قبل 3 سنوات من يوم غدٍ الأحد، تمر الذكرى الثالثة لليوم الذي أعلن فيه المجلس العسكري عزل الدكتور محمد مرسي من منصبه، وتعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، ويؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العمومية للمحكمة، و إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية ولحين انتخاب رئيس جديد”.
وألقى البيان عبدالفتاح السيسي الذي كان وزيرًا للدفاع آنذاك، ليتحول بعد ذلك، في أقل من عام إلى حاكم للبلاد في انتخابات رئاسية لم تجد مرشحين، ونرصد في التقرير التالي مصائر الشخصيات التي ظهرت وراء السيسي أثناء إلقاءه الخطاب.
البرادعي
الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور آنذاك، ومفوض جبهة الإنقاذ الوطني للحديث باسم المعارضة، والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ألقى في 3 يوليو عام 2014م، كلمة لاحقة لبيان “السيسي”، أكد فيه أن خارطة الطريق التي تم التوافق عليها هي “تصحيح لمسار ثورة يناير العظيمة، واستجابة لرغبة جماهير شعب مصر العظيم”، وتم تعيينه بعد أسبوع، نائبًا لرئيس الجمهورية بعد أن كان مرشحًا لرئاسة الوزراء، ثم يأتي قرار بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، في 14 أغسطس، ليبتعد البرادعي عن المشهد إثر تقدمه باستقالته، لتلحق به اتهامات عديدة بالخيانة والعمالة والأخونة والعمل ضد أهداف 30 يونيو، وينتهي الأمر بمغادرة البرادعي للبلاد وسفره للنمسا والاكتفاء بالتدوين عبر حسابه على “تويتر”، قبل أن يختفي تمامًا مع حلول الانتخابات الرئاسية مع تساؤلات عديدة عن غيابه.
ويميل البرادعى حاليًا لانتقاد النظام فى بعض الأمور، لكنه يؤكد مرارًا وتكرارًا أنه مع الدولة المصرية وهويتها المدنية.
محمود بدر
قاد محمود بدر الحملة التي دعت المصريين للخروج في تظاهرات يوم الثالث من يوليو، وتصدر بدر المشهد في بيان 3 يوليو، و المشاهد التي تلته، مرورًا بتأييد الحركة بشكل رسمي دعوة السيسي المصريين في 26 يوليو، والخروج ثانية للتظاهر وتفويضه لمحاربة الإخوان والمعارضين، ليمر شهر وقد قام بفض اعتصامي رابعة والنهضة، ورفض الحركة إصدار بيان تدين فيه الدم والعنف المفرط في فض المظاهرات، ليبدأ خلافه مع حسن شاهين ومحمد عبد العزيز حول قبول قانون التظاهر ومحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وهنا بدأ انشقاق الحركة.
و قرر بدر في وقت سابق دخوله المعركة الانتخابية عن دائرة شبين القناطر مسقط رأسه بدعم من الحركة، وأثناء محاولاته تأسيس حزب رفضته لجنة شؤون الأحزاب السياسية ثلاث مرات لشبهة فساد مالي وتأسيسي بالحركة، وظهرت للسطح شبهات مقابلة محمود بدر رموز فاسدة من النظام القديم، مثل رجال حسين سالم والتي تمت في شرم الشيخ، مع اتهامات أخرى بالفساد المالي وتلقي تبرعات من جهات مشبوهة ورموز للنظام السابق مثل “حسين سالم” و”أحمد أبو هشيمة”، وحصول محمود بدر على مبلغ 10 مليون جنيه لتمويل مشروع “التاكسي الأبيض” وصرفها في جهات غير معروفة.
محمد عبد العزيز
ابتعد عبد العزيز أحد أركان “تمرد” الأساسية عن الحركة ليستقر في جبهة حمدين صباحي، وصرح محمد عبد العزيز بأنه يرى “انهيار واضح لأهداف 30 يونيو، فبالرغم من أن حركة الجماهير كانت حتمية وضرورية، إلا أن المسار كان يمكن أن يكون أفضل من ذلك (…) ثمة هجوم متواصل على ثورة 25 يناير، وتشويه متعمد ومرضي عنه يتم كل يوم عبر الشاشات”، وحذر عبد العزيز في مقال له عبدالفتاح السيسي، من رغبته أن يكون الصوت الواحد الكبير وهذا خطأ، فإذا لم يسارع النظام إلى تطبيق إصلاحات سياسية ديموقراطية واقتصادية تحقق العدالة، فإن المشهد سيكون ضبابيًّا وخطيرًا للغاية.
سكينة فؤاد
الكاتبة والروائية سكينة فؤاد هي من مثلت المرأة يوم بيان عزل مرسي، وتقلدت بعد ذلك، منصب مستشار رئيس الجمهورية لشؤون المرأة قبل أن تقدم استقالتها عقب انتخاب عبدالفتاح السيسي.
أحمد الطيب
أما شيخ الأزهر، فلا يزال مؤيدًا لسياسات السيسي، وكان أبرز داعمي بيان 3 يوليو مع بابا الكنسية، مع دخول السيسي معترك الانتخابات والتأسيس لدستور جديد عاد الطيب لفتواه الأولى، واعتبر المظاهرات ضد السيسي محرمة وخروجًا عن الشريعة، وصدرت فتاوى من مشيخة الأزهر تمجد السيسي وتصفه بالنبي، حتى الفتوى المثيرة للجدل بفقء عين معارضيه فيما لم ينفِ الطيب أيًّا من تلك الفتاوى.
تواضروس الثاني
حافظ البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على ثباته في دعم السيسي وبعده عن القضايا السياسية، كعادته منذ توليه كرسى البطريركية، وفي كلمته يوم 3 يوليو بارك البابا تواضروس الثاني بيان المؤسسة العسكرية، واعتبر أن “مصر بدأت عهدًا جديدًا ودستورًا جديدًا وبالتالي لا يوجد قلق على الأقباط، وأن جماعات العنف تجاوزت حدود الإنسانية وأنهم صناعة غربية لأن الشرق لا يصنع العنف، وأن الغرب صنع الجماعات المتطرفة من أجل تقسيم البلاد والجيوش”.
في 23 ديسمبر 2014م، أعلن البابا تواضروس تأييده الإفراج عن حسني مبارك بعد قضائه أربعة أعوام في السجن بسبب عمره وحسن ما فعله خلال فترة ولايته.
مندوب حزب النور
اعتبر الخبراء أن حزب النور يريد أن يحتل مكان الإخوان فى الحياة السياسية، ليقدم نموذجًا أكثر اعتدالاً “سياسيًا”، لكنه فى الحقيقة بلا مقومات، وانضم جلال مرة كممثل لحزب النور في بيان 3 يوليو، وتقلد الآن الأمين العام للحزب .