أكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن طائرات التحالف في سوريا، رغم تصريحات المسوؤلين عن أن ضرباتها دقيقة إلا انها مازالت تواصل قتل المدنيين، فبعد هجوم «تنظيم الدولة» على الرقة في سوريا، شكلت الولايات المتحدة تحالفا من فرنسا وبريطانيا وحلفاء محليين، وشنوا آلاف الغارات الجوية بجانب عشرات الآلاف من قذائف المدفعية، وهي الضربات التي ألحقت دمارا هائلا بالمدينة.
وأكدت الصحيفة، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنه رغم عدم معرفة أعداد المدنيين الذين قتلوا بالضبط، إلا أنه من المتوقع أن تكون أرقاما ضخمة، رغم إصرار التحالف على دقة ضرباته، غير أنها ليست دقيقة بالفعل، بحسب تأكيد الصحيفة، التي أشارت إلى أن العالم أجمع شاهد بعينه الدمار الهائل الذي لحق بالأبنية والمرافق والخدمات، موضحة أن التحالف يستخدم قنابل ضخمة للغاية، القنبلة الواحدة كفيلة بإزالة مبنى بأكمله، إلى جانب المدفعية ذات التأثيرات واسعة النطاق.
ويؤكد قادة التحالف دائما على أنهم يعملون بكل كد لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، موضحين أنهم يرسلون طائرات دون طيار لتصوير الأهداف قبلها بحوالي 90 دقيقة للتأكد من الهدف بالضبط.
إلا أنه وفقا للصحيفة فإن مراقبة الهدف لم تمنع وقوع قتلى بين صفوف المدنيين، القاطنيين في الأدوار السفلى من المباني، والذين كانوا يعتقدون أن لديهم فرصة في البقاء أحياء إذا ما اختبأوا في الأسفل، لكن للأسف فشلت توقعاتهم بحسب الصحيفة، موضحة أنهم لا يختبأون خوفا من هجمات «تنظيم الدولة» بل خوفا من غارات التحالف.
وأشارت إلى أنهم لا يخرجون من مخابئهم إلا بحثا عن الطعام والماء، وهو ما يفعله المدنيون في العالم عندما يكونون تحت حصار وفي حالة حرب، وهذا ما سيفعله البريطانيون أيضا، إذا ما اندلعت حرب في بريطانيا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن جميع المدنيين الذين تحدثت معهم، اتفقوا على سعادتهم بهزيمة «تنظيم الدولة»، إلا أنهم تساءلوا عن حال ووضع مدينتهم وأقاربهم الذين قتلوا أو أصيبوا في غارات التحالف، موضحين أن التحالف لا يزال يشن الغارات باستمرار رغم هزيمة التنظيم، وهو ما أكدته من قبل منظمة العفو الدولية.
وكان التحالف رفض نتائج سابقة تحدثت عن ارتقاع أعداد قتلى المدنيين في سوريا، موضحة أنهم أنكروا كلية سقوط أعداد مبالغ فيها من المدنيين، إلا أن الصحيفة أكدت أنه أثناء زيارة مراسليها للرقة ومواقع عمل القيادات العسكرية، لدراسة أنماط الاستهداف، تمت مقارنة الأدلة بشهادات الناجين والشهود الذين تمت مقابلتهم، وتوصلت لصدق رواياتهم.
وأوضحت الصحيفة أن العمل على تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين خلال الحروب، ليس فقط عملا جيدا، بل هو قانون أيضا، موضحة أنه بدون إجراء تحقيقات سليمة وشفافة فإن الامتثال لقوانين الحروب ضرب من المستحيل.
ففي الرقة تأكدت الصحيفة، أن المسؤولين العسكريين الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين لم يقوموا بزيارة أي موقع من المواقع التي تم استهدافها للوقوف على حقيقة الأمر، والتأكد من عدم وجود وفيات أو إصابات بين صفوف المدنيين.
وكانت منظمة العفو الدولية حثت أعضاء التحالف من قبل، على إجراء تحقيقات نزيهة وشفافة وشاملة في الحوادث التي يُزعم أن مدنيين قُتلوا فيها، بجانب الاعتراف علنا بحجم وخطورة فقدان أرواح الأبرياء وتدمير ممتلكاتهم المنزلية والبنى التحتية ومرافق الخدمات، موضحة أن أقل ما يمكن أن يُقدم لهم هو العدالة.
https://www.theguardian.com/commentisfree/2018/jun/05/british-us-airstrikes-raqqa-civilians-killed