ما لاحظته هو أن تسريبات باسم يوسف البايخة تحاول أن تغطى على تسريبات رصد القوية، وأن يوسف يحاول أن يمحو عن الانقلابيين ما تثبته عليهم تسجيلات رصد والجزيرة مباشر، كما أن تسريبات باسم يوسف تحاول الإيحاء أن هناك ديمقراطية وثورة وحرية، بدليل أنه ينتقد من عينهم الفريق السيسى ولكن لا ينتقد أخطاء السيسى نفسه ويلتزم هنا بخطوط حمراء، مع أنه الحاكم الفعلى وعليه تقع مسئولية ما يجرى منذ 3 يوليو، بهدف محو ما تثبته تسريبات السيسى من أن التعامل العنيف مع متظاهرى الحرس الجمهورى وقتل 53 شهيدا وشهيدة منهم ربما كان متعمدا لأن الرئيس مرسى كان داخل مقر الحرس حينئذ ثم نقلوه وكان لا بد من إبعاد المتظاهرين بأى شكل!
ما فهمته أيضا من تسريبات باسم يوسف السخيفة أنه خرج بعد غياب ليؤدى مهمة مطلوبة منه، هى: تمييع الأمور وخلطها والتدليس بتسوية القاتل بالمقتول والغث بالسمين والحق بالباطل وتمرير ذلك وتسويغه عند من لديهم استعداد لذلك ولو بقليل من النقد لمسئولين أقل شأنا من المسئول الأكبر.
بينما تسريبات السيسى كانت واضحة قاطعة وبها اعتراف ضمنى أن هناك أخطاء وقعت أو عمليات قتل غير مبررة –كما قال الفريق السيسى– رغم أنه قال عندما سئل عن القاتل كانت هناك عناصر مسلحة غير مدربة تطلق النيران أمام الحرس الجمهورى.. منين أنا مليش دعوة عشان لا أسيئ لأحد! وعندما سئل عن عدد الشهداء أحال ياسر رزق لسؤال عباس!
باسم يوسف قال من قبل فى تبرير هجومه على الرئيس مرسى والإخوان فقط –لا جبهة الخراب- إن برنامجه ينتقد فيه (السلطة مش المعارضة).. ولكن ما نراه الآن فى برنامجه بعد الانقلاب على مرسى، أنه جاء ليهاجم المعارضة (المتظاهرين) بدرجة أكبر ويسخر منهم ويكتفى بتلميحات بسيطة عن (السلطة) فى صورة مسئولين عينهم الفريق السيسى دون نقد السيسى نفسه، فهل هذا فقدان ذاكرة من باسم يوسف أم توجه جديد؟!.
ولو تركنا باسم يوسف ودوره المرسوم وذهبنا لتسريبات السيسى الأخيرة فسوف نلحظ ما يلى:
1- رغم أن الفريق السيسى تحدث عن عناصر مسلحة غير مدربة كانت تطلق النيران أمام الحرس الجمهورى ورفض نسبها للجيش والشرطة التى حملها صحفيون أجانب (الجارديان البريطانية) المسئولية، إلا أن حديثه عن أن إطلاق النار له أسس وخطوط وسيطرة على تلك العملية، يفهم منه ضمنا أنه يقصد تحميل قوات الأمن المركزى المسئولية وأنها تعاملت بصورة خاطئة وغير مبررة وقتلت المتظاهرين.
2- الفريق السيسى قال إن الرئيس مرسى كان محتجزا داخل سلاح الحرس الجمهورى وقت المذبحة وتم نقله فى نفس اليوم، ما يفهم منه أنه كانت هناك تعليمات لقوات الحرس الجمهورى والشرطة بهذا التعامل العنيف مع المتظاهرين خشية وصولهم للدار وإخراج الرئيس، خصوصا أن بعض المتحدثين على منصة رابعة حينئذ قالوا أثناء التوجه لدار الحرس، إنهم ذاهبون لإخراج الرئيس مرسى.
3- الفريق السيسى كان يتحدث عن الرئيس مرسى بلفظ الرئيس وليس السابق ولا المخلوع، ما يؤكد عدم قناعته هو شخصيا بحسم الصراع حتى الآن، وأن ما يجرى هو (صراع سياسى بالدرجة الأولى)، ومن ثم فكل ما يجرى إثباته من اتهامات وهمية على الرئيس مرسى وإعلان محاكمته يوم 4 نوفمبر ليس سوى كارت ضغط آخر لتيئيس المتظاهرين.. ولا أظن أنهم سيحضرون الرئيس لهذه المحاكمة إطلاقا طالما استمر غليان الشارع وثورته.
4- السيسى برأ –ضمنا- المعتصمين مما قيل عن محاولاتهم اقتحام دار الحرس الجمهورى أو أنهم مسلحون، وكذّب بالتالى -ضمنا- كل ما قيل على لسان مسئولى الجيش والشرطة عن هجوم المتظاهرين على مقر الحرس، ولو كان يرى غير ذلك لقاله بوضوح فى الحوار، رغم قوله إنه غير مبرر أن يتوجه المتظاهرون نحو دار الحرس الجمهورى.
5- الفريق السيسى رفض أكثر من مرة إعلان أرقام الشهداء رغم أن المتحدث باسم الجيش قال إن شهداء رابعة 502 فقط، والببلاوى قال إنهم ألف شهيد وشهيدة، ومع هذا فهو عاب على الجهات الرسمية عدم إعلان أرقام القتلى عموما وتحدث عن حرب معلومات (من خصومه)، وربما يرفض ذكر عدد الشهداء لأنه يدرك أنه مسئول عن هذه الدماء التى سالت
.