لكن هل كان حقا حاكما ديكتاتوريا؟ بعبارة أخرى، هل كان “غير ديمقراطي” كما يدعي كثير من المصريين، بل ومحللين غربيين أيضا؟
إخترنا “بوليتي” ليس فقط لأنها واسعة الإنتشار بين المهتمين بالعلوم السياسية، ولكن أيضا لأن قياساتها حساسة بما يكفي لرصد التحولات من سنة إلى أخرى.
1- الوصول للسلطة، وعما إذا كان الرئيس منتخبا أو مُعينا .
2- القيود على السلطة التنفيذية .
3- انفتاح النظام للمشاركة السياسية.
وفي بحث منفصل آخر، قارننا مصر تحت حكم مرسي بثلاث فئات أخرى من مؤشر “بوليتي”، 1- التغيير الإيجابي الذي تم في النظام السياسي، 2- التحولات الديمقراطية الطفيفة، 3- التحولات الديمقراطية الكبرى ، وتشمل هذه الفئات تقريبا 400 سنة أخرى.
ومن قراءتنا فإن الحد الأعلى الذي سيحصل عليه مرسي هو 4 ، ومع ذلك فإننا نعتقد أنه للحصول على نتيجة أدق، فإننا سنلتزم بروح “بوليتي” وليس فقط أرقامها، ولذلك فإننا سنعطي لمرسي 2.
عندما نحى مرسي وجهه قليلا ناحية الإستبداد، وقام بعمل إعلان دستوري حصن فيه قراراته من المساءلة في نوفمبر 2012، قامت إحتجاجات واسعة النطاق أجبرته على التراجع عنه.
متوسط النتائج لمعايير مثل “التغيير الإيجابي للنظام”، و “التحول الديمقراطي” هو 2.18. لكن الأكثر اقترابا من الحالة المصرية هي الدول تحت فئة “التحولات المجتمعية” إذ كانت متوسط القيمة فيها “-0.97”.
التحولات المجتمعية تشمل بعض اللحظات الأكثر تقلبا في تاريخ البلاد، وخلالها يتم القبض، ليس فقط على النخب، ولكن على المواطنين العاديين في الإضطرابات السياسية والاجتماعية ، ويمكن تقسيم العينة إلى أربعة أرباع: الديمقراطيات، الأنظمة (المختلطة بين السلطوية والديمقراطية) التي تميل نحو الديمقراطية، و الأنظمة (المختلطة) التي تميل نحو السلطوية، والأنظمة الاستبدادية.
كما أصدرت تلك الحكومة قانونا يحظر بشكل كامل أي إحتجاجات في الشارع، وتستخدم قوات الأمن القوة المميتة ضد المتظاهرين بشكل مستمر.
وبالنسبة لمعيار “القدرة على المشاركة” فإن الدولة ستُصنف على إنها “قمعية”، ما يعني أن النظام السياسي يقوم بتقييد الحريات بشكل حاد وبشكل منهجي، ويقوم بإستبعاد مجموعات أساسية من المشاركة، كقاعدة ديمقراطية أساسية، فإن حظر حزب سياسي حصل على أكثر من 10٪ من الأصوات في آخر انتخابات وطنية، يُعد دليلا كافيا على قمع المنافسة في مصر الحالية، هناك منافسة داخل إطار النظام الحاكم، وأي منافسة خارج ذلك الإطار لا يتم السماح بها.
لكن مع ذلك، كان بإمكان المعارضة المواجهة بقوة من خلال تقييد السلطة التنفيذية عبر الإحتجاجات وتنظيم الأحزاب السياسية ومن خلال وسائل الإعلام، وهذه هي المعايير الرئيسية للديمقراطية.
كل تلك القنوات السابقة للمعارضة، ممنوعة تماما تحت القيادة الحالية في مصر، والتي تجرم بشكل واضح المعارضة، كما هو الحال عندما حُكم على ثلاثة من أعضاء حزب “مصر القوية” بالسجن ثلاث سنوات للدعوة للتصويت بلا في الإستفتاء على الدستور، كما أن النظام السياسي الجديد يحرم شريحة ضخمة من السكان من المشاركة السياسية بشكل لم يوجد إبان حكم مرسي بل وحتى حكم مبارك.
رابط الموضوع الإصلي
http://www.noonpost.net/content/2348