يبدو أن دور جاريد كوشنر لم ينتهِ في البيت الأبيض، خاصة بعدما خسر صهر الرئيس دونالد ترامب وكبير مستشاريه، حق الاطلاع على المعلومات المصنفة سرية للغاية في البيت الأبيض، حيث كان على رأس الوفد الأميركي بصحبة زوجته إيفاتكا ترامب في افتتاح سفارة أميركا في القدس.
ويطرح هذا الأمر تساؤلات عدة حول ما إذا كان دور كوشنر قد انتهى أو لم ينتهِ، لا سيما بعد التقارير التي تحدّثت عن محاولة أربع دول، الصين والمكسيك والإمارات وإسرائيل، التأثير على عمل كوشنر.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية من بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ترافقه زوجته إيفانكا، وصلا ظهر اليوم الأحد إلى مطار بن جوريون بتل أبيب، استعدادا للمشاركة في حفل افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس غد الاثنين.
ومن المقرر أن يحضر 800 شخص حفل تدشين السفارة الأميركية في القدس بينهم وفد من البيت الأبيض، وسيترأس مساعد وزير الخارجية جون سوليفان الوفد الأميركي.
ونشر البيت الأيض قائمة بأسماء الوفد الرئاسي الذي سيتوجه إلى القدس، وفي مقدمه ابنة ترامب إيفانكا وصهره ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر، إضافة إلى المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات ووزير الخزانة ستيفن منوتشين.
دوره في الشرق لأوسط
وكوشنر المتزوج من إيفانكا ترامب، الابنة البكر للرئيس ومستشارته، كلف خصوصا بملف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وكان يطّلع على المعلومات والوثائق البالغة السرية في البيت الأبيض مع أنه لا يمتلك إلا تصريحا أمنيا مؤقتا.
ولكن البيت الأبيض قرر إعادة النظر بالإجراءات المتبّعة بعدما تبيّن أن مستشارا آخر للرئيس عمل عن قرب مع ترامب في المكتب البيضاوي طيلة أشهر من دون أن يكون لديه دون تصريح أمني كامل.
وهذا المستشار، هو روب بورتر، وكان يتمتع بحرية الوصول يوميا إلى المكتب البيضاوي ويطّلع على وثائق بالغة السرية، قبل أن يضطر أخيرا للاستقالة من منصبه؛ إثر اتهامات بأنه كان يضرب زوجتيه السابقتين.
وإثر فضيحة بورتر أمر كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي بفرض قيود على التصريحات الأمنية المؤقتة، لا سيما بعدما تبيّن أن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) أبلغ منذ أشهر الإدارة بأن المستشار الرئاسي متهم بتعنيف زوجتيه السابقتين ومع ذلك فقد ظل الأخير يتمتع بحرية الوصول إلى أسرار الدولة والمشاركة في اجتماعات بالغة الحساسية.
مندوب إسرائيل
وفي هذا الصدد رأى الدكتور عبدالله الأشعل، أن كوشنر لا يزال يلعب دورا مهما في لعبة الانتهاكات الأميركية الإسرائيلية في الشرق الأوسط وبالأخص في فلسطين، فهو يعتبر مندوب تل أبيب في البيت الأبيض، وقرار منعه من الإطلاع على معلومات الاستخبارات الأمريكية لن يغير من الأمر شيئا، لكنه ببساطة سيطلع عليها من يد ترامب نفسه.
الأشعل أوضح في تصريح لـ«رصد» أن «انضمام كوشنر في الوفد الأميركي اليوم لافتتاح سفارة أميركا في فلسطين أبرز دليل على أن كوشنر لا يزال المكلف بإدارة صفقة القرن من الناحية الأمريكية».