أكد اللواء أحمد نجيب شرف – رئيس هيئة موانئ بورسعيد في حوار لـ« رصد الإخبارية» – أن الهيئة تلقت العديد من المشروعات الاستثمارية بميناء شرق بورسعيد، مشيرا أن مراحل تطوير الميناء الواعد تمر بخطوات ثابتةP حيث إن الهيئة تلقت نحو 160 مشروعا استثماريا، تقدم بها أصحابها من المستثمرين المصريين والعرب والأجانب؛ لإقامة تلك المشروعات بالمنطقة الصناعية اللوجستية، التي ستقام على مساحة 35 فدانا بالظهير العمراني للميناء، لرفع القيمة المضافة له خلال المرحلة المقبلة، مشيرا أنه لم يتم البت في تلك المشروعات حتى الآن لعدم وجود جهة حكومية واحدة ومحددة تكون مسئولة عن التعامل على منطقة شرق التفريعة «شرق بورسعيد»، والتيسير على المستثمرين؛ لسهولة التعامل معها ككيان مستقل, وقال: إن توحيد الجهة الإدارية أصبح أمرا مهما الآن لدفع وتفعيل المخطط العام لتلك المنطقة .
وأشار شرف أن الهيئة بموانئها الثلاثة (غرب بورسعيد ـ شرق التفريعة ـ والعريش) استطاعت رغم ظروف التشغيل الصعبة، أن تحقق عائدا أكبر من المستهدف لها ـ هذا العام ـ بنحو 8 % فقد بلغت صافي إيراداتها مبلغا قدرة 455 مليون جنيه، بزيادة قدرها 32 مليونا عن العام الماضي؛ حيث بلغ عدد تداول الحاويات بموانئ الهيئة نحو 4,1 مليون حاوية، منها مليون حاوية بميناء غرب بورسعيد " القديم " الذي بدأت مشروعات تطويره مؤخرا؛ كي يسمح باستقبال سفن الحاويات العملاقة الحديثة حتى سفن الجيلين الثامن والتاسع، القادمين.
ندرة الأراضي
وأضاف رئيس هيئة موانئ بورسعيد: إنه لن يتم التوسع على حساب المنشآت والمنافع العامة للمحافظة، فقد انتهت اللجنة التي شكلتها مؤخرا، وضمت عددا من المسئولين بالميناء، ومحطة تداول الحاويات به، إلى إمكانية التوسع الرأسي دون الخروج بأسواره إلى المناطق المحيطة بة وذلك بطريقتين، أولا: إعادة تنظيم الميناء الحالي من الداخل ، بالاستغلال الأمثل لمساحته الحالية ، وتجديد وإحلال المباني القديمة والآيلة للسقوط بداخله مثل مبنى الجمارك، وبناء مبان أخرى جديدة بارتفاعات رأسية. ثانيا: جلب المعدات والأوناش العملاقة لتوفير الخدمة الأرضية الحديثة على أرصفة الميناء، لافتا إلى أنه في ذات السياق، بدأت مؤخرا أعمال تجديد الأرصفة الثلاثة التجارية بالميناء، بتعميق غاطسها والوصول به من 14 مترا إلى 16,5 أمتار، بما يسمح برسو سفن الحاويات العملاقة من الأجيال الحديثة عليها.
وكشف عن الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة لرصيف السياحة الوحيد بالميناء، والذي بلغت تكلفته 850 مليون جنيه، لاستيعاب جميع أعداد الركاب والسياح، القادمين على السفن السياحية, مؤكدا أن مشروعات التطوير هذه من شأنها تخفيف الضغط المروري على المحافظة، نتيجة لتقليل زمن انتظار سيارات النقل والشاحنات بشارع عزمي "الرئيسي" الممتد خارج الميناء، والذي يربطه بشارع محمد علي ومنطقة الرسوة، ومنفذ الشاحنات جنوب بورسعيد .
عروض جديدة
أشار شرف إلى أن مسئولية التعاقد أو جلب خطوط ملاحية، أمر يخص المسئولين عن إدارة وتشغيل محطة الحاويات بميناء الغرب ولكننا كإدارة للميناء نسعى الآن لزيادة الموارد، بإنشاء مشروع غير تقليدي وتأسيس أول شركة لحفر وتكريك أرصفة الموانئ وصيانتها، خاصة بعدما حصلنا مؤخرا على موافقة د . محمد رشاد المتيني – وزير النقل – وستساهم هيئة موانئ بورسعيد فى تلك الشركة بنسبة 51 % ، فيما تشارك فيها هيئة قناة السويس بنسبة 14 % فقط ، بينما النسبة المتبقية من رأس المال وقدرها 35 % فستكون من نصيب شركة متخصصة من الشركات العالمية الأربعة التي تقدمت بطلبات المشاركة، وهم شركتان هولنديتان، وأخرتان من الصين، وتجرى حاليا دراسة عروض تلك الشركات لاختيار أفضلها .. وذكر أن هذه الشركة ستتم إدارتها، بشكل اقتصادي وبكادر خاص لإلحاق عمال الهيئة المتميزين للعمل بها، تشجيعا لهم وتحفيزا لذويهم.
