شكك سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في فرضية الحجاب مؤكدا في لقاء مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج الحكاية أول أمس أن الحجاب عرف عربي وليس عبادة، إلا أن دعاوى الهلالي قوبلت بعاصفة من الرفض من المؤسسات الدينية المختلفة والدعاة المستقلين .
دعاوى الهلالي أثارت حالة من الغضب وردود الأفعال الرافضة للفتوى المثيرة للجدل فقد فسر الآية: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” فيشرح الهلالي الآية السابقة قائلًا إنها تتحدث عما أسفل لا عن أعلى وعن غطاء الرأس، وإنه تم استخدامها في غسيل مخ المرأة ولا تعني الحجاب.
وزعم الهلالي، أن العورة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت بما أقره العرف في المكان الذي تعيش فيه؛ لذلك قال ربنا “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم”، مشيرا إلى أن الإمام النووي قال العورة النظر فيها لغيرها وليس لذاتها.
تصريحات الهلالي تم الرد عليها من فقهاء مستقلين ومؤسسات رسمية ففي البداية علق الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق فور صدور التصريحات المثيرة للجدل بشأن الحجاب وفرضيته، وقال شومان فى منشور عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك، إن الحجاب فريضة محكمة كالصلاة، ولا ينكر فرضيته إلا جاهل ضال، فقد أجمع على فرضيته علماء المسلمين في كل العصور، فكفوا عن إرضاء البشر على حساب دينكم”.
من جانبه قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمشرف العلمي العام على الأروقة الأزهرية قائلا: “عجبت من رجل يختبئ خلف يافطة أستاذ بجامعة الأزهر، ثم يزعم على الهواء أمام الجميع أن الحجاب ليس فريضة، وأن القرآن لم يدلل على فرضيته، ويشكك في الأحاديث الدالة عليه بخبث علماني؛ فيدّعي أن العرف أو المجتمع هو الذي يقرر ارتداء النساء المؤمنات للحجاب أو عدمه، وليس الكتاب والسنة، وهما المنبعان الأصليان اللذان يستقي منهما المسلمون شرائع ربهم”.
وأضاف: “من غير شك جهل يفوق جهل الجاهلين، وعبث، وتهريج في مناطق خطرة، ولا علاقة له بعلم ولا فتوى ولا أستاذية، فلا يوجد مسلم لديه أثارة من علم يستطيع أن يصدق بهذا القول الغريب حتى لو كان قائله قد حصل على أعلى شهادات جامعية ويرتدي أكبر عمامة أزهرية؛ فالأزاهرة بحق أكبر من هذا، وبه لا ينطقون”.
وقال: “الحجاب يا أمة الرسول الكريم فرضه رب العالمين تماما كالصلاة والصيام والزكاة الخ، ونطقت آي القرآن صراحة بفرضيته على المؤمنات في سورة سميت سورة النور، فضلا عن سورة الأحزاب، والتي يأمر فيها المولى، سبحانه نبيه الكريم أن يأمر نساءه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن”.
ثم ردت دار الإفتاء بعد تلك الردود المستقلة قائلة: “الحجاب شعيرة من شعائر الإسلام، وطاعة لله تعالى، وفرضٌ على المرأة المسلمة التي بلغت سن التكليف؛ فعليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين. والله سبحانه وتعالى أعلم”.
وأخيرا وليس آخرا تبع رد الإفتاء رد الأزهر الشريف الذي قال: “إن حجاب المرأة فرض عين على كل مسلمةٍ بالغةٍ عاقلةٍ، أقرَّته مصادر التشريع الإسلامي بنص القرآن وإجماع فقهاء المسلمين.
وأضاف الأزهر أن هذا الرأي يفتح الباب لتمييع الثوابت الدينية، كما أن التفلت من أحكام الشريعة، وما استقر عليه علماء الأمة بدعوى (الحرية في فَهم النص) هو منهج علمي فاسد.
كل تلك الردود وغيرها انهمرت لدحض أزمة تصيحات الهلالي وإجهاضها في مهدها بعدما أثارت جدلا واسعا وحازت على مجال كبير من التفاعل على مواقع التواصل حلال اليومين الماضيين.
فهل يتراجع الهلالي عن تصريحاته؟