انتقلت الحرب على الكتب الدينية من وزارة التعليم إلي وزارة الأوقاف؛ حيث بدأت الوزارة حربها على الكتب، خاصة التي يعرف أصحابها بانتمائهم للإخوان، أو له رأي يخالف ما يصفه الأزهر بالإسلام الوسطي.
حرق كتب قطب والقرضاوي
تعتزم وزارة الأوقاف، حرق كتب الراحل الشيخ سيد قطب، والشيخ يوسف القرضاوي، الموجودة في المساجد والمكتبات العامة، مع استبدالها بكتب تابعة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وقال محمد عبدالرازق، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف: “عثرنا على كتب لسيد قطب منها “في ظلال القرآن” و”الدعوة والداعية” لحسن البنا، وأخرى للقرضاوي، وكتيبات صغيرة لأعضاء بالجماعة الإسلامية تتحدث عن الجزية والجهاد”، ونخشى من استغلالها في التأثير على شبابنا، ولذلك تم تعميم منشور على جميع مديريات الأوقاف بالجمهورية بمراجعة جميع مكتبات ودواليب المساجد وإخراج هذه الكتب وإحراقها ووضع قائمة مختومة بخاتم الوزارة على كل مكتبة.
شيخ الأزهر يشيد بقطب
كان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قد أشاد بسيد قطب في مقدمة كتابه “التراث والتجديد مناقشات وردود”، معتبرًا إياه أفضل من تحدث عن العدالة الاجتماعية.
وقال شيخ الأزهر -في مقدمة كتابه، ص 16، الذي نشرته “مجلة الأزهر” بتاريخ 24 يناير 2015-: “قُلْ مثل ذلك عن الأستاذ سيد قطب وكتبه التي ألفها ليصور عدالة الإسلام الاجتماعية التي تقف دونها الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية في الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية”.
جريمة
وصف مصطفي البدري، القيادي بالجبهة السلفية، قيام وزارة الأوقاف بحرق كتب حسن والبنا وسيد قطب ويوسف القرضاوي الموجودة بالمساجد والمكتبات التابعة لها بالجريمة، لافتًا إلى أنها تمت بدافع الحقد والحسد وتنفيذًا لأوامر السلطة الحالية.
وقال البدري -في تصريح صحفي-: “هذا هو الطبيعي؛ فإن من قتلوا سيد قطب، وأعانوا على قتل حسن البنا، ويريدون قتل يوسف القرضاوي، لا بد أن يسعوا لحرق كتبهم!!، وما ذلك إلا لإقبال عموم المسلمين وخاصة الشباب منهم على كتب هؤلاء الزعماء والعلماء”.
وتابع: “أريد أن أذكر هؤلاء بأن إعدام سيد قطب كان سببًا في زيادة محبته ورفعة مكانته في نفوس عموم العرب والمسلمين، وحتى الآن يذكره العامة والخاصة بلقب “الشهيد” ومن ثم فحرق كتب هؤلاء لن يكون إلا نذير شؤم على حارقيها، وسيأتي بنتائج أراها من وجهة نظري إيجابية؛ حيث سيبحث الناس عنها ويقرأوا ما فيها من باب (الممنوع مرغوب) وستزداد محبة الناس لهم بسبب عداء الطواغيت وأنصارهم لهم”.
الممنوع مرغوب
وقال الشيخ محمود إمبابي، عضو محمع البحوث الإسلامية، إن حرق الكتب ليس وسيلة للقضاء على أفكار متطرفة أو مذاهب مختلفة، وإنما يحب أن يحارب الفكر المتطرف بالفكر المنير المعتدل، على حد قوله.
وأضاف إمبابي، أن حرق ما تملكه وزارة الأوقاف أو غيرها من المؤسسات ليس بعلاج للمشكلة؛ لأن نسخ هذه الكتب موجودة في كل مكان داخل البلاد وخارجها، ومن ثم فإن حرق وزراة الأوقاف لكتب سيد قطب والقرضاوى والبنا ليس العلاج المطلوب، على حد قوله.
حرق كتب بمدرسة
ويعيد الأمر للأذهان، واقعة حرق الكتب الإسلامية في إحدي مدارس الجيزة في إبريل الماضي، والتي أثارت ردود فعل غاضبة لدى الرأي العام، حين أظهرت صورًا متداولة لوكيلة وزارة التعليم بالجيزة، ومعها مدير مدرسة “فضل الحديثة” بالجيزة، وهما تجمعان كتب التراث الإسلامي في حوش المدرسة ثم تقومان بحرقها بالكامل، بحجة أن هذه الكتب تحرض على العنف والإرهاب.
وقالت وكيلة الوزارة -في تصريحات صحفية-: إن لجنة “إعدام الكتب في المدارس” قامت بحرق أكثر من 80 كتابًا خلال أسبوع، ممنوع تداولها في مصر داخل مدرسة “فضل” الخاصة بمحافظة الجيزة.
وأوضحت أن من بين هذه الكتب التي تم اكتشافها في مكتبة المدرسة، “كتب لسيد قطب وغيره من مفكري الإخوان، بجانب مجموعة كتب من قطر”.