في حدث جديد من نوعه فوجئ المتابعون بزيارة مسئول مصري في مستوى رئيس الوزراء للشعب الفلسطيني، وأثناء القصف والدمار، لتعلن مصرُ موقفها بكل قوة ، بأنها تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني قلبا وقالبا، وأنها ترفض كل ما يقوم به العدو الصهيوني الغاشم من عدوان على غزّة، وتحذّر بلهجة شديدة الاحتلال الغاصب من استمرار هجماته الوحشية على غزة.
واعتبر كثيرون أن زيارة الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء المصري، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، "تطورا نوعيا غير مسبوق" في ردود الفعل المصرية تجاه الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين ودول الجوار، مما سيعطي لمصر ثقلا إقليميا ويوجّه رسالة لإسرائيل تسهم في منع تفاقم العدوان.
موقف مصر في حرب الفرقان "عار" و"خزى"
وطيلة الأعوام الماضية، كان لمصر ردُ فعلٍ سلبيٌ على العدوان الصهيوني، وهجوم شديد على المقاومة، وكان واقع الحال انتفاض الشعب فقط، وليس كل الشعب، لأجل وقف الهمجيّة الوحشية على فلسطين،والذي قد يقابل باعتقال من السلطات المصرية، وعلى الجانب الآخر كان المسئولون المصريون لا يحركون ساكنا تجاه ذلك.
وإذا عدنا إلى حرب الفرقان عام 2008، التي شنّها الكيان الصهيوني على أراضي غزة، والتي باءت بالفشل من ناحية الكيان الغاصب، وأحرزت فيها حركة حماس نصرا مؤزرا ـ رغم الضحايا ـ ، وإذا فتشنا عن الدور المصري في تلك الحرب، سنجد أنه كان دورا هشّا، إن لم يكن معاديا للجانب الفلسطيني ومتواطئا مع الجانب الصهيوني، حيث قام أحمد أبو الغيط ، وزير الخارجية المصري في ذلك الوقت، بلوم حماس، وتحميلها مسؤولية ما يحدث في غزّة، حيث قال- في تصريح لوكالات الأنباء- "قامت مصر بتحذير حماس منذ فترة طويلة بأن إسرائيل ستقوم بالرد بهذا الأسلوب" كما أضاف قائلاً: "فليتحمل اللوم هؤلاء الذين لم يولوا هذا التنبيه أهمية" قاصداً حماس.
"قنديل" و"أبو الفتوح" في قلب الأحداث
وصفوه بالأسد في العرين، وهو يقول : "مصر تغيرت والجرائم الارهابية على الشعب الفلسطيني غير مقبولة ويجب وقفها فورا"، ذلك هو الدكتور هشام قنديل- رئيس وزراء مصر- والذي قدم إلى غزة رغم ما فيها من قصف، ليعلن دعم مصر الكامل للشعب الفلسطيني.
لم ينس الدكتور هشام قنديل أن يؤكد أن مجيئه لم يكن إلا دعما للشعب الفلسطيني، الذي يقدم الشهداء والأبطال ليحصل على حريته، مشددا على أن مصر الثورة تقف بجانب أبنائها في فلسطين حتى يستردوا حقوقهم المشروعة، فزيارتي لغزة ليست مجرد إظهار للدعم السياسي، لكنه دعم على الأرض"، وكان في ذلك رد على من قالوا إن زيارته لغزّة بهدف التفاوض مع الكيان الصهيوني.
وكانت كلمة الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح معبّرة أشاد فيها بموقف الرئيس محمد مرسى في التحرك سريعا بجانب إخوانه في فلسطين, مناشدا العالم أجمع أن يقف موقفا يحول بين هذا العدو الغاشم واستمرار قتل الأطفال والنساء والشيوخ العزَّل.
إشادة حمساوية بموقف مصر
وعلى الجانب الآخر، أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية بموقف مصر، مشيرا لهذه الزيارة، مطالبا العالم العربي أن يتخذ من موقف مصر مثالاً للتعامل مع الوضع فى غزة.
وأعرب عن تحيته وتقديره لموقف رئيس الجمهورية المصرية الرئيس محمد مرسي، مؤكدا أن هذه الزيارة تعدّ رسالة إلى الشعب الفلسطيني بأنّ الشعب المصري وحكومته وقيادته مع أبناء غزة".
فخر وعزة تنتاب المصريين عقب الزيارة
وكغيره من الأحداث لم يترك نشطاء الفيس بوك تلك الحدث يمر مرور الكرام، بل أشادوا به فعلقت أحداهن قائلة: "لم أتمالك دموعي وأنا أرى مصر الجديدة برئيس وزرائها على أرض غزة وهى تحت القصف لا يهاب ولم يتمالك هو دموعه أمام الكاميرات من هول المجازر التي يراها .. أفخر أننى مصرية ورئيس دولتي محمد مرسي".
وعلق آخر قائلا: "بصراحة أنا مبسوط جدا، النهاردة بوادر الخلافة تظهر والله في الأفق من بعيد بدايتها تجمع زعماء الأمة في مصر وغزة اليوم .. اللهم لك الحمد ".
خطوات طيبة لدعم غزة
ووصف تعليق أحدهم الهدف الحقيقي من زيارة "قنديل" و"أبو الفتوح" لغزة، ليرد على المشككين في تلك الزيارة ويقولون إن وراءها أطماعا، حيث قال: "لا أعتقد أن إسماعيل هنية لديه بترول، أو أنه سيقوم ودولته الصغيرة بعمل استثمارات في مصر تجعل رئيس الوزراء المصري يطمع في مصلحة مادية ما وراء زيارته في تلك الظروف، ولا أعتقد أن هناك انتخابات رئاسة قريبة تجعل الدكتور أبو الفتوح يقوم بعمل "بروباجندا" إعلامية بزيارته الآن لغزة".
وتابع قائلا: "ما يحدث هو خطوات طيبة لدعم إخوة مبتلين كانوا قبل عامين يقفون على المعابر بأوامر من رئيس حكومة سابق يقال له نظيف".
متظاهرو التحرير: "زيارة غير مسبوقة"
وفى ميدان التحرير لم يترك المشاركون فى جمعة "نصرة غزة" تلك الزيارة دون أن يعلقوا عليها، حيث ووصف عدد من المشاركين الموجودين في ساحة ميدان التحرير، زيارة قنديل لغزة اليوم بأنها "غير مسبوقة"، وبأنها "رسالة تحمل تضامن الشعب المصري للفلسطينيين" في هذا التوقيت التي تتعرض فيه غزة للعدوان الصهيوني.
كما أشادوا بقرار الرئيس محمد مرسي بسحب السفير المصري، والرسالة شديدة اللهجة التي وجهها للسفير الصهيوني بتل أبيب، لإدانة العدوان الصهيوني على غزة.