وأول ما يهدم الإعلام الكاذب تلك المقابلة التى جرت فى مجلس الشورى بين القيادات الطلابية وعدد من المسئولين بالدولة على رأسهم عمرو موسى ومعه عدد من الممثلين للأجهزة السيادية.
وتركز اللقاء بالدرجة الأولى على المطالب الطلابية وعلى رأسها الإفراج عن الطلاب المعتقلين، والتحقيق المحايد فى مقتل طالب الهندسة، وسحب قوات الشرطة بعيدا عن الجامعات، ومنع دخولها إلى حرم الجامعة منعا باتا، والتحقيق مع القيادات الأمنية الذين أفرطوا فى استخدام القسوة ضد الطلاب، وكل تلك المطالب كما ترى ليس فيها أى مطلب إخوانى، بل هى شكاوى عادلة من طلاب مصر الأحرار يريدون إنصافهم فى أسرع وقت ممكن.
ويلاحظ على تلك المقابلة أمران؛ أولهما أنها لم تتم إلا بعد أسابيع من اشتعال الجامعات، وفشل السلطة الحاكمة فى إخمادها، حيث أعيتها الحيلة ولجأت أخيرا إلى التفاوض لامتصاص غضب الطلاب، وأظن أنها محاولة لكسب الوقت ليس إلا، وأخشى أن تكون الوعود التى أعطتها للشباب الثائر كاذبة، فالكذب هو السائد فى حياتنا السياسية.
والأمر الثانى أن الإعلام الخاضع للانقلاب والذى يسيطر عليه رجال الأعمال والبزنس لم يكن سعيدا أبدا بتلك المقابلة، وواضح أنه يتمنى استمرار المواجهات إلى ما لا نهاية حتى يتم خراب مصر كلها!
وأراهن أنه لو تعددت تلك اللقاءات فسنرى البعض يتهم الدولة بالضعف والاستسلام أمام ابتزاز الطلاب! ويا ما فى الدنيا الفانية عجائب وغرائب خاصة فى بلادى التى اشتهرت بعجائبها، ولذلك قالوا عن مصر بلد العجائب!!