لم تنج محافظة بني سويف كغيرها من محافظات مصر بعد الثورة من ظاهرة التعدي على الأراضي الزراعية؛ حيث تحولت آلاف الأفدنة المزروعة في محافظة بني سويف إلى مناطق سكنية في غياب الرقابة إما إهمالًا أو خوفًا من بطش المخالفين في غياب كامل للسلطات الأمنية للمحافظة.
وتعتبر مهنة الزراعة من الأنشطة الرئيسية ببني سويف، فيبلغ إجمالي الزمام المزروع (265 ألف فدان) وقد قام بعض الفلاحين في فترة ما بعد ثورة يناير بمخالفة القانون والبناء على الرقعة الزراعية لعدة أسباب، فإلى متى تستيقظ المحافظة لإزالة هذه التعديات التي فاقت الحدود ؟!!
غياب الأمن
في البداية، قال أحمد سعيد، من أبناء المحافظة: إن "كل ما نعانيه من مشاكل بسبب الغياب الأمني الملحوظ في الفترة الأخيرة، لذا كان من السهل على الجميع أن يحول قطعته الخضراء إلى مناطق، وعلى رأى المثل: إن غاب القط .. العب يا فار.
الزيادة السكانية
أكد ياسر عمر، مواطن، أنه عندما زاد معدل السكان توجه بعض الفلاحين للبناء على الأرض الزراعية لتوفير المسكن له ولأولاده، مضيفًا أنه رغم أن " بني سويف" من أكثر المحافظات التي تحتوى على رقعة صحراوية تمتد إلى البحر الأحمر، إلا أنه لم يتم استغلالها والكل يتساهل ويبني على أراضيه الزراعية.
انعدام مياه الري
أكد مبروك الدسوقي، عضو بـ6 أبريل، أن بعض الفلاحين يلجئون إلى البناء على أراضيهم نظرًا لعدم الفائدة منها لعدم وصول مياه الري إليهم، وقد شهدت مصر انقطاع مياه الري عن الفلاحين بكثرة خلال الفترة الأخيرة مما أدى إلى هلاك محاصيلهم وعدم تعويض الدولة لهم.
الجهل بفضل الأرض الزراعية
يقول محمد سيد، مدرس تاريخ: "لم يهتم الفراعنة بشيء أكثر من نهر النيل والأراضي الزراعية الخصبة حوله، فالنيل أصل الزراعة وحيث إنهم كانوا يحتفلون بالنيل كل عام ويلقون فيه أجمل النساء تعظيمًا وتكريمًا له لأنه صاحب الفضل لما هم فيه، ويأتي الإنسان في هذا العصر وقد لوث النيل بمخلفاته وبوّر الأرض الزراعية لشهواته المالية وجهله بعظمة هذه الأرض التي لا تقدر بثمن، وكما يقول المثل "الفراعنة عبدوه وسكان اليوم دمروه" .
ثقافة شعب
وأكد المهندس صابر عبد الفتاح، وكيل وزارة الزراعة ببني سويف، "أن التعديات على الأراضي الزراعية أصبحت ثقافة شعب ونحن نراها تحدث كل يوم، واستغل بعض الناس مناسبة العيد للتعدي على البناء على الأرض الزراعية حيث يتم تحرير محضر ويتم الإزالة الفورية طبقًا لقرار المحافظ".