حمل شعار السرية في كل شيء… بدءً من طريقة اختيار أعضاء لجنته .. مروراً باجتماعاتها .. والمواد التي خلصت إليها .. انتهاء بمسودته الغامضة.. كل هذا فضلاً عن حملة التصويت عليه بالموافقة والتي ملأت شوارع مصر.. والتي تحمل هي الأخرى شعار السرية حول ممولها والجهة التي تقف وراءها
إنه دستور لجنة الـ 50، والتي ما تزال تخرج من صراع لتدخل صراعاً جديداً، ورغم هذا فحملة "نعم للدستور" لم تنتظر حتى يخرج هذا الدستور السري إلى النور لتعلن عن دعوتها للمصريين بالتصويت بنعم لم يقرؤه أو يتابعوا جلساته.
ولعل هذه المفارقة دفعت البعض للمقارنة بين ما تم قبل الاستفتاء على دستور 2012 وبين ما يتم حالياً.. إذ سبق الاستفتاء وقتها حملة دعت المصريين إلى قراءة الدستور مع توزيع نسخ مجانية منه هذا فضلا عن إذاعة كافة جلسات الجمعية التأسيسية على الهواء مباشرة، وهو على العكس مما يتم الآن…
وشهدت التظاهرات الأخيرة، سواء من رافضي الانقلاب، أو القوى الشبابية التي تظاهرات رفضاً لقانون التظاهر، حالات متعددة لاتلاف تلك اللافتات التي ملأت شوارع العاصمة وهو ما يعني وجود حالة قوية من الرفض العام لهذا الدستور، حتى من رافضي دستور 2012 أنفسهم، والذي اعتبره بعضهم الآن أفضل حالاً من دستور لجنة الخمسين.
إذن بات مطلوباً من المصريين أن يشاركوا في استفتاء على دستور لم يقرؤوه، دستور سري في كل شيء . حتى في حملته … التي لا أحد يعرف صاحب الأيدي السخية التي تقف وراءها؟