استمرت القطيعة بين تركيا ودولة الاحتلال “الإسرائيلي”، خمس سنوات؛ نتيجة هجوم البحرية الإسرائيلية على السفينة التركية “مرمرة” التي كانت تُقلّ مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عام 2010، مما أوقع قتلى وجرحى بين ركاب السفينة، وظلت لهجة الخطاب بين الحكومتين محتدة في كل المناسبات والأحداث حتى وقت قريب، إلى أن قطعت الصحافة العبرية، منذ أيام، هذا الخط من التوتر المحموم بين الدولتين بإعلانها أن الطرفين على مقربة من إتمام اتفاق يقضي بإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها.
وقامت تركيا -حسب “الجزيرة”- بتوقيع وثيقة تفاهم مع دولة الاحتلال، فيما قالت مصادر إن “إسرائيل” ستعوض ذوي ضحايا العدوان على سفينة مرمرة التركية بعشرين مليون دولار، وبالمقابل تحظر أنقرة نشاط الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في أراضيها.
ولا يزال المطلب التركي التقليدي برفع الحصار عن غزة محط خلاف بين الطرفين، بينما قالت القناة “الإسرائيلية” العاشرة، أمس الإثنين، إن هناك مقترحات مختلفة لتسوية موضوع الحصار السياسي المضروب على غزة منذ 2007.
وأوضحت القناة، أن الطرفين اتفقا على عدة نقاط؛ وهي التعويض المالي للأتراك، وتجديد العلاقات الدبلوماسية الكاملة، وتشريع البرلمان التركي قانونًا يلغي الدعاوى القضائية ضد ضباط وجنود “إسرائيليين”، إضافة إلى تعهد تركيا بطرد القيادي في حماس صالح العاروري من إسطنبول، وتقييد نشاط الحركة في تركيا، وبعد ذلك ستفحص الدولتان -بموجب الاتفاق- إمكانيات التعاون في مجال الغاز الطبيعي وابتياعه من “إسرائيل” من خلال مد خط معدني يوصله عبر الأراضي التركية لأوروبا أيضًا.
وصرح سفير “إسرائيل” الأسبق في أنقرة “ألون ليئيل”، أن التفاهم مع تركيا بشأن مسألة “مرمرة” بعد اعتذار سابق لها لم يكن مفاجئًا، ورجح أن هناك بنودًا لم تكشف بوضوح تتعلق بمستقبل الحصار على غزة، معتبرًا أن ضغوط حركة حماس على أنقرة من شأنها الدفع نحو إعادة النظر في حجم وشدة الحصار.
وأكد “ليئيل” أن الدولتين بحاجة لصفقة الغاز بعد تردي علاقات تركيا مع روسيا التي تزودها حتى الآن بـ60% من الغاز المستورد، وحاجة “إسرائيل” إلى حل لمشكلة تصريف كميات الغاز الكبيرة التي اكتشفتها في عرض البحر.
ويرجح “ليئيل” أن تتوصل “إسرائيل” وتركيا لتفاهمات سريعة تعيد المياه إلى مجاريها على أساس مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة حقيقية.
بالمقابل، حذر وزير الخارجية السابق، النائب أفيجدور ليبرمان، من أن الاتفاق مع تركيا سيلحق ضررًا سياسيًا بـ”إسرائيل”، واصفًا إياه بالانتهازي وغير الحكيم، معربًا عن خوفه من أن يمس الاتفاق مع تركيا بعلاقات “إسرائيل” وروسيا واليونان وقبرص ومصر، مضيفًا في صفحته على “فيس بوك”، “يصعب علي رؤية أردوغان يتخلى عن مطالبه بشأن غزة، وكل موطئ قدم لتركيا هناك سيأتي على حساب مصر”.