شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

براءة مبارك.. بعيون الصحافة الصهيونية

براءة مبارك.. بعيون الصحافة الصهيونية
  "أنا سعيد على المستوى الشخصي ببراءة مبارك. يمكنه الآن أن...

 

"أنا سعيد على المستوى الشخصي ببراءة مبارك. يمكنه الآن أن يرفع رأسه بكل فخر"، هذا ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية عن بينيامين بن أليعازر، عضو الكنيست الصهيوني وصديق مبارك المقرب، الذي وصف مبارك بأنه "بطل مصري، عمل لسنوات لصالح بلاده ومن أجل الاستقرار في الشرق الأوسط؛ فحافظ على اتفاقية السلام مع "دولة الاحتلال"، من منطلق أن ذلك مصلحة مصرية، وليست "صهيوينة" فقط". وبينما اعترف أليعازر بأخطاء مبارك، قائلاً: "مبارك ليس رجلاً بريئًا"، استدرك "لكنه أسهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وفي الغرب بشكل عام".

 

هذا التعاطف من أليعازر، ظهر منذ وقت مبكر، حيث قال في تصريح للإذاعة الصهيونية، يوم المحاكمة الأولى للرئيس المخلوع: إنه عرض عليه اللجوء إلى مدينة إيلات الصهيونية، وقال له أثناء إحدى زياراته إلى شرم الشيخ، بصحبة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو: "المسافة قصيرة جدًا بين شرم الشيخ وإيلات، ويجب أن تأتي لتتلقي العلاج واستعادة صحتك"، معللاً ذلك بأن: "مبارك رجل وطني كبير، لذلك تقدمنا بهذا العرض". وهو ما يتسق مع تصريحات نتنياهو حينئذٍ التي قال فيها: "إنني أحترم الرئيس مبارك؛ لقد أقام السلام بين "إسرائيل" ومصر طوال 30 عامًا، ويشكل ذلك إنجازًا عظيمًا، وأعتقد أنه يجب ألا يُنسى".

 

حينها أيضًا قال السفير الصهيوني السابق لدى القاهرة "زيفي مازيل" لـ يديعوت أحرونوت: "إن العلاقات الوثيقة نسبيًا بين مبارك و"إسرائيل" ستلعب دورًا في محاكمته"، في إشارة إلى تصدير الغاز المصري لـ"دولة الاحتلال" بأقل من قيمته السوقية. معربًا عن حزنه من رؤية مبارك مدفوعًا على محفة إلى قفص الاتهام، مضيفًا: "لقد فعل الكثير لمصر خلال 30 عامًا.. هناك مجال لبعض التعاطف. دعوه ينهي أيامه الأخيرة بسلام."

 

ننتقل من تصريحات التعاطف، الجديدة والقديمة، إلى تغطية الصحف الصهيونية لحكم البراءة، حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية: "إن الحكم يأتي مع انحسار الحماس الثوري الذي أطاح بمبارك إلى حد كبير في جميع أنحاء البلاد"، مستشهدة بسجن العديد من الناشطين الذين قادوا ثورة يناير ضد مبارك بعد استيلاء الجيش على السلطة، وتخلي السيسي ونظامه – بعد سحق خصومه الإسلاميين – عن الحريات والديمقراطية، المطلب الرئيس خلال الانتفاضة المناهضة لمبارك، بذريعة إحلال الاستقرار والأمن".

 

ونقلت صحيفة "هآرتس" الصهيونيةعن أحمد عبد الجواد – أحد محامي أسر الشهداء والمصابين – قوله: "إن الحكم كان صعبًا وسيكون له تداعيات سياسية في مصر؛ لأنه يعني أنه لا يوجد أحد تم إثبات مسئوليته عن مقتل مئات من المحتجين وإصابة الآلاف".

 

وسلط موقع "أروتز شيفا" الصهيوني الضوء على السخرية التي تمثلها المحاكمة، مشيرًا إلى ما قاله مبارك في مقابلة هاتفية قصيرة مع التلفزيون المصري: "لم أرتكب أي شيء"، مضيفًا: "لقد ضحكت عندما سمعت الحكم الأول، وكنتُ أنتظر الحكم الثاني، ولم أكن أبالي أي من الاتجاهين سأسلكه"، مشيرًا إلى اندلاع تظاهرات في ميدان التحرير في القاهرة عقب صدور الحكم.

 

ورصدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية السخط الذي أثاره الحكم لدى العديد من المصريين، ما دفعهم إلى النزول للتظاهر بقرب شارع التحرير، مرددين هتافات مثل: "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يسقط حسني مبارك"، وهي أبرز هتافات ثورة يناير، في إشارة منهم إلى أن النظام الحالي يمثل عهد مبارك. وغنّى بعضهم "الثوار رجعوا للميدان" مرددين أنهم لا يريدون النظام القديم الذي أذاق الشعب الويلات".

 

وتحت عنوان  "الحكم الاستبدادي الظالم"، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الصهيونية ردود أفعال بعض أسر الشهداء، حيث قال مصطفي مرسي، الذي فقد نجله في تظاهرات يناير 2011:  "إن الحكم ظالم، وأهدر دم ابني". فيما قالت سيدة في العقد الخامس من عمرها: "الشهداء لم يجدوا العدالة".

كما ألقت الصحيفة الصهيونية الضوء على تلقي مبارك التهنئة من عدد من الرؤساء مثل: ملك البحرين – حليف الولايات المتحدة الأمريكية – مضيفةً: "يعزز الحكم بقوة أن نظام مبارك الاستبدادي لم يرحل، برغم تغيير الوجوه، ووصول السيسي لرأس السلطة". 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023