شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الشباب المصري وعلاقته بالمقاهي الثقافية والثورة

الشباب المصري وعلاقته بالمقاهي الثقافية والثورة
تعتبر المقاهي من أقدم معالم الفلكلور الثقافي للشعب المصري، حيث وجدت المقاهي قبل قرون وكان لها دور يختلف هذا الدور باختلاف الحقبة التاريخية ونوع المقهى.

تعتبر المقاهي من أقدم معالم الفلكلور الثقافي للشعب المصري، حيث وجدت المقاهي قبل قرون وكان لها دور يختلف باختلاف الحقبة التاريخية ونوع المقهى.

تجاوزت المقاهي الشعبية في مصر دورها كمجرد تجمعات لقضاء أوقات الفراغ وتناول المشروبات، لتختص بنشاط سياسي وثقافي موازٍ لدورها الأساسي، وتتحول إلى رمز يفوح منه عبق التاريخ، وشعلة حراك ثوري وثقافي، ووسيلة إعلام لتوجيه العامة وتعبئة الشعور الوطني، كما استطاع المقهى بوصفه مركزاً للتجمعات التي تعج بالاحتكاكات الناتجة من تلاقي طبقات الشعب المختلفة فكريّاً واجتماعيّاً، أن يوحّد الجهود الفردية للسياسيين والمثقفين، ويبلورها في عمل جماعي فعال يتجسّد بحراك في الشوارع.

واكتسبت بعض المقاهي قيمتها التاريخية من شهرة مرتاديها في مجالات الفن والأدب والسياسة. فقد شهد مقهى “متاتيا” الخطاب الأول للمصلح الأكبر جمال الدين الأفغاني وفيه جرى تأسيس أول حزب مصري، “الحزب الوطني الحر”، وارتاده الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وعبد الله النديم وأحمد شوقي وعباس العقاد والمازني.

ولقد كان المقهى في القرن العشرين ملتقى للثوار ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث صار المقهى إرثاً ثقافياً للأجيال وكتبت عنه الكتب وألفت عنه الروايات والمسلسلات مثل رائعة أسامة أنور عكاشة “ليالي الحلمية” وأفلام مثل فيلم “الحرافيش”.

وكان لعدد من المقاهي التاريخية اسم رنان وشهير يرتاده صفوة المجتمع ومن أشهر المقاهي في مصر “قهوة الفيشاوي – مقهى الزهراء – مقهى الحرية – مقهى ريش – مقهى الحرافيش”.

وتغير المقهى في العصر الحالي من حيث شكله وتغير نمط من يجلس فيها فأصبحت أغلب المقاهي خاصة الشعبية منها مهرب للعاطلين ووكر للمدمنين وأصبحوا يهربون من مشكلاتهم الحياتية في المقهى بعيداً عن السياسة وما جلبت السياسة لهم ولأسرهم.

وهكذا تغير جمهور المقاهي بعدما جمع الثوار إبان الاحتلال الإنجليزي لمصر وجمع في حقبة أخرى الكتاب والشعراء والأدباء، كما أصبح يجمع فئة عمرية أخرى وشباب وطن مهلهل لا يقدر على صنع مستقبله فضلا عن صنعه لمستقبل بلاده.

ويقول تامر خالد، 22 عاما: “نحن نجتمع على القهوة مع أصدقائنا لنتبادل الحديث والضحك وأحيانا لمشاهدة المباريات، والهدف هو تقليل وقت الفراغ فبدل من التجمع في أحد بيوت الأصحاب نتجمع هنا” .

وأضاف علي عبد السلام، 26 عاما: “لا يمكن الحديث في السياسة على القهاوي لأن معظم المخبرين يجلسون هنا؛ أيام ثورة يناير وحتى أيام مرسي كان الجميع يتحدث في السياسة أما الآن السياسة تساوي سجن ﻻ أحد يتكلم فيها، نحضر هنا لشرب شاي والجلوس والسمر مع الأصحاب وفقط”.

وأوضح شادي محمود، 23 عاما: “أنا ﻻ أجلس على القهاوي لأني أعتبرها مكانا للمدمنين وهي ذات سمعة سيئة؛ هناك الكثير ممن لا يوافقون على جلوس على القهاوي فيذهبون إلى الكافيتريا، أما عن السياسة فلا أحد الآن يتحدث حتى عن ثورة يناير الشبابية فقط يجلسون للسمر”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023