لا شك أن مكانة مصر في أفريقيا بعهد عبدالفتاح السيسي، ليست على حالها الطبيعي بعدما كانت القاهرة ذات ريادة كبيرة في القرن الأفريقي حتى تحولت إلى ما وصفه مراقبون “مطلشة” للدول الأفريقية لدرجة وصلت إلى التهديد العسكري فضلا عن دعوة أحدهم لتقديم الدعم الغذائي لمصر.
في إطار زيارة يوري موسيفيني، رئيس دولة أوغندا إلي مصر والمقرر أن تبدأ فعالياتها اليوم الثلاثاء. عقد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة جلسة مباحثات مع فريدريك جومي وزير الدولة الأوغندي لشئون التجارة والتعاونيات، تناولت سبل تعزيز حركة التجارة البينية والمشروعات الاستثمارية المشتركة بين مصر وأوغندا خلال المرحلة المقبلة.
من جانبه، أكد جومي نجوبي فريدريك، وزير الدولة الأوغندي لشئون التجارة والتعاونيات، حرص بلاده على توطيد العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة الحالية وبما ينعكس على تعزيز وتوازن معدلات التبادل التجاري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن أوغندا تسعى حالياً لدخول صادرات الشاي والسمسم واللحوم والقهوة للسوق المصري باعتباره أحد أكبر الأسواق بالقارة الإفريقية.
وفي هذا الصدد يقول السفير معصوم مرزوق المحلل السياسي، أن مصر تذيلت أفريقيا بعدما ترك النظام العالم التدخل فيها والنبش في خيراتها دون مزاحمة مصرية، فكان من الأولى أن تقدم مصر الاستثمارات والأبحاث العلمية في تلك الأرض الخصبة بالثروات الطبيعية بدءا من التربة الخصبة وحتى مناجم الذهب.
وأشار مرزوق في تصريح لـ«رصد»: «أفريقيا تحولت إلى مرتعى لكل من خارجها من الدول الكبرى وحتى النامية، دون أن تكون مصر جزء من الاستثمار العالمي في تلك البلاد، ما دفع إسرائيل ودول الخليج لتستغل الغياب المصري عن القرن الأفريقي وينعمون بخيراتها ومن ثم يغيب الدعم السياسي لمصر في أزمة سد النهضة وغيرها من الملفات الأفريقية المتعلقة بمصالح مصر».
أوغندا: مصر بحاجة للحوم وحبوب
وتلك ليست المرة الأولى التي تظهر مصر ضعيفة اقتصادية، حيث أعرب العام الماضي الرئيس الأوغندي خلال محادثاته مع السيسي فيها عن نية بلاده في تقديم الدعم بكل ما تحتاجه مصر من اللحوم والحبوب والأسماك، ثارت موجة الغضب من البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، حول قيام دولة كانت هي من تطلب من مصر المساعدات فيما سبق، بعرض المساعدات على مصر، في حين اكتفى السيسي بالضحك على ما قاله الرئيس الأوغندي.
إثيوبيا: مصر أضعف من أن تحاربنا
عقب تصريحات وزير الخارجية المصري، سامح شكري حول مشروع سد النهضة الذي يضر بالجانب المصري، أكد أن مصر لديها الكثير من أوراق الضغط تستطيع استخدامها ضد الحكومة الإثيوبية؛ ليرد نظيره الإثيوبي بتصريح حاد فيه تحذير وتهديد علني لمصر؛ إذ أعلنت إثيوبيا أن مصر أضعف من أن تحاربها، وأن الجيش لديه الكثير من الإرهاب الداخلي ليواجهه.
وكانت السعودية وقطر قد عرضتا تمويل مشروع سد النهضة، واتخذتا عدة خطوات تصعيدية هدفها عقاب مصر في نظر البعض، وحصارها اقتصاديًّا بعد موقفها في مجلس الأمن عقب تأييدها لمشروع قرار روسي بشأن الأزمة في سوريا.
لا أحد في استقبال السيسي في رواندا
«لم يكن في استقباله سوى سفير»، هكذا تناولت وسائل الإعلام الخبر خلال ذهاب السيسي لرواندا للمشاركة في فعاليات القمة الإفريقية، واعتبر دبلوماسيون مصريون أن الاستقبال لا يليق بمكانة مصر، بينما عقد آخرون مقارنة أكدوا فيها أن الرئيس الرواندي استقبل بنفسه الرؤساء، ومنهم من كانوا رؤساء سابقين، معتبرين أن ذلك إهانة لمصر.
السودان تهدد
والعام الماضي قال وزير الدفاع السوداني، الفريق أول عوض بن عوف، إن هناك ممارسات وصفها بـ«الاستفزازية» تمارس ضد قواته في منطقة حلايب، مضيفًا أنهم يقابلونها حتى الآن بضبط النفس.
وموقع «سودان تربيون» نقل عن وزير الدفاع السوداني خلال جلسة مغلقة بالبرلمان بشأن الأوضاع الأمنية بالبلاد قوله إن “«لأمن المصري يمارس المضايقات والاستفزازات للقوات السودانية بمنطقة حلايب، ونحن نمارس ضبط النفس في انتظار حل المشكلة سياسيًا بين الرئيسين البشير والسيسي».
يذكر أن مصر والسودان يتنازعان السيادة على مثلث حلايب، الذي يوجد تحت السيطرة المصرية منذ عام 1995، وهو يضم حلايب وأبو رماد وشلاتين.