رُفع الآذان للمرة الأولى في مسجد آيا صوفيا بمدينة إسطنبول، أمس الجمعة، بعد انقطاع دام 85 عامًا، من قبل الشيخ فاتح قوجا عضو الهيئة التدريسية في كلية الشريعة في أنقرة، وذلك خلال برنامج خصصته رئاسة الشؤون الدينية لإحياء احتفالات ليلة القدر، تحت عنوان “خير من ألف شهر”، وبمشاركة رئيس الشؤون الدينية “محمد غورميز”، بالإضافة للعديد من القراء.
ويعد “أيا صوفيا” أهم المعالم التاريخية في تركيا، حيث يقع في مكان بارز على أعلى ربوة مطلة على نقطة التقاء مضيق البوسفور بمضيق القرن الذهبي في القطاع الأوروبي من إسطنبول.
إنشاء أيا صوفيا
بدأ الإمبراطور قسطنطين في بناء كنيسة آيا صوفيا عام 532م، لتكون كاتدرائية أرثوذكسية، وسميت في البداية باسم الكنيسة الكبيرة، ثم سميت بعد القرن الخامس هاغيا صوفيا أي (مكان الحكمة المقدسة). واستغرق بنائها حوالي خمس سنوات حيث تم أفتتاحها رسميًا عام 537م.
وفي عام 404م احترق البناء في إحدى حركات التمرد، ولم يبقَ منه شيئًا، مما جعل الإمبراطور تيودوروس الثاني يقوم ببناءه مرة أخرى، ويفتتح للعبادة في عام 415م.
وفي عام 532م، احترق المبنى تمامًا مرة أخرى إثر ثورة نيكا عام 532م، وقرر بعدها الإمبراطور أيوستينيانوس الثاني بإعادة تشييد الكنيسة مرة أخرى، وانتهى البناء الثالث للكنيسة عام 537م.
ظلّت أيا صوفيا كنيسة على مدار 916 عامًا، تقوم فيها بمهام الكنيسة الشرقية في العالم القديم،، إلى أن تحولت إلى مسجد بعد فتح القسطنطينية عام 1435م.
آيا صوفيا مسجداً
بعد فتح القسطنطينية، أمر السلطان محمد الفاتح بتحويل الكنيسة إلى مسجد خلال ثلاثة أيام، بعد أداء أول صلاة له فيها وهي ركعتين شكر لله.
ونظرًا لطبيعة المكان في ذلك الوقت، وخلو المنطقة من مسجدٍ تُقام فيه الصلاة مع برودة الجو، وكانت الكنيسة في ذلك الوقت مهجورة، فأُصدرت فتوى من علماء الإفتاء في الدولة العثمانية تجيز تحويل الكنيسة لمسجد.
وأمر الفاتح بإزالة الصليب من أعلى القبة ومن الأماكن البارزة، وأُضيف للمبنى مآذن من الخارج، وتركت الزخارف والنقوش المسيحية على الجدران والسقف دون تغير حتى يومنا هذا، لكن المسلمون قد وضعوا غطاءًا فوق هذه الصور دون إزالتها، وكُشف عنها بعد ذلك عندما أصبحت متحفًا.
كما وُضِعَت لوحات قرآنية مع لوحات كتابية دائرية ضخمة كُتِب عليها: ” الله، محمد، أبو بكر، عمر، عثمان، علي”، وظلت مسجدا لمدة 481 عامًا.
أيا صوفيا متحفاً
وفي وقت سابق أن أعلن نجم الدين أربكان خلال الحملات الانتخابية التي أجريت عام 1989م، عن نيته إعادة فتح المسجد للصلاة حال فوزه بأغلبية المقاعد البرلمانية.