شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هل يجر اعتداء غزة المنطقة لحرب شاملة أم تفلح جهود الوساطة؟

هل يجر اعتداء غزة المنطقة لحرب شاملة أم تفلح جهود الوساطة؟
   ينظر جميع الفلسطينيين إلى مصر على أنها الشقيقة الكبرى وهو الدور الذي نجحت مصر في لعبه تجاه القضية الفلسطينية...

 

 ينظر جميع الفلسطينيين إلى مصر على أنها الشقيقة الكبرى وهو الدور الذي نجحت مصر في لعبه تجاه القضية الفلسطينية وظهر جليا منذ الدقائق الأولى للاعتداء الصهيوني الغاشم على قطاع غزة؛ ليشعر المصريين بدورهم الفعال في القضية الفلسطينية الذي طالما ظل مغيبا بقصد وبدون قصد طيلة الثلاثين عاما الماضية.

لكن السؤال هنا أنه ومع عودة الدور الطبيعي المصري، وافتقاد إسرائيل لحليفها القوي السابق «مبارك» في هذه الحرب، ومع تطور الأحداث.. فهل تجر هذه الاعتداءات المنطقة الملتهبة بطبيعة الحال إلى حرب شاملة، أم تنجح مصر بعمل وساطة تضع حد لهذه الحرب..  

الكل ينتظر نتيجة الوساطة المصرية

في البداية أكد الدكتور سعيد اللاوندي – خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام – أن للهدنة شروطا، ومن الصعب التصعيد من قبل حماس وإسرائيل وعدم الاستجابة للتوافق من الطرفين، ويدلل اللاوندي على خطوات التهدئة في زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى القاهرة ومقابلة مسئول المخابرات المصرية, الذي قام بعد ذلك بنقل الاشتراطات إلى إسرائيل.

ويشير إلى أن إسرائيل تقدم شروط في المقابل, وسوف يتم التوافق على الشروط ووقف إطلاق النار بين الجانبين على ضوء تلك الاجتماعات.

ويؤكد خبير العلاقات الدولية أن مصر تلعب الدور الأكبر في تقديم المساعدات للفلسطينيين  باعتبارها أكبر دولة في المنطقة, وتبذل الجهود الضخمة في تقديم المساعدات المختلفة فقط بعيدا عن أي تحرك عسكري.

ويؤكد اللاوندي أن العالم أجمع حريص على دعوة أوباما للرئيس مرسي بالسعي للتهدئة, وأن يلعب دورا من أجل استقرار الأوضاع ورفض استمرار الحرب، مشيرا إلى أن حالات فشل التهدئة لها ظروف معينة لكن الكل لا يريد الفشل.

وأضاف: إن العالم العربي لا يتحدث عن حماس بمستوى مصر ولا يريد العرب نشوب حرب الآن مع إسرائيل؛ لأنها لن تكون في مصلحة العالم العربي.

حسابات مصر لدعم غزة

ويتفق أكرم بدر الدين – أستاذ ومحلل العلوم السياسية – أن هذه ليست أول مرة يقوم فيها  الإسرائيليون بالاعتداء على غزة, ويطالب بضرورة تقديم الضمانات الكافية لعدم تكرار العدوان مرة ثانية قد يكون عن طريق تواجد قوات دولية أو نظام أمني يكفل للدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التدخل لو تجددت المواجهات مرة أخرى.

ويوكد على دور مصر الرائد للوقوف إلى جانب غزة بطرق غير مباشرة لأسباب إنسانية, وهذا أمر معتاد بين الدول في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والوصول إلى حل لتلك الأزمة لكن ليس هذا معناه الدخول في حرب أو التدخل عسكريا؛ لأن الحرب لها حسابات أخرى في ظل وجود معاهدة سلام دولية ملزمة للطرفين.

ويطالب حماس بتفكير قبل اتخاذ أي إجراء في الصراع الدائر وذلك لاستغلالها إسرائيل كمبرر للعدوان عليها, ويضيف: إن العلاقات بين الدول في استقبال اللاجئين لظروف الحرب مثل ما حدث مع تركيا في لجوء 170 ألف لاجئ.

 ويشير إلى أن ما يتم من وجود تنظيمات جهادية في سيناء هذا شأن داخلي لمصر وليس من شأن إسرائيل التدخل بقوات عسكرية وإسرائيل ملتزمة بمعاهدة السلام, وتعلم أن مصر لا تريد دخول حرب.

الدول العربية غارقة في قضاياها ولا تحيد عن الموقف الأمريكي

يقول محمد علي بلال – قائد القوات في حرب الخليج -: إن العمليات العسكرية التي تحدث في غزة جزء منها موجه ضد إيران كنوع من أنواع استعراض القوة من الجانب الإسرائيلي ومصر تقوم بواجبها العربي نحو غزة في تقديم المساعدات اللازمة وإدانة العدوان على غزة.

واستبعد بلال إمكانية تورط الجانب المصري والإسرائيلي في حرب جديدة نظرا لوجود معاهدة السلام بينهم برعاية أمريكية, ولأن ذلك لن يكون في صالح العرب والمنطقة أجمع, وذلك لعدم مقدرة أي دولة عربية على الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل أو تقديم دعم مباشر  لفلسطين من النواحي العسكرية أو السياسية, ويتم تدخل العرب في الشئون العربية بما يتلائم مع الدور والرؤية الغربية وليس ضدها بعكس مصر التي تتمتع بسياسة مستقلة ولديها قوة عسكرية.

عصر التتار

ويدعو محمد أبو غدير – أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر – الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للتوافق وينفي أن تحارب مصر من أجل غزة, ويؤكد أنه لا توجد دولة تحارب من أجل دولة أخرى ويمكن لمصر أن تقدم العون والمساعدات غير المباشر دون استخدام تحركات عسكرية وتتفهم إسرائيل الدور المصري المتعاطف مع غزة, وتعلم أن مصر لا تعتزم الدخول في صراع عسكري.

ويضيف: إن الدول العربية غارقة في قضاياها؛ حيث يشبه الوضع العربي الحالي الوضع العربي للدول العربية أيام التتار والمغول فكل عام أو شهر تسقط دولة وتدخل دول أخرى في مشاكل مفتعلة.

 

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023