تطرقت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها السابق إلى أزمة جامعة النيل، قائلة إن تلك الجامعة هى ضحية التغيير السياسي فى مصر، وأوضحت الصحيفة أن طلاب وأساتذة تلك الجامعة يحاربون من أجل استعادة مبانيها التي تم تسليمها للدكتور أحمد زويل من أجل مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وقاموا بإقامة أربعة دعاوى قضائية، وحشدوا مسئولين وأقاموا احتجاجات من بينها اعتصام في الجامعة قامت الشرطة بفضه بالقوة في سبتمبر الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطلاب يحضرون محاضراتهم في الخيم التي أقامها المحتجون، فيما يمثل أحدث محاولة من جانبهم للفت الانتباه للمحنة التي يعيشونها، وفى صباح أحد الأيام قام أستاذ هندسة الكمبيوتر محمود علام بالتدريس لطلابه داخل إحدى الخيم بالاستعانة بشاشة مونيتور موضوعة على كرسي بلاستيك، وقال إن الجامعة منحت ثلاث درجات ماجستير بعد إمتحانات شفوية عقدت في المخيم.
ويقول "علام" الذي درس في الولايات المتحدة، وكان من الفريق الذي أشرف على تطوير جامعة النيل وبناء حرمها الجامعي إلى أن الجامعة كانت حلما لكل المشاركين في بنائها، فأعدنا الأكاديميين المصريين الذين كانوا يدرسون في أمريكا وكندا وأردنا خلق جوهرة جديدة في الشرق الأوسط لتكون مركزا للتميز والتكنولوجيا، وفى خمس سنوات تخرج 300 طالب والذين هم الآن في جميع أنحاء العالم يدرسون الدكتوراه.
ويتابع علام قائلا: "أخذنا صفوة خريجي الجامعات المصرية، وحصلوا على منح دراسية كاملة وتم تعليمهم على أعلى مستوى، مشيرا إلى أن الجامعة كانت قد استقطبت أفضل العقول المصرية المهاجرة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وريادة الأعمال وقد جاءوا جميعا تحت شعار دعونا نفعل شيئا جيدا لبلدنا".
وأضاف أنها استطاعت في زمن وجيز فتح أفق أمام طلابها ليؤسسوا 15 شركة لينتجوا ويسوقوا من خلالها مبتكراتهم التي توصلوا إليها عبر الدراسة والبحث بالجامعة
ولفتت الصحيفة إلى أنه من بين المشكلات التي تواجهها جامعة النيل هو عدم وجود قانون يسمح بتأسيس جامعة خاصة لا تسعى للربح عندما بدأت جامعة النيل، حيث إن هذا التشريع تم الانتهاء منه قبل فترة قصيرة من الثورة، وكانت جامعة النيل في المرحلة النهائية لتقنين أوضاعها عندما سقط مبارك.
ورغم أن زويل عرض ضم كلية النيل وطلابها إلى مشروعه في مدينة زويل بشرط اختفاء اسم الجامعة وهويتها، إلا أن مجلس إدارتها رفض قائلا إن مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا لا تزال تفتقد أي وضع قانوني
ذكرت الصحيفة أن سجل مصر سيء في مجال البحث العلمي بما يعنى انه كان من المتوقع الاهتمام بكيان أقام شراكات مع جهات مثل امبريال كوليج بانجلترا وجامعة نورث ويسترن بأمريكا ومعامل بيل وغيرها كما انه كان من المتصور أن ينشىء الدكتور زويل – الحائز على جائزة نوبل في العلوم – مشروعه هو على أرض جديدة
كما نقلت الصحيفة عن مسئول بالنيل القول بأن الجامعة رغم الصعاب القاسية استطاعت أن تستقبل دفعة جديدة من الطلبة هذا العام
ونوهت إلى فوز طلبة من النيل في مسابقات ميكروسوفت وجوجل وغيرها متفوقين بذلك على نظراء من شتى أرجاء العالم