أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي الايراني جدلًا واسعًا في الأوساط الدولية.
وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف للقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، مشيرًا إلى إن بلاده ستعمل على إبرام اتفاق أوسع يغطي ما تقوم به إيران من أنشطة نووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطتها الإقليمية.
وقال ماكرون في تغريدة عبر حسابه على تويتر: «سنعمل بشكل جماعي على إطار عمل أوسع يشمل النشاط النووي وفترة ما بعد عام 2025 وأنشطة الصواريخ الباليستية والاستقرار في الشرق الأوسط لاسيما سوريا واليمن والعراق».
La France, l’Allemagne et le Royaume-Uni regrettent la décision américaine de sortir de l’accord nucléaire iranien. Le régime international de lutte contre la prolifération nucléaire est en jeu.https://t.co/fHuuUMUsCj
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) May 8, 2018
فيما ذكرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد الأوروبي عازم على المحافظة على الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدة أن هذا الاتفاق هو أحد الإنجازات الكبرى للدبلوماسية الدولية.
وحثت بريطانيا وألمانيا وفرنسا الولايات المتحدة على عدم اتخاذ خطوات تعرقل تنفيذ الدول الأخرى للاتفاق النووي المبرم مع إيران.
قال زعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا في بيان مشترك أصدره مكتب رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي: «نحث الولايات المتحدة على عدم المساس بهيكل الاتفاق النووي وتجنب اتخاذ إجراءات تعرقل تنفيذه بالكامل من قبل الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق».
بينما أعلنت الخارجية الروسية أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني يعتبر تهديدًا للأمن الدولي.
وعلق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عبر حسابه على تويتر على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدًا إن الانسحاب خطأ شنيع.
There are few issues more important to the security of the US than the potential spread of nuclear weapons or the potential for even more destructive war in the Middle East. Today’s decision to put the JCPOA at risk is a serious mistake. My full statement: https://t.co/4oTdXESbxe
— Barack Obama (@BarackObama) May 8, 2018
السعودية وإسرائيل والإمارات ترحب
كشفت السعودية عن ترحيبها بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، معلنة تأييدها لإعادة فرض العقوبات على ايران.
وذكرت صحيفة “سبق” أن تأييد المملكة العربية السعودية السابق للاتفاق النووي بين إيران والدول الأوروبية كان مبنيًّا على قناعتها التامة بضرورة العمل على كل ما من شأنه الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وأفادت بأن إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها، واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، خاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها الجماعات الإرهابية في المنطقة، بما في ذلك حزب الله ومليشيا الحوثي، التي استخدمت القدرات التي نقلتها إليها إيران في استهداف المدنيين في السعودية واليمن، والتعرض المتكرر لممرات الملاحة الدولية، وذلك في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن.
وأضافت أن السعودية «تؤكد تأييدها وترحيبها بالاستراتيجية التي سبق أن أعلنها الرئيس الأميركي تجاه إيران لتأمل بأن يتخذ المجتمع الدولي موقفًا حازمًا وموحدًا تجاه إيران وأعمالها العدائية المزعزعة لاستقرار المنطقة، ودعمها الجماعات الإرهابية، خاصة حزب الله ومليشيا الحوثي، ودعمها نظام الأسد الذي ارتكب أبشع الجرائم ضد شعبه، التي أدت إلى مقتل أكثر من نصف مليون من المدنيين، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية».
وأعلنت دولة الإمارات تأييدها قرار الرئيس الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي، مؤكدة على ترحيبها باستراتيجيته في هذا الخصوص.
كما دعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيانها، المجتمع الدولي والدول المشاركة في الاتفاق النووي الى الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وذلك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي.
فيما قدم رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قراره الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، واصفًا الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي وصفة للكارثة بالنسبة للمنطقة والسلام في العالم.
وأضاف نتنياهو «هذا قرار تاريخي يمهد لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ومن شأن جبهة موحدة ضد النظام الذي يدعم الإرهاب ويزعزع الاستقرار، أن تقطع دابر العدوان الإيراني الذي يهدد منطقتنا والمجتمع الدولي بأسره».
ومن جانبه صرح وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو «سنعمل مع حلفائنا لإيجاد حل واقعي وشامل للتهديد الإيراني»، مؤكدًا على التركيز على إزالة تهديد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وأضاف بومبيو: «سنعمل على إيقاف أنشطة طهران الإرهابية بالشرق الأوسط والعالم».
فيما أكد جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي، أن العقوبات الأميركية بحق إيران ستسري فورا على العقود الجديدة.
والجدير بالذكر أن إيران في 2015، قد وقعت إيران مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهم روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا، الصين، بريطانيا، وألمانيا، اتفاقاً حول برنامجها النووي، والذي ينص على التزام طهران بالتخلّي لمدة لا تقلّ عن 10 سنوات عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.