الجزء الأول
مع صعود التيار الإسلامي للسلطة وزيادة حالة الجدل و الغموض الذي يكتنف مواقف الإسلاميون حول القضايا المختلفة كان لشبكة رصد الإخبارية حوار مع المفكر الإسلامي الدكتور محمد مورو الحائز على جائزة أفضل مفكر إسلامي عربي لعام 2011 من المنتدى العالمي للوسطية ، لمحاولة كشف الغموض المحيط بالتيار الإسلامي و فهم مواقفه في القضايا المختلفة.
في البداية يقول البعض إن الشعب المصري اختار التيار الإسلامي في الانتخابات التشريعية والرئاسة عن جهل فما تفسيرك لاختيار الإسلاميون رغم حملات التشويه التي مارسها الإعلام ؟
– الشعب المصري غير جاهل وشعب ذكى و لكنه انتخب التيار الإسلامي لأنه متواجد في الشارع و"شبه الناس" ولأنهم يمثلون الحضارة والهوية الإسلامية التي هي هوية الشعب المصري .
تقول بعض القوى السياسية إن التيار الإسلامي يريد دولة دينية من خلال رؤيتك كمفكر إسلامي أي دولة يريدها التيار الإسلامي ؟
ليس هناك دولة مدنية ودولة دينية هذه مسميات خاطئة بينما يوجد دولة ديمقراطية ودولة أخرى ديكتاتورية والدولة الدينية كانت موجودة في أوربا في العصور الوسطى أما الأن في مصر لا يوجد رجال دين في الحكم حتى الرئيس مرسى غير أزهري و التيار الإسلامي ضد الدولتين الدينية والديكتاتورية وأي نوع من الاستبداد سواء الاستبداد باسم الدين أو غيره و لا يوجد في العالم كله مسمى الدولة المدنية ولكن يوجد مسمى الدولة الديمقراطية وهى دولة الأغلبية ولكن تحكمها قيم عليا تحمى حقوق الأقلية و في الإسلام هذه القيم العليا نستمدها من الله تعالى فلا يجوز الانتقاص من حقوق الأقلية و لذلك فالدولة الإسلامية هي الأفضل بشرط ألا تكون مستبدة وان تحكمها القيم العليا و لكن المشكلة ليست في مسمى الدولة .
إذن أين تكمن المشكلة ؟
مسمى الدولة الإسلامية شعار واسع قائم على تنفيذه أشخاص و الذي يحكم باسم الدولة إسلامية هل هيكون صالح أم لا كفء أم لا لأنه ممكن يكون صالح و غير كفء أو كفء وغير صالح و بهذا المشروع الإسلامي يفشل لذلك لابد أن يكون هناك معايير موضوعية للدولة الإسلامية منها فصل السلطات التشريعية و التنفيذية ويكون هناك ضمانات حقيقية للحرية وان يكون هناك انتخابات نزيه لا يستطيع احد تزويرها وان نكون صادقين وواضحين ومستقيمين فعلا وليس قولا .
ولماذا ركزت فقط المشكلة فيما بعد الاتفاق على إسلامية الدولة ؟
لان مصر ذات حضارة إسلامية شئنا أم أبينا و"الناس نفسها إسلامية " حتى الأقباط إسلاميين لأنهم موجودين في ظل حضارة إسلامية و لا يجوز أن أكون في ظل دولة إسلامية و أتخذ مرجعية أخرى غير المرجعية الإسلامية لإنها مسألة كفر وإيمان ولكن المشكلة بعد ذلك لان مسألة إسلامية الدولة منتهية.
و ماذا لو فشل الإسلاميون في تجربتهم في الحكم ؟
المشكلة الحقيقية فعلا عندما يستبد الإسلاميون بالحكم أولم يحققوا العدالة الاجتماعية فإن الشعب سوف ينتخب تيار أخر "عند" في التيار الإسلامي حتى يأتى تيار إسلامي أخر يحقق الحرية والعدالة الاجتماعية.
ما السبب في انشقاق بعض شباب جماعة الإخوان المسلمين بعد صعود التيار الإسلامي في السلطة ؟
لان مرحلة المطادرات و العمل السري تختلف عن مرحلة العمل داخل أجهزة الدولة لان عندما كنا مستضعفين كان المنحنى الاسلامي سريع الهبوط وكان لابد من التعامل بفقه يتناسب مع هذه المرحلة لوقف سرعة الهبوط اما بعد الوصول الى السلطة وهذه تسمى مرحلة بدء التمكين كان لابد أن اكتشف أنى حينما أكون في السلطة اجتهد وأبدع أساليب سياسية وخطاب مختلف عن المرحلة السابقة شخصيات ايضا مختلفة جديدة تتناسب مع مرحلة بدء التمكين و هو ما لم يحدث بشكل كبير مما ادى الى انشقاق بعض الشباب وكان يجب على الجماعة ان تستجيب لهم وتتطور معهم .
التيار السلفي كان يعارض فكرة الحياة الحزبية و الديمقراطية وهو الان يشارك بقوة في الحياة السياسية فهل هذا ناتج عن تغيير في المنهج ؟
-يمكن أن يكون هذا ناتج عن تغيير في المنهج لان مش بالضرورة أن يكون المنهج صحيح و أحيانا يحتاج بعد التغييرات التي تناسب الحياة الواقعية و رؤيتهم الان للحياة السياسية جاءت من الاحتكاك بالواقع .
بعض التيارات المدنية تقول إن التيار الإسلامي لا يؤمن بالتعددية السياسية وبمجرد وصوله الحكم سيكفر بها فما رأيك ؟
أنا لن أدافع عن التيار الإسلامي وممكن أن يكون هذا مستبطن داخل بعض من أبناء التيار الإسلامي انه غير مؤمن فعلا بالتعددية السياسية لذلك لابد ان نطمئن الناس إننا مؤمنون بالتعددية السياسية .
وإلى هنا تنتهي الحلقة الأولى من حوارنا مع المفكر الإسلامي محمد مورو ونستكمل في الحلقة التالية مواقف التيار الإسلامي في القضايا المختلف عليها .