بدأت حمى الإضرابات عن الطعام تتفشى بقوة داخل أغلب القطاعات الحيوية بمحافظة سوهاج, وذلك بعد إدراك أصحابها أن الأساليب المتبعة سواء بالاعتصام أو التظاهر أو حتى اللجوء أحيانا لقطع الطرق.. لم تأت بفائدة ملموسة.
ويقول الأهالي: إن التعاطي الخاطئ من قبل بعض المسئولين الحكوميين بالمحافظة مع مطالبهم اضطرهم للدخول في عملية الإضراب عن الطعام؛ حيث يستجيب المسئولون عن هذه المصالح والمؤسسات للمطالب؛ خشية المسائلة القانونية في حال تعرض حياة المضربين للخطر، وأصبح الأمر بمثابة سنة سيئة يلجأ إليه كل صاحب مطلب فئوى لضمان تحقيق مطلبه.
إضراب 4 معلمين
واستقبلت أمس مستشفى طما المركزي 4 من معلمي اللغة العربية على درجة «خبير معلم» بعد أن دخلوا في إضراب عن الطعام, ردا على قرار نقلهم والذي وصفوه بالتعسفي على حد تعبيرهم فقد تم نقل ثلاثة منهم من مدرسة مشطا الثانوية الصناعية إلى مدرسة طما الثانوية بنين وهم:- توني يحيى محمد – قرية الرياينة معلم لغة عربية – ومحمود إبراهيم محمد – قرية نزلة عبد الله, معلم لغة عربية -, وعصام سليمان – قرية سلامون, معلم لغة عربية – أيضا ونقل آخر من مدرسة التجارة الثانوية إلى مدرسة طما الثانوية للبنين, وهو أبو الفتوح شيمي حسن – معلم لغة عربية -.
ويؤكد «أبو الفتوح شيمي» – مدرس لغة عربية وأحد المضربين – بقوله: إن المنظومة التعليمية ينبغي أن تقوم على الاختيار وليس الإجبار, ففي حين أنه ليس له رغبة في الذهاب لمدرسة طما الثانوية للبنين؛ لأنه مستريح مع زملائه منذ عدة سنوات يؤكد أن موجه اللغة العربية ليس له حق في أن يكرهه للانتقال إلى مكان لا يرغبه مع أنه في إجازة مرضية لإجراء عملية جراحية, ولم يراعوا ذلك وقاموا بإخلائه إداريا ونقلوه إلى مدرسة طما الثانوية للبنين.
14 فنيا
في الوقت نفسه وبجوار عنبر المعلمين المضربين يرقد منذ ما يزيد عن أسبوع 14 فنيا مضربين عن الطعام ممن انتهى عقدهم مع شركة «الجيزة للكهروميكانيكا» ويرغبون في إلحاقهم بشركة مياه الشرب بسوهاج أسوة بزملاء لهم في بعض العمليات.
على الجانب الآخر يعتزم أهالي الفنيين المضربين الدخول معهم في إضراب عن الطعام بعد علمهم من الأطباء أن الاستمرار في الإضراب قد يعرض أبناءهم للإصابة بالفشل الكلوي لارتفاع نسبة البولينا في الدم من عدم تناول الأغذية اللازمة للدم هذا ويريد أهالي المضربين أن يشكلوا مزيدا من الضغط السريع على الجهات التنفيذية للاستجابة لمطالب المضربين قبل تعرض حياتهم للخطر.
فشل الطرق القانونية
ويذكر «توني يحيى محمد» – أحد المعلمين المضربين – أنهم اتخذوا جميع الوسائل القانونية منذ ما يقرب من شهر ضد قرار نقلهم من مدارسهم دون أدنى استجابة من أحد مما دفعهم للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام لحين تحقيق مطلبهم وهو الاستمرار في مدرسة مشطا الثانوية الصناعية.
ويضيف «عصام سليمان» – معلم خبير وأحد المضربين -: إنه تعرض للظلم أكثر من مرة فهو يعتبر أقدم معلم في مدرسة طما الثانوية الصناعية فقام موجه اللغة العربية بعمل إخلاء لي من المدرسة, وترك فيها من هو أحدث مني في التعيين والترقية لسبب لا أعلمه حتى الآن وبعد أن بلغت مرضى قام بإخلائي إداري من الثانوية الصناعية إلى الثانوية التجارية ثم قام بإخلائي إداريا مرة أخرى من الثانوية التجارية إلى الثانوية بنين, وأنا حتى الآن في إجازة مرضية.
حقوق الإنسان
هذا ويتساءل محي عز الدين – إمام وخطيب، شقيق أحد المضربين – عن الدور المفقود لمنظمات المجتمع المدني ومنظمة حقوق الإنسان, وهذا الصمت المطبق, والذي يخلف وراءه هؤلاء الشبان الذين وضعوا حياتهم في كفة ورزقهم في كفة أخرى.
من ناحيته أكد محافظ سوهاج خلال زيارته لهم أن لهم على الدولة حق العلاج وليس لهم حق التعيين كما شن هجوما عنيفا على محاميهم, واصفا إياه بالمحرض, وتساءل: هل للعاملين مع مقاول في بناء مستشفى حق العمل بها، الأمر الذي وصفه المضربون بالموقف السلبي على حد تعبيرهم.
كلمة السر
فيما تستمر جهود مستمرة من قبل الدكتور محمد المصري – الأمين العام للحزب الحرية والعدالة بسوهاج – لاحتواء الأزمة مع محافظ سوهاج واللواء محمود نافع – رئيس مجلس إدارة شركة المياه بسوهاج – للوصول معه لحل يحول دون استمرارهم في الإضراب.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور محمد المصري أصبح كلمة السر في مثل تلك الحالات فأينما وجدت الأزمات تواجد لحلها والتنسيق بين أطرافها ليل نهار.
ومن ناحيتهم أبدى المضربون استعدادهم لإنهاء الإضراب في حال حصولهم على تعهد كتابي من شركة المياه ومحافظ سوهاج بالاستعانة بهم في أول مسابقة يتم طرحها في المحافظة إلا أن شركة المياه أوردت شرط «طرح مسابقة للعمل في وحدة معالجة مياه سلامون», الأمر الذي رفضه المضربون واعتبروه التفافا عليهم لعلمهم استحالة حاجة محطة واحدة لـ14 فنيا مهما حدث.
المسئولون في حيرة
ومع كل هذا يترقب الشارع السوهاجي ما سوف يتمخض عنه إضراب هؤلاء إما الاستجابة لهم مما يؤكد مزيدا من حالات الإضراب عن الطعام المنتظرة أو تركهم هكذا مما يعرض حالتهم الصحية للخطر الأمر الذي يساعد كثيرا في زعزعة المحافظة ككل, وأصبح المسئولون في سوهاج بين شقي رحى، أما الرضوخ لمطالب المضربين عن الطعام وبذلك يرسخون لمبدأ يصبح سبيل لكل من يريد أن يضغط على المسئولين, وأما أن يرفضوا ويتحملوا ما سوف يحدث لهؤلاء المضربين.