سألنى صاحبى عن المطلوب من الإخوان المسلمين فى المرحلة المقبلة، قلت له: هناك عدة أمور؛ أولها وأهمها التمسك دائما بالأمل، وفى انفراجة من عند ربنا لما يعانيه التيار الإسلامى عامة والإخوان خاصة، وإوعى اليأس!! فهو بداية النهاية والهزيمة الحقيقية.
والأمر الثانى ضرورة إعادة بناء التنظيم فى أسرع وقت؛ بحيث تعود الأسر الإخوانية فى مختلف الأحياء والأماكن إلى الانتظام من جديد، مع وضع منهج جديد يناسب المرحلة، ونظام الأسر كما هو معلوم عماد الجماعة كلها، كان ابتكارا عبقريا من المؤسس الإمام الشهيد حسن البنا، صاحب الجماعة منذ البدايات الأولى! وإذا لم تنتظم الأسر، فهذا يعنى أن التنظيم كله أصبح فى خبر كان، ولم يعد قائما بالفعل على أرض الواقع.
وأقول لإخوانى: إوعوا تنتظروا التعليمات من فوق! أو أوامر القيادات العليا، فانتظاركم فى هذه الحالة سيطول!! لأن معظمهم فى السجون، والمعروف عن رجل الدعوة أنه أمة وحده يتحرك بتلقائية ولا ينتظر الأوامر، بل تراه ينطلق وهو يعلم تماما ما يفعله لأنه يعلم حدوده فى تلك الحركة، وفى كل ما يفيد الدعوة تجده، وما يسىء إليها تراه بعيدا عنها.
والنقطة الثالثة التى أركز عليها أهمية اختلاطه بالناس العاديين، وأن يقدم صورة حلوة بسلوكه لدعوته والمسلم الملتزم، خاصة أن أجهزة الإعلام الموالية للانقلاب نجحت فى تشويه صورتنا، والرد عليها لا يكون بالكلام، بل بالسلوك الجميل، كل فى موقعه، وبهذا وحده نكسب الرأى العام إلى جانبنا، وهو أمر لا غنى عنه فى مواجهتنا لحكم العسكر.
وأخيرا فإن تنوع الأساليب أمر ضرورى، مثل توزيع المنشورات التى تشرح أهدافنا على نطاق واسع، والتأكيد على السلمية فى الاحتجاجات، ويجب أن يكون لها هدف واضح، فلا يعقل أن يلقى الإنسان بنفسه إلى التهلكة باسم الدعوة!