الإعلام وما أدراك ما الإعلام، فالإخوان عندهم قد قاموا بحشد قوى يهدف لتلك النتيجة، وفى الوقت ذاته لا يوجد إخوان فى الشوارع لأن السلطة الحاكمة قد خلصت البشرية منهم، فلا تدرى أيجن عقلك أم تضحك على تلك الطرفة؟!، ومن ثم وجدت من يسمون أنفسهم بـ"النخبة" يثورون ويهللون بأن الإخوان أيضًا بجبروتهم قد حجبوا العديد من المسيحيين عن الإدلاء بأصواتهم، وأن الإخوان أيضًا الذين يسيرون فى المسيرات ويعرقلون الطرق ويدبرون لإرهاب البلاد والعباد قد دبروا مكرا بليل بأن يحشدوا الحشود ويفوزوا، وأنت ما عليك حينها إلا وتضحك أكثر من الطرفة الأولى حتى لا تصاب بذهاب العقل، أما ما سيذهب عقلك هو العته الذى أصاب بعضهم -أقصد المواطنين الشرفاء- فى أن هذا دليلٌ على أن أمريكا وقطر وإيران وراء تلك المؤامرة الجديدة.
وبعيدًا عن كل هذا، فإن تلك النتيجة بالنسبة لك لأنك تعمل عقلك ليست جديدة، ولا تشكل جديدًا لديك، لأن حقيقة الشعب ذاته حين يدلى بصوته لا ينتقى نصابًا جديدًا ليزيد من منظومة الفسدة الذين انقضوا على الحكم وأزالوا نظامًا شرعيًا بإرادة منتخبة، ويحاولون بشتى الطرق أن يمرروا علينا أن ما حدث هو بإرادة شعبية، والآن الإرادة الشعبية هى من تتحدث وتفرض رأيها على المشهد!!
وهذا الشعب الذى قرر أن يظل حرًا فى انتخابات النقابات، يستحيل أن يرضى ما دون ذلك، وما تحاول أن تتغزل به أحكام القضاء الزائفة على الشعب، أو ما تقوم به وسائل الإعلام الكاذبة من محاولة دفع الشعب للارتضاء بالأمر الواقع من خلال استفتاء على دستور "البانجو"، فيعلم هذا الشعب أنه لن يستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير، ودستور بلاده موجودٌ ينتظر رئيسه الشرعى حتى يقره ببرلمان شرعى، وهذا كله بعد زوال سلطة الانقلاب الزائف التى لا تعرف سوى المجازر البشرية بديلًا عن ترسيخ حكمها، ظنًا منها أن الله غافل عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليومِ تشخص فيه الأبصار، فرويدًا.
ولكن الحق لن ينتصر إلا بنوايا صادقة، عازمة النية على المضى على الدرب بأن دولة الظلم ساعة، والحق منتصرٌ إلى قيام الساعة، ينتظر من الله كلمة "كن".