يتعرض السجناء في مصر لأنواع مختلفة من التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان في ظل صمت دولي يتوسطه إدانات واستنكارات حيث أكد المركز العربي الإفريقي للحريات وحقوق الإنسان في القريب العاجل عن حصوله على تسريب جديد لحالات تعذيب جديدة بمديرية أمن الإسكندرية.
وقال المركز العربي الإفريقي للحريات في بيان له "إن تزايد وتيرة التعذيب بمديرية أمن الإسكندرية وعدد كبير من مقار الاحتجاز الشرطية بمختلف المحافظات في مصر، يكشف كارثة محققة تعيشها مصر في جانب حقوق الإنسان، ويثبت بالدليل القاطع أن التعذيب داخل مقار الاحتجاز هو سياسة ممنهجة وهو ما يعرض كافة المسؤولين في الحكومة للمسائلة أمام المحاكم الجنائية المحلية والدولية".
كارثة حقوق الإنسان
ومن جانبه قالت منظمة العفو الدولية إن مصر تعانى من حالات اعتقالات وتعذيب واحتجازات تعسفية، في ظل وجود أدلة واضحة وإشارة بينة على الانخفاض الكارثي لحقوق الإنسان، بعد عام على الانقلاب على الدكتور محمد مرسي.
وأضافت المنظمة الدولية، في تقرير لها عن أوضاع حقوق الانسان في مصر، أن الاعتقالات التعسفية، وحوادث التعذيب، والوفيات، رصدتها المنظمة بنفسها داخل أقسام الشرطة، هي أدلة واضحة على التدهور الحاد في مجال حقوق الإنسان، بعد العام الأول على رحيل مرسي.
واشارت الى أنه وفقا للتقديرات التي أعدتها وكالة "اسوشيتد برس" تم اعتقال ما لا يقل عن 16 ألف شخص، خلال العام الماضي، كجزء من حملة واسعة ضد مؤيدي مرسي، ونشطاء المعارضة، مستعينة المنظمة بتقرير لموقع "ويكي ثورة" الذي أكد أن ما لا يقل عن 80 شخصا لقوا حتفهم، خلال احتجازهم في أقسام الشرطة خلال العام الماضي، بينما تم اعتقال 40 ألف شخص آخرين.
وأوضح التقرير، الذى صدر تحت عنوان " مصر اعتقالات عشوائية" وحالات تعذيب ووفاة داخل أماكن احتجاز شرطية، أن التعذيب اصبح شيئا روتيني فى اقسام الشرطة وأماكن الاحتجازخاصة مع معارضي الإنقلاب، وأن التعذيب يتم على يد قوات من الشرطة التابعة للأمن القومي، ويكون في كثير من الحالات بهدف الحصول على اعترافات أو إجبار المعتقلين على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها أو الزج بأسماء لتوريطهم، على حسب تعبير المنظمة.
وفى سياق متصل، قالت منظمة نظرة للدراسات النسوية، فى تقرير لها، إن عدد القتلى من النساء ممن تمكنت المؤسسة من رصده، بلغ 19 امرأة منهن ثلاث مجهولات, كما بلغت حالات القبض التى طالت النساء منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة فى 14 أغسطس الماضى 184 امرأة وفتاة, علمًا بأن 24 من المقبوض عليهن فى رابعة والنهضة، لم يستدل على أماكنهن، كما تعرضت الكثيرات منهن لسوء المعاملة والضرب والسب بألفاظ خارجة أثناء عمليات القبض, كما تعرضت 15 منهن فى سجن القناطر للكشف المهبلى بواسطة السجانات، فى حين أعفيت من هذا الكشف غيرالمتزوجات.
كل أنواع التعذيب
ومن جانبه، أكد الناشط القبطى رامى جان، مؤسس حركة “مسيحيون ضد الانقلاب”، أن هناك بالفعل حالات اغتصاب للنساء , مؤكدا أن المعتقلات يتعرضن لكل أنواع التعذيب حتى يتم الضغط على الطلاب والطالبات وبث الرعب فى نفوس الشباب بهدف تقليل ووقف الاحتجاجات والمسيرات المعارضة للانقلاب العسكرى ، مشيرًا إلى مدى خطورة انتهاك حقوق الإنسان فى مصر بعد الإنقلاب.
وأضاف: “نحن نعيش فى عهد ديكتاتورى “فاشى” مستبد ظالم لا يخاف الله وأشد ديكتاتورية من مبارك وعبد الناصر، ولكن لن يدوم ظالم ولن يطول بعد أن شهدت مصر هذه الدماء”.
وقال المحامي والناشط الحقوقي عادل شرف إن هناك العديد من حالات التعذيب تم رصدها وتوثيقها من قبل منظمات حقوقية دولية داخل سجن الزقازيق مشيراً إلى أن ما قاله النائب العام عن عدم وجود تعذيب في السجون كان ناتجاً عن زيارتين لسجن المرج وطرة .
وأوضح محمد شبراوي –منسق حركة العدالة والاستقلال- خلال لقائه ببرنامج "مصر الليلة" على "الجزيرة مباشر مصر" إن مصر تعيش الآن في ظل إرهاب السلطة الذي وصلت فيه حقوق الانسان المصري إلى أدنى مستوياته، فمنهجية التعذيب مستمرة وتزيد في نفس السجون والأماكن والطرق القديمة، لافتاً إلى أن شهر يونيو الماضي شهد وحده 5 حالات تعذيب موثقة ومعلن عنها، وخلال عام الانقلاب هناك المئات من حالات التعذيب موثق منها حوالي 400 حالة معلن عنها وأكثر من مائتي حالة قتل هذا فضلاً عن عزوف الكثيرين عن الإبلاغ خوفاً من سلطة الانقلاب.
