دعا الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، الأحد، «حركة النهضة» إلى التوافق معه وإنهاء توافقها القديم مع حزب «نداء تونس»، استعدادا للانتخابات العامة المقبلة، ناصحا الحركة بالسير معه ليأكلا سويا «التمساح» قبل أن يأكلهما.
كان المرزوقي يتحدث اليوم في مؤتمر شعبي بمدينة صفاقس (جنوب) إحياءً للذكرى الخامسة للمصادقة على الدستور الجديد لتونس، في 27 يناير 2014.
وتوجه المرزوقي إلى حركة النهضة (68 مقعدا بالبرلمان من إجمالي 217 مقعدا) قائلاً: «إلى أصدقائي في حركة النهضة، ما الذي يجمعكم بمن توافقتم معهم؟ (في إشارة لحزب نداء تونس)»، مضيفا: «أنتم إنما تغذون تمساحا اليوم سيأكلكم غدا في آخر لقمة».
وتابع المرزوقي: «أنصح أصدقائي في حركة النهضة أن يسيروا معنا لنأكل التمساح بدل أن يأكلنا».
محمد دحلان في زيارة غامضة إلى تونس.. ماذا يفعل؟
Publiée par شبكة رصد sur Samedi 18 novembre 2017
واعتبر المرزوقي أن «هذا (التوافق القائم بين «النداء» و«النهضة») يترك التونسيين بدون أفق وأنا أقول للتونسيين الأفق هو 2019 (الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة) والتغيير يكون داخل المنظومة الديمقراطية بجموع المواطنين».
وتابع خطاب: «إلى أصدقائي اليساريين ..عدوكم الحقيقي هو الفقر و ليس الإسلام والإسلاميين».
وبخصوص الجدل المثار في البلاد حول استغلال فرنسا للثروات الطبيعة الباطنية في تونس، قال المرزوقي: «الثروات الطبيعية ملك للشعب التونسي ونحن سنسترجع هذا الملك من لوبيات الفساد والنهب».
كانت «هيئة الحقيقة والكرامة» (دستورية/مستقلة) نشرت، منتصف مارس 2018، وثائق تتعلق باتفاقيات أُبرمت في 1955، تتيح لفرنسا استغلال الثروات الباطنية من نفط وملح وماء وفوسفات، لا تزال سارية حتى يومنا هذا.
في سياق آخر، انتقد المرزوقي مشروع القانون الذي دفع به الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي للبرلمان من أجل المساواة بين الجنسين في الإرث، قائلا: «أنا مع مقدسات الشعب، لا مع مقدسات بشرى بالحاج حميدة»، في إشارة إلى رئيسة اللجنة الرئاسية التي أشرفت على إعداد مشروع القانون.
واختتم حديثه بالقول: «سأركز حزبي (حراك تونس – 4 نواب في البرلمان) في المستقبل على أربعة نقاط هامة في تونس وهي التنمية والتعليم والنظام السياسي والتغير المناخي».
وفي وقت سابق اليوم، شهدت تونس الإعلان عن تأسيس حزب «تحيا تونس»، المقرب من رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، استعدادا للانتخابات التشريعية والرئاسية المقرر إجراؤها الخريف المقبل.
ويقول مراقبون إن الشاهد يقف خلف تأسيس الحزب، بعد أن تعمق الخلاف بينه وبين المدير التنفيذي لـ«نداء تونس»، حافظ قايد السبسي، نجل رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي.