قررت نهلة الدمياطي وصافي محمود “مؤهلات عليا”؛ الأولى خريجة هندسة والأخرى بكالوريوس إعلام، تحدي الظروف المعيشية والمجتمع ومواجهة البطالة بعمل سيارة لبيع الفول والأكلات الشعبية تحت اسم “فول يولوجي”؛ حيث تعتبر أول عربة فول نسائية.
يجد زائر ميدان سفير بمنطقة مصر الجديدة في القاهرة، عربة ” فول يولوجي” تبدأ من الساعة 11 حتى الثالثة صباحًا، في تحد واضح لقيود المجتمع ووضع المرأة وعملها في إطار محدد لا تحيد عنه.
وتم تقسيم العمل بين الفتاتين حسب خبرات كل منهما، فتولت صافي إعداد الوجبات، أما نهلة فكانت مسؤولة عن طلبات الزبائن والحسابات.
تقول صافي محمود، حاصلة على بكالوريوس إعلام، لـ”أصوات مصرية” إن :”الموضوع كان هزار وقلب جد، فكرنا في شهر أبريل إننا نعمل عربية فول وفجأة خدنا القرار قبل رمضان بخمسة أيام”.
وتضيف: “اخترنا عربية الفول لأن في ميدان سفير مفيش عربيات فول، وقلنا فرصة نعمل سحور للناس في رمضان.. لم يكلفنا الأمر سوى مئات الجنيهات لشراء قدرة الفول وتصنيع السيارة.
وتتابع: كل يوم بنودي القدرة المستوقد في عين شمس وهما بيسووها وبنجيبها على الساعة 10، لكن يومنا بيبدأ من بعد الفطار بتجهيز السلطات والبطاطس والجبنة”.
وتواصل صافي: “كنا قلقانين إننا بنات وممكن نتعرض لأي موقف بايخ، بس الحمد لله لحد دلوقتي مفيش أي موقف سيئ اتعرضنا له، كمان وجود بيتر معانا في الكافيه مطمنا.. أيضًا كنا قلقانين من موضوع التصريح، لكن لما روحنا وعرفنا أن التصريح بيجي من المحافظة، لقيناهم متعاونين معانا علشان مالحقناش نجيب تصاريح، ووافقوا أننا نبدأ بشرط ما نعملش إشغال طريق”.
وعن مدى قبول أهلها للفكرة تقول: “أنا استغربت من رد فعل أهلي أصلاً، كنت خايفة ومأجلة الفكرة شهرين، أما قلت لبابا عاوزة أعمل عربية فول لقيته وافق واقترح عليا أصناف أكل.
وتقول نهلة الدمياطي الحاصلة على بكالوريوس الهندسة وشريكة صافي في عربة الفول: “وجود بنات قبلنا عملوا عربية كبدة شجعنا وحمسنا شوية علشان الموضوع بقى متعارف عليه في البلد، وكان الجديد بالنسبة لنا إننا عملنا عربية فول”.
وتضيف: “أول يومين كنا مقتصرين على أصحابنا ومعارفنا لكن بعد كده بدأ الموضوع يسمع وصفحة الفيس بوك ساعدتنا كتير وبدأت الناس تيجي، والويك إيند كان زحمة جدا وفيه ناس منتظرة وكان ده ضاغط علينا جدا في الأول”.
اتفقت نهلة وصافي على استكمال مشروعهما حتى بعد رمضان، لكن مع بعض التطوير.
