في خبٍر اعتدنا على سماعه في الآونة الأخيرة، في ظل ترٍد واضح في الأوضاع الاقتصادية، وتدهور الأحوال المعيشية للمواطن المصري، فيما يتجاهل المسئولون حل مشاكل المواطن الأساسية، يلجأ البعض إلى الخلاص من ضغوط الحياة بالانتحار.
فهناك من الناس من وجد في الانتحار السبيل للهروب من مشاكلة اليومية وضياع أمله في حياٍة كريمة في مجتمع ربما يحمله ذنب أخطاء لم يرتكبها.
تزداد حالات الانتحار في مصر في الفترة الأخيرة في صفوف مختلف الفئات العمرية، لأسباٍب وإن اختلفت في طبيعتها فإنها تتوحد حتمًا في جسامة الثقل الذي تحدثه على الفرد.
حاور مراسل الشبكة في "الدقهلية" عددًا من ذوي شباب انتحر بسبب ظروف نفسية وآخر لضغوط الحياة، لنضع أيدينا أكثر على أسباب انتشار تلك الظاهرة في شعٍب أطلق عليه أنه "شعبٌ متدينٌ بطبعه".
دار حديثٌ مع أهل المنتحر "محمد.ن" من مدينة بلقاس، الذين أكدوا إن السبب الرئيس لانتحار نجلهم ظروف الحياة القاسية، إذ أكدوا أن "محمد" أبٌ لطفلتين، وكان عاطلًا عن العمل من 9 أشهر، بعد إفلاس المصنع الذي كان يعمل به، وأضافوا إن سوء الأحوال المعيشية مع غلاء الأسعار، اضرطته للانتحار، بعدما أصيب بنوبة اكتئاب.
أما الحاجة "أم حنان" والدة الفتاه البالغة من العمر 22 عامًا، والتي ألقت بنفسها من الدور الرابع بمنزلها، إذ تم نقلها لمشفى شربين، فيما لاقت الفتاه مصرعها قبل الوصول للمشفى، وأكدت أن ابنتها كانت ذات جماٍل ملحوظ، بالإضافة لتفوقها الدراسي، لكن بالفترة الأخيرة لاحظت انعزالها عن المحيطين بها، ودخولها في مرحلة اكتئاب.
وبسؤال شيٍخ في ال60 من عمره عن رأيه في تفشي ظاهرة الانتحار، أجاب قائلًا: "إن ضعف الوازع الديني هو السبب الرئيس وراء هذة المصائب، ذلك لأن البعد عن الدين القويم وضعف الإيمان بالله واليوم الآخر وغياب الرضى بالقضاء والقدر، خيره وشره، وما ينجم عقب ذلك من قلة التوكل على الله وسوء الظن به سبحانه، والخوف من المستقبل، كلها أسباب كفيلة بدفع الفرد إلى تبني هذه الأفكار المدمرة، بل وإنها أسباب نافذة المفعول في ذالك وتستغني عن الأسباب الثانوية التي وإن ساهمت في الرفع من حدة الإشكالية تظل مجرد أسباب مساعدة تحل محل النوافل".
حبوب الغلة كانت الطريقة الأكثر شيوعًا، والأسهل ربما في الحصول عليها، وفي الخلاص من الحياة بها، والتي كانت تتوفر في الدقهلية، المشتهرة بالزراعة.
أخو الضحية "ح . ر" من مدينة منية النصر بالدقهلية، قال إن أخيه انتحر باستخدام حبوب الغلة معللًا ذلك بالظروف المعيشه الصعبة وخسارته الكبيرة في بيع محصولة الزراعي هذا العام وكثرة الديون التى دفعته إلى إدمان المخدرات التي تباع علي مسمع ومرئى من الحكومة، بالإضافة لدخوله في حالة نفسية سيئة بسبب عدم قدرتة على الوفاء بالتزاماتة الأسرية أو الوفاء بديونة.
اختلفت الأساليب في الانتحار، مابين الانتحار شنقًا أو رميًا من فوق أحد المباني، أو بالحبوب المسممة، فيما كان السبب واحد، بسبب الظروف النفسية السيئة، والتي ترجع لفقدان الأمل، وقلة الوعي الديني، وتردي الأحوال المعيشية، وسط تجاهٍل من المسئولين عن توفير حياة كريمة للمواطن البسيط.