شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الطريق من هنا – علاء مهنا

الطريق من هنا – علاء مهنا
قال- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وإتبعتم أذناب البقر، وتركتم...

قال- صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وإتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلًا، لاينـزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)) أخرجه أبو داود

 

قرات الحديث بأعين قد تحجرت فيها الدموع فلا تفيض ولا تغيض ! وتقوقع القلب داخل الحزن الذى لطالما لم اخرج منه منذ جريمة فض رابعة ، وتذكرت على التو ما رأته عيناى من جثث للشهداء بالعشرات والعشرات _والتى حملت بعضها_يرقدون فى سكون رهيب وإبتسامة تعجب لها الأاذهان !

 

يبدو أن هذا الحزن باق مع وجودى فى هذه الحياة ، ويبدو أيضا إننى لا أزال لم أدرك بعد حجم ما حدث من وحشة وقسوة وقتل وإجرام وأتسائل كثيرا هل هؤلاء ينتمون إلى الإسلام حقا ؟!

 

أما سر البكاء والدموع التى لا تنقطع فى الفنية بعد الفنية فهو ما تذكرته من جميل التضحيات التى لطالما قدمتها جماعة الإخوان المسلمين مذ نشأتها وكيف أثمرت عقيدة الجهاد والتمحور وعدم الإنحراف عن قضايا الأمة الاسلامية المركزية طوال عشرات السنوات السابقة ؟!، فقلت فى نفسي يا لجماعة الاخوان المسلمين ! ثم همهت بتلك الأبيات للخنساء فى نفسي _وكأنها كانت تتحدث عنهم ـ تقول :

أعينيّ جودا ولا تجمُدا ألا تبكيانِ لصخرِ النّدى ؟

ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ ألا تبكيانِ الفَتى السيّدا؟

إذا القوْمُ مَدّوا بأيديهِمِ إلى المَجدِ مدّ إلَيهِ يَدا

فنالَ الذي فوْقَ أيديهِمِ من المجدِ ثمّ مضَى مُصْعِدا

يُكَلّفُهُ القَوْمُ ما عالهُمْ وإنْ كانَ أصغرَهم موْلِدا

 

وهنا بعض الملاحظات

*التضحيات التى قدمت والتى لا تزال لم تقتصر على الاخوان وفقط ولكن هم فى القلب منها ،سنة الله فى كونه إن شرع الله عز وجل لن يقام ولن تقام دولة إسلامية دون أن يسبق ذلك كثير من الدماء التى تقدم قربانا لله واقرؤوا التاريخ ولكم أن تحكموا

 

*بدأت عجلة التغيير وإنطلق السهم الأول للخلافة الإسلامية شاء من شاء وأبي من أبي ، ولا تزال الإنسانية فى عطش شديد لكثير من الدماء من أبنائها حتى تكون وتتحقق على الأرض !

 

*ما حدث في مصر _من دماء سفكت بالالآف وعلى مدار ثلاثة سنوات تلت_ لم يكن مجرد صور عابرة في أرشيف تاريخ شعبنا النضالي ، ولم يكن أبداً مجرد حدث عابر لمغامرة جنونية دموية قامت بتنفيذها مليشيات السيسي بصك موافقة من بنى صهيون ، وإنما هي جريمة نكراء بحق الانسانية، لأجل إجهاض النضال الصمود والكفاح والثبات الشعبي.

إن دم الشهداء لم ولن يذهب هدراً ، فنحن لم ولن يركع ، ونتسك أكثر من أي وقت مضى، ولن نتنازل عن ثوابتنا .

 

*ربما يكون النصر والإنتصار على الباطل غير وشيك اللحظة الآن وربما يغيب بعض الوقت لكن لاشك أن هذا النضال والصمود يعكس مدى قدرة وثبات المصريين التى تجعل الظهير العددى لمناهضى الإنقلاب يزداد يوما بعد اليوم حتى إذا جاءت اللحظة المنشودة هبت رياح التغيير وانتفضت ثورة حقيقية تحركها عقيدة إسلامية راسخة تاكل كل من سولت له نفسه فى وأدها.

 

أخيرًا أختم بقول الشاعر الراحل سالم جبران وقد هتف بذلك الشعر بعد احدى مجازر الشعب اللبنانى والتى مات فيها وبلغت حصيلتها ما بين 3500الى 5000 شهيداً _وهنا تشابه عجيب لأعداد شهداء رابعة هه!_.وكانوا أكثرهم من الفلسطنيين فقال :

الدم لم يجف

والصرخة لا تزال

تمزق الضمير

وفي فمها أكثر من سؤال

والحية الرقطاء … لا تزال عطشى الى الدماء ..

 

_سجلوا مواقفكم ليوم تشخص فيه الابصار ..إلى الله المشتكى!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023