وقّع نواب برلمانيون أردنيون وقطريون أمس الأحد مذكّرة مشتركة تطالب رئيس وزراء الأردن «هاني الملقي» بإعادة التمثيل الدبلوماسي في قطر إلى مستواه الطبيعي؛ ما يعكس موقف الملك عبدالله الثاني من إجراءات قطع العلاقات مع الدوحة.
وفي ذلك، يعتقد الدكتور محمد مختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية بجامعة حمَد بن خليفة في قطر، أنّ «ملك الأردن لم يكن مقتنعًا بقطع العلاقات مع قطر أصلًا؛ وما فعله من تخفيض التمثيل مجرّد إجراء شكلي مجاملة للسعودية».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ انسحاب الأردن من فكرة «جورج نادر» لتشكيل حلف «إسرائيلي عربي» في دول قمة اليخت، ورفضه مجاراة السعودية والإمارات في تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن؛ يدلان على حصافة سياسية كبرى، وأظنّ أنّ المبادرة البرلمانية الأردنية الجديدة تمهيدٌ لاقتراب أكثر مع قطر، وابتعاد أكثر عن دول الحصار.
وتابع أنّ المستوى الرفيع وغير الاعتيادي لتمثيل الأردن في قمة إسطنبول الإسلامية بشأن القدس، مع غياب قادة معسكر صفقة القرن (السعودية ومصر والإمارات)؛ يدلان أيضًا على أنّ الأردن بدأ يقترب أكثر من المحور التركي القطري، وأرى أنّ إعادة العلاقات الكاملة بين الأردن وقطر مسألة وقت لا أكثر.
«نحن بخير»
من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية «لولوة الخاطر»، إنّ «الحصار الجائر لم يعد قائمًا بعد مرور عام عليه، وما بقي منه الشعور بتقسيم العائلات ومفاقمة الخلافات وزعزعة منظومة الأمن الإقليمي».
وأضافت، في برنامج «نحن بخير» على إذاعة قطر، أنّ بلدها تمكّنت من تحويل الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى انتصار؛ فـ«قطر لجأت إلى الدبلوماسية الهادئة والصدق والمصداقية في التعامل، وقلبت الأمور لصالحها، وكسبت مصداقية الدول، كما أصبحت شريكًا يعتمد عليه على المستوى الدولي».
وتابعت: «دول الحصار اليوم في حالة تخبّط، وهم يعلمون أنهم ليسوا على حق وأنهم في الوقت الذي يرمون به دولة قطر بالاتهامات يرتكبونها، وهم متورطون في زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن».