نشرت وكالة رويترز تقريرًا قالت فيه إن هناك قلقًا متصاعدًا داخل القوات المسلحة المصرية بفعل انضمام عدد من ضباط الجيش السابقين إلى ما بات يعرف بـ"حركات العنف المسلح"، والتي تستهدف أساسًا رجال الجيش والشرطة، منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، في الثالث من يوليو 2013.
وقالت الوكالة إنه على الرغم من محدودية أعداد الضباط المنضمين إلى تلك الحركات، إلا أن وجه الخطورة، يتمثل في النوع لا الكم، إذ تتوافر لديهم المعرفة بطبيعة وأسرار الأجهزة الأمنية المصرية، ما يساهم في الكشف عن نقاط ضعفها، وإصابتها فيها.
ونقلت عن خليل العناني – الأستاذ المشارك في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة هوبكنز – قوله إنه منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي "انضم بعض الضباط السابقين إلى جماعة أنصار بيت المقدس، وشاركوا بالتخطيط والتنفيذ في هجمات على الجيش المصري، وعلى منشآت أخرى، لاسيما في سيناء".
وثمّة العديد من الأحداث التاريخية، التي شهدت مشاركة رجال جيش سابقين في أعمال عنف، ضد المؤسسة العسكرية، لعل أشهرها على الإطلاق، اشتراك عبود الزمر وخالد الإسلامبولي، في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، عام 1981. منها كذلك انضمام ضابط الجيش المصري السابق، سيف العدل، إلى تنظيم القاعدة، وشغله منصبًا قياديًا به.
ويحاول المسؤولون المصريون على الدوام، التقليل من أهمية هذه الظاهرة الخطيرة، من خلال القول بأن أعداد المنشقين عن القوات المسلحة قليلة، وأن ما يحدث من قبلهم أمر طبيعي، فيما قال مصدر عسكري مصري، إن الجيش به وحدة تتابع كل من تثور حوله الشبهات داخل الجيش المصري.
ومن الأمثلة البارزة على اعتناق أحد أفراد القوات المسلحة للفكر الجهادي، هشام العشماوي، ضابط القوات الخاصة بالجيش، والذي لم تظهر عليه أي إشارات مريبة، لكنه أثار حساسية الأجهزة المخابراتية، عندما بدأ يحرض الجنود على عصيان أوامر القادة، على حد زعم أحد المصادر بالقوات المسلحة، لروتيرز.
ووفقًا لجهازالأمن الوطني (أمن الدولة سابقًا)، والذي يجمع تحريات عن أعضاء جماعة أنصار بيت المقدس، فإن "العشماوي" نقل في البداية إلى أعمال إدارية، ثم قُدّم لمحاكمة عسكرية، بعد أن شوهد مجتمعًا بعدد من الضباط ليحرضهم على عدم الانصياع لأوامر قيادات الجيش.
وتدعي المصادر الأمنية أن "العشماوي" كوّن خلية ضمن جماعة أنصار بيت المقدس، تخصصت في تدريب أعضاء التنظيم على الأعمال القتالية، كما تدعي أنه سافر إلى سوريا قبل عامين، فيما تشتبه قوات الأمن، في أن الخلية المزعومة، كان لها الدور الأكبر في الهجوم الذي تم في أكتوبر الماضي، والذي قتل خلاله 33 من قوات الجيش.
ومن اللافت أن تنظيم أنصار بيت المقدس، يستغل انضمام ضباط جيش سابقين إليه، على النحو الأمثل من الناحية الدعائية والإعلامية، في إطار حربه المعلنة على الجيش والشرطة، إذ يقوم التنظيم ببث مقاطع مصورة لضباط الجيش السابقين بزيهم العسكري، وهم يفندون أسباب ضرورة مقاتلة الجيش والشرطة.