بعد الاتفاق على مقترحات بعض القوى داخل اللجنة التأسيسية للدستور ومن بينهم دكتور "خيري عبد الدايم" – نقيب ألأطباء – وكذلك نقيب الصيادلة وممثل الأزهر الشريف، الذين طالبوا بتعديل المادة رقم11في الدستور؛ لكي تكون اللغة العربية هي اللغة الأساسية في التدريس, ويتم إدخالها لتدريس علوم الطب والهندسة والثقافة عموما, وفي تصريحات لنقيب الأطباء تعقيبا على رغبتهم في تعديل المادة11أوضح أنه بعد الثورة لا بد من العمل بروح جديدة لمواكبة عصر جديد والهدف من ذلك الحفاظ على الهوية والثقافة.
خطاب: والهدف من هذه المادة أعلاء قيمة اللغة العربية والهوية المصرية
وفي ذلك أوضح "عبد الفتاح خطاب" – عضو تأسيسية الدستور – أن المادة رقم 11 بالدستور والتي طالبت بعض القوى السياسية داخل تأسيسية الدستور بتعديلها بحيث تكون اللغة العربية هي اللغة الأساسية لتدريس العلوم والثقافة, مشيرا أنه تم الاتفاق داخل الجمعية على تعديلها رغم وجود بعض التحفظات عليها.
موضحا أن تنفيذ مثل هذه التعديلات سيأخذ وقتا طويلا لتنفيذها فعليا وما يقبل التعريب سوف يعرب فالموضوع ليس مطلقا بل يخضع وفقا لآليات معينة سوف يتم إعدادها لمخاطبة المشرع والهدف من هذه المادة إعلاء قيمة اللغة العربية والهوية المصرية.
مقلد : رؤية "ضيقة" هدفها أن نكون معزولين عن العالم
وتعقيبا على ذلك أوضح دكتور "محمد خيري مقلد" – وكيل كلية طب عين شمس الأسبق ورئيس جامعة 6 أكتوبر – رفضه التام لهذا التعديل المتعلق بجعل اللغة العربية بديلا للغات الأجنبية في تدريس العلوم، بقوله: التدريس باللغات الأجنبية يساعد العلماء المصريين والباحثين بالاتصال بالجامعات الخارجية ويجعل هناك اتصالا مع الجامعات الأوروبية والأمريكية.
الحفاظ على الهوية بتعريب العلوم الأدبية وليس العلمية
منوها إلى حديث الرسول: "من علم لغة قوم أمن مكرهم", وكذلك خروج البعثات لدول أمريكا وشرق أسيا لاكتساب العلوم والخبرات يكون مشروطا بإجادة اللغة الفرنسية والإنجليزية.
مشيرا إلى أن مسألة الحفاظ على الهوية وما إلى ذلك يكون بتعريب العلوم الأدبية والتاريخ والجغرافيا وإكساب الأجيال مختلف الثقافات والخبرات مع جعله يعتز بثقافته وهويته ووطنه، لكن العلوم الطبيعية مثل "الطب, الفيزياء, والهندسة, والرياضيات" معظم نظرياتها ومراجعها تأتي من الخارج, فكيف لنا أن ندرسها بالعربية؟.
مشيرا إلى أن مثل هذه الدعاوى لا تمثل سوى رؤية "ضيقة" لأصحابها هدفها أن نكون أناسا معزولين عن العالم بكافة تجاربه وخبراته.
تعريب العلوم عاد بالفشل على طلاب الدول التي اعتمدت هذه الطريقة
وتعليقا على أن هناك بعض الدول العربية اتجهت إلى تدريس العلوم باللغة العربية أوضح "مقلد" أن هذا الاتجاه عاد على طلاب هذه البلاد بالفشل, والدليل على ذلك أن الطلاب السوريين يجدون صعوبة باللغة في الدراسة, وهذا ما يدفعهم إلى اللجوء إلى دول أخرى للدراسة بها.
موضحا أن تلك التعديلات نابعة من أناس لديهم ميول حزبية هدفهم إرضاء فئة بعينها من خلال إصدار قوانين واقتراح تعديلات لا يعلمون كيف تطبق وما النتائج التي ستعود جراء تطبيقها .
مستكملا أنه لا بد من الاهتمام باللغة العربية لغة الثقافة والهوية والاهتمام بتدريسها في مواضع مختلفة, فعلى حد قوله هناك بعض وكلاء النيابة والمحامين لا يستطيعون كتابة تقرير نيابة أو مذكرة دون أخطاء إملائية.
أمينة: هناك صعوبة في تدريس الهندسة والطب باللغة العربية
وجاءت ردود فعل الطالبة "أمينة محمد" ترى أن هذا التعديل من الصعب أن يطبق في كليات الهندسة والطب, التي تعتمد في دراستها في الأساس على مصطلحات أجنبية وخالفها في ألرأي "محمد أسامة" طالب بطب قصر العيني موافق على تعريب العلوم ولكن شرط أن يطبق مثل هذه القوانين بدأ من العام الجديد.
خالد: اللغة العربية وحدها لا تكسبنا خبرات جديدة
في حين أكد "خالد محمد "- طالب بهندسة القاهرة – أنه كيف لنا كطلاب أن نكتسب خبرات ومدارك جديدة, ونحن نكتفي بالدراسة بلغتنا؟ فما المشكلة في أن ندرس بلغات أخرى لنطلع من خلالها على خبرات الشعوب ونحن كطلاب اعتدنا على الدراسة باللغة الإنجليزية, فكيف يتغير كل ذلك ما بين عشية وضحاها, فالأولى للدولة أن توفر كل سبل العلم الحقيقي للاطلاع على علوم ولغات الدول الأجنبية؛ لكي نستطيع مواكبة العصر.
زكي: التخلف عن مواكبة التطور العلمي
واتفق معه في الرأي دكتور "سمير زكي" رئيس منتدى المشاركة الوطنية أنه متخوف من تعريب العلوم, وسبب تخوفه أن تعريب العلوم من شأنه جعلنا نتخلف عن التطور العلمي.