شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حجاب المعلمات يثير الجدل في ألمانيا

حجاب المعلمات يثير الجدل في ألمانيا
في الوقت الذي يواجه المسلمون فيه حملات مناهضة لهم ولدينهم بالغرب، أثير مؤخرًا جدل في...

في الوقت الذي يواجه المسلمون فيه حملات مناهضة لهم ولدينهم بالغرب، أثير مؤخرًا جدل في ألمانيا حول أحقية المعلمات المسلمات في ارتداء الحجاب داخل المدارس والفصول الدراسية، وسط اتهامات من حزب الخضر المعارض للاتحاد المسيحي الديمقراطي الاجتماعي بالتمييز بين أتباع الديانات السماوية في ألمانيا.

 

الدستورية الألمانية تنصف الحجاب

كانت محكمة شتوتجارت الإدارية قضت بأحقية المدرسة الألمانية دوريس، والتي تبلغ من العمر 55 عاما، في ارتداء غطاء الرأس أثناء التدريس للتلاميذ بإحدى مدارس المدينة، واستندت المحكمة في حكمها على نصوص الدستور الألماني التي تنص على المساواة بين المواطنين، بغض النظر عن دياناتهم أو توجهاتهم.

 

وقالت المحكمة: "إن الراهبات في إحدى مدارس ولاية بادن فورتمبورج يسمح لهن بالتدريس بغطاء الرأس، مما يمنح المدرسة الألمانية الحق نفسه، رغم أن قانون الولاية يحظر ارتداء الحجاب في الفصل الدراسي للمعلمات".

 

وبرر القضاة حكمهم بأن الدستور الألماني لا يمنح الديانة المسيحية أفضلية على غيرها من الديانات.

 

وزيرة تعترض

أما فولكر بك، من حزب الخضر المعارض اتهم شافان -التي وصفت الحجاب بأنه رمز لقهر المرأة المسلمة- بأن معلوماتها عن الدستور الألماني غير مكتملة، وأنه كما يسمح القانون الألماني للمواطنين اليهود بارتداء غطاء على الرأس يرمز للديانة اليهودية، وكما يسمح للراهبات بارتداء ما يشبه الحجاب، فإنه يسمح أيضا للنساء المسلمات بارتداء الحجاب في أي وقت.

 

وصرح سكرتير عام الحزب المسيحي الاجتماعي بأن الحجاب وغطاء الرأس هو رمز سياسي وليس دينيا على العكس من غطاء الرأس للراهبات.

 

دراسة: الشباب يعارضون الحجاب

وكشفت دراسة حديثة عن أن غالبية الشباب فى ألمانيا يعارضون حظر ارتداء المدرسات المسلمات للحجاب فى المدارس، وأعرب أكثر من 70% من الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما عن اعتقادهم بأنه ينبغى السماح للمدرسات المسلمات ارتداء الحجاب فى الحصص الدراسية، وبلغت نسبة المؤيدين لوجهة النظر هذه بين التلاميذ 75%.

 

وتبين من خلال الدراسة التى أجراها باحثون من جامعة "هومبولت" فى برلين ونشرت نتائجها اليوم الجمعة أن حوالى 50% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاما يرون أنه من حق المدرسات المسلمات ارتداء الحجاب. وذكر الباحثون أن الحجاب بالنسبة لجيل الشباب لا يعتبر على ما يبدو علامة غريبة أو مثيرة للخوف، بل ببساطة رمزا دينا ينتمى إلى عقيدة فرد آخر، وأوضحت الدراسة أن الشباب أكثر انفتاحا من كبار السن على المسلمين فى ألمانيا بوجه عام.

 

واستند الباحثون فى دراستهم إلى استطلاع رأى لنحو 8 آلاف شخص منحدرين وغير منحدرين من أصول أجنبية حول موضوعات مختلفة العام الماضى.

 

ومن بين المستطلع آرائهم نحو 1100 شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما، يشكل المسلمون منهم نسبة تتراوح بين 10 و12%، وتم عرض الدراسة فى مستهل مؤتمر الإسلام للشباب فى برلين، حيث يجرى أكثر من مئة شاب منحدرين وغير منحدرين من خلفية مهاجرة مناقشات حول موضوعات تتعلق بالمهاجرين حتى يوم الأحد المقبل.

 

ورحبت منظمات وشخصيات نسائية مسلمة في ألمانيا بتصحيح المحكمة الدستورية العليا -أعلى سلطة قضائية في البلاد- حكما سابقا لها، وإلغائها حظرا مفروضا منذ عام 1998 على عمل المعلمات المسلمات بالحجاب في المدارس الرسمية.

 

واعتبرت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا نورهان سويكان أن حكم "الدستورية" مفرح رغم أنه لم يتضمن سماحا عاما بعمل المسلمات بالحجاب. وقالت للجزيرة نت إن قرار المحكمة أظهر أن الحجاب في حد ذاته لا يمثل تهديدا للسلام المدرسي.

 

ترحيب بالحكم

ورحبت وزيرة الدولة الألمانية للاندماج إيدين أوزوجوز بالحكم، مشيرة إلى تأكيده على مبدأ الحرية الدينية المنصوص عليه في دستور البلاد. وقالت على صفحتها بموقع الفيسبوك إن قرار القضاة مرحب به لأنه اعتبر أن الحظر العام لعمل المعلمات المسلمات بالحجاب يمثل تمييزا تترتب عليه أحكام نمطية سلبية معظمها غير مبرر.

 

ورأت أوزوجوز -وهي من أصل تركي- أن حكم المحكمة الدستورية أطلق شرارة نقاش مجتمعي حول كيفية التعايش المشترك في المجتمع الألماني، وما يتطلبه من احترام متبادل، حيث إنها كوزيرة للاندماج ترحب بشكل خاص بالقرار القضائي لأنه أظهر حيادية الدولة الألمانية تجاه الأديان الموجودة فيها، ويحسن فرص التوظيف أمام كثير من المسلمات المحجبات اللاتي انتظرن هذا الحق طويلا.

 

استمرار بيجيدا

وشهدت مدينة فوبرتال التابعة لولاية "شمال الراين – وستفاليا" في غرب ألمانيا، اليوم السبت؛ تظاهرات متزامنة مناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب، وأخرى مؤيدة لهم، نظمتها 5 حركات مختلفة من بينها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيجيدا)، والحركة السلفية المتضامنة مع المسلمين.

 

ونظمت "بيجيدا" اليوم تظاهرة، في المدينة الألمانية للاحتجاج على تنظيم الحركة السلفية تظاهرة مماثلة؛ للتضامن مع المسلمين المعتقلين بسبب عقيدتهم. وخلال تظاهرة "بيجيدا" وقعت اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة، الذين قاموا بإيقاف هذه التظاهرة، عقب قيام المشاركين فيها ممن يرتدون أقنعة على وجوههم بإلقاء الزجاجات الفارغة والمفرقعات النارية عليهم، ليعلن عقب ذلك منظمو التظاهرة عن انتهاء فعاليتهم، التي شارك فيها "لوتز باخمان" القيادي في الحركة.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023