إنشاء قناة جانبية جديدة
وأكد رئيس هيئة موانئ بورسعيد أن هناك مبدأ لا نحيد عنه وهو أن مصر تحترم كافة تعاقداتها السابق إبرامها مع أي جهة .. ومع ذلك فقد نجحنا مؤخرا وفي حضور لجنة مالية وفنية مشتركة من خبراء وزارة النقل وهيئة موانئ بورسعيد في زيادة المخصصات العائدة على هيئتنا من تلك الشركة بنحو 256 مليون جنيه طوال فترة امتيازها مع إلزامها بسداد 27 مليون جنيه بدلا من 15 مليون لإنشاء القناة الجانبية له، والتي ستمتد بطول 10,5 كيلو أمتار، وعرض 350 مترا، وعمق 18 مترا والتي من المنتظر طرح المناقصة الخاصة ببدء تنفيذها قريبا بهدف تقليص زمن تقديم الخدمة لسفن حاويات الترانزيت بذلك الميناء إلى أقل وقت ممكن، مما يساعد على زيادة حركة الإقبال عليه بالطبع .
وقال: إن حجم الحاويات التي يتداولها ميناء شرق التفريعة حاليا يبلغ 3,1 مليون حاوية سنويا، من المنتظر زيادتها إلى 4,5 ملايين حاوية سنويا بعد انتهاء كافة أعمال التطوير التي تقوم بها الشركة الأجنبية «SCCT» المحتكرة لامتياز تشغيله، لإطالة رصيف الحاويات الحالي إلى 2,4 كيلو متر، بتكلفة قدرها 500 مليون دولار على نفقة تلك الشركة .
بدو سيناء يحرسون الميناء
وقال: " أسندنا مهمة حراسة وتأمين منطقة شرق بورسعيد والميناء إلى شركة حراسة خاصة من أبناء البدو وعرب سيناء أنفسهم فهم أدرى بدروبها, وقد تولوا منذ الثورة وحتى الآن مهمة تأمين الميناء، وتأمين حركة شاحنات نقل الحاويات منه وإليه ضد أيه جرائم للسطو .
أوضح أنه لا يمكن التصرف في أي شبر بأراضي منطقة شرق التفريعة أو إعطاء أحد أي تراخيص لمزاولة أي نشاط بها؛ لأنه حتى الوقت الحالي لم تتحدد بعد الجهة السيادية المسئولة عنها، والتي تتولى تحديد طبيعة التعامل على أراضي تلك المنطقة, مؤكدا أنه ضد سياسة فرض الأمر الواقع، فلا بد من احترام هيبة وكيان الدولة مهما كانت الظروف.
هيئة مستقلة لموانئ سيناء .. متى؟!
واستطرد: "إنه آن الأوان، الآن لأن تكون هناك هيئة أيضا ميناء "نويبع" التابع لهيئة موانئ البحر الأحمرعلى أن تكون العمالة بتلك الهيئة الجديدة من أبناء وأهالي سيناء، فهذا أفضل بكثير على كافة الأصعدة .
وأضاف: إن القوات المسلحة بدأت منذ شهر يونيو الماضي فى أعمال تطوير ذلك الميناء المتخصص في تصدير المواد الخام من «الرمال، والحجر الجيري ـ والرخام ـ والفحم .. إلخ» .. من أرض الفيروز إلى العالم؛ حيث ستقوم بإطالة رصيف الميناء؛ ليصبح طوله 2,2 كيلو متر، وتعميق غاطسة إلى 13 مترا، مع بناء حاجزا للأمواج، وتتكلف تلك الأعمال نحو 400 مليون جنيه تتحملها القوات المسلحة.
وأعرب شرف: عن أمله في أن يتم تصنيع المواد الخام المستخرجة من سيناء، تصنيعا أوليا، قبل تصديرها إلى الخارج حتى تدر على الاقتصاد القومي أموالا طائلة بدلا من تصديرها كمادة أولية خاصة أن رمال سيناء تستخدم في صناعة أفخر أنواع الكريستال والبلور في العالم .