحه للساعة الأوميجا وللسيف الممهور بعبارة “لا إله إلا الله” المصبوغة باللون الأحمر !”
وتابع:” كان الرجل صريحا منذ بداياته، فهو يفترض دوماً فى نفسه العلم والحكمة، ويصف من يراجعه أو يعارضه بأنه “لا فاهم ولا عارف”، حتى أنه أوصانا يوماً بألا نستمع لأحد غيره وإلا كنا – دون أن ندرى – أطرافاً فى مؤامرة دولية تحاك ضد الوطن، أو طابوراً خامساً فى خدمة “أهل الشر”، أو كارهين للجيش وهو يخوض حروب الجيل الرابع !”
وأستطرد:” أعتقدنى كتبت منذ كان الرجل مجرد مرشح رئاسى أنه لا يتمتع بسمات رجل الدولة، ولا يفكر بعقل رجل الدولة، ولا ينطق بلسان رجل الدولة ! … أعتقدنى أيضاً قد كتبت وقتها أنه يستلهم أفكاره من الحقبة الستالينية دون أن يمتلك قدرات ستالين فى بناء دولة مهيبة خرجت منتصرة من حرب عالمية ! … مثل هذا الإنسان لا يجد منطقياً ما يستر به عورته إلا إسكات كل صوت ينطلق فى المدينة ليعلن أن الملك يسير عارياً ! … المطلوب هو أن يسود الخوف والنفاق ليهتف الكل بأن الملك إنما يظهر فى حلته التى تخطف الأنظار .. حتى أنظار الفلاسفة الأطباء !”
وأفاد:”من يريد أن تسكنه روح الطفل البرئ الذى يرى الملك عارياً فليفعل، ومن أراد أن تسكنه روح الخوف من ذكر الحقيقة كى يكسب العالم ويفقد نفسه فهذا شأنه … لكن بعيداً عن إبراهيم عيسى وعن القاهرة والناس، فهما ليسا قضيتنا، وما هما إلا كاشفان لعورة الملك التى يسير بها بين الناس معتقداً أن أحداً منهم لا يراها ! … لكن يبقى السؤال المهم الذى لابد وأن يفكر فيه كل الناس سواء من قال منهم بأن النظام قد صار عارياً، أو من خاف منهم من الحقيقة واعتقد أن القول بغيرها هو ما يستر الملك الذى يراه كل الناس عارياً !”
وتساءل:”السؤال المهم الذى أعنيه هو هل ستكون هناك انتخابات رئاسية فى مصر فى 2018؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فأى نوع من الانتخابات يمكن أن تحظى به مصر فى ظل نظام لا يريد للمصريين أن يستمعوا لأى رأى يخالف ما يرى، وفى وجود برلمان لا يسمح بتداول الآراء، ولا بطرح الأسئلة ولو على نفسه من باب ذر الرماد فى العيون، وإنما هو ملحق بالسلطة التنفيذية، ويتصرف كما يتصرف رئيسه مع الأعضاء، ومع الإعلام، ومع كل من يقترب من قدس الأقداس الذى لا أعرف كيف سيخوض انتخابات رئاسية ديمقراطية نزيهة أمام مرشحين جادين ستكون أولى مهام حملتهم الانتخابية هى إقناع المصريين بأن الملك يسير عارياً ؟!”
يذكر أنه كان من المقرر إقامة المعرض السنوي المتخصص في صناعة الأثاث، في الفترة من 22 إلى 25 ديسمبر بأرض المعارض، لكن قوات الأمن أعلنت إلغاء معرض لومارشيه للآثاث لأسباب أمنية، ما نتج عنه “خسائر مالية للمنتجين والعارضين المحليين والدوليين، وإساءة لسمعة مصر دوليا”.
وتحدث البعض علي أن قرار الأمن سببه امتلاك منظِّم المعرض، طارق نور، فضائية القاهرة والناس، التي تبث برنامجا معارضًا يقدمه إبراهيم عيسى.