رأت المختصة في الشؤون العربية في صحيفة «يديعوت أحرنوت» للاحتلال الإسرائيلي، شمريت مئير، أن السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان، حتى وإن تمكنا من تجاوز أزمتهما في قضية مقتل خاشقجي، فلن يكونا كما كانا قبل.
وعقبت الكاتبة، على خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفة أن آلة الدعاية التركية والقطرية، نجحتا في تصدير قضية خاشقجي، وتبعتها وسائل الإعلام الدولية، لتبقيها بالعناوين الرئيسية لها، ما يتعين على أصحاب القرار كالرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية ميركل، والرئيس الفرنسي ماكرون، أن يجيبوا عن الأسئلة المطروحة حول القضية، التي بدلا من أن تندثر، فإنها تتضخم بشكل أكبر بشكل مدار من تركيا إعلاميا.
وأضافت، أنه من الجانب الآخر، يحاول ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، العودة إلى حياته الاعتيادية، ويظهر للعالم أن هذه الأزمة على الرغم من حدوثها إلا أنها ليست وجودية، معرجة على سلوك ابن سلمان في ظهوره في مؤتمر الاستثمار الاقتصادي في الرياض، وتعزيته لنجل خاشقجي بمقتل أبيه.
ومثّلت الكاتبة فى جريدة الاحتلال الإسرائيلي، تصرفات ابن سلمان، كأنه مأخوذ من فيلم «سوبرانوس»، وهو مسلسل دراما وجريمة تدور أحداثه حول رجل المافيا الذي يواجه الصعوبات وهو يحاول الموازنة في المتطلبات المتعارضة بين بيته والمنظمة الإجرامية التي يترأسها، حيث ظهر ابن سلمان الذي بدا على وجهه الجدية لتتبدل بسرعة إلى ابتسامات، وكذلك صور السيلفي مع المعجبين الشباب.
وتابعت، بأنه على الرغم من تلك الابتسامات لابن سلمان فإنه من المرجح حتى وإن نجح في تجاوز الأزمة، فإنه لن يكون ذلك الشخص ذاته، وكذلك السعودية، لن تكون كما قبل.
وأشارت إلى أن ما نتج عن حادثة مقتل خاشقجي، أبرز المكانة السيئة للسعودية، فإن كانت الدول الغربية حاولت مرات عدة، تغليف علاقاتها المنفعية مع السعودية بالأقوال عن مساهمتها في الاستقرار الإقليمي، إلا أنها زالت الأقنعة عنها الآن.
وأضافت، أن الرئيس الأميركي ترامب، ما زال يتحدث بلغة الأرقام، وإلى جانبه الرئيس الفرنسي ماكرون والذي يتحدث عن العلاقات المصلحية، إلا أن ألمانيا أعلنت عن تعليق بيع السلاح للسعودية بسبب الحادثة، إلى جانب بعض الدول ذات علاقة بالسعودية، التي تفضل تأجيل قرارها حول القضية قدر الإمكان.
ولفتت إلى أن عددا غير قليل ألغوا مشاركتهم في المؤتمر الاقتصادي في الرياض، على الرغم من مشاركة البعض، مثل الروس، الذين يفضلون مصالحهم الشخصية، ودول أخرى أعلنت تضامنها مع السعودية، إلا أن الرياض أمام المعطيات التي تمر بها كمركز إصلاحات اقتصادية واجتماعية في المنطقة العربية، لن يغير ذلك من الضرر الهائل الذي ألحق بها.
ونقلت الصحيفة، عن مصدر أميركي وصف ابن سلمان بـ«الولد الذي يتعلم»، وكلا من السعودية والإدارة الأميركية الحالية بأنهما «يدفعان أجر التعليم»، وأن من أكثر المتضررين في القضية هو جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي، الذي عني بتنمية العلاقات بين الاحتلال والسعودية، والتي من المفترض أن تكون البنية الأساسية لـ«صفقة القرن»، مشيرة إلى أنه لو انتعش ابن سلمان سياسيا، فمن المشكوك جدا أن يستطيع إكمال مخططه وتمريره على الفلسطينيين، أمام آلة الدعاية التي يديرها الإخوان المسلمون وقطر